أعلن أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أن الرئيس سيلقي "خطابا هاما" أمام المجلس الثوري في دورة انعقاده الرابعة عشر، فيما قال النائب الثاني لأمين سر المجلس الثوري "أن المجلس ينعقد وسط ظروف وطنية وسياسية وداخلية كبيرة، تشكل منعطفات حقيقية في مسار الوضع الفلسطيني سواء التحرري أو البنائي".
واعتقد أن أحدا لا يختلف في الامرين المذكورين سواء الخطاب أو الظروف الدقيقة، واجزم أن خطاب الرئيس لن يخرج عن ما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة الشهر الماضي الذي حدد معالم المسير الجديد، كما وصفه أحد الصحفيين "بالانقلاب" في اجتماع الرئيس مع عدد الصحفيين نهاية الشهر الفارط.
لكن الفلسطينيين يحتاجون الى بيانٍ من المجلس الثوري يخرج عن النمط القائم في بياناته للدورات الثلاثة عشر السابقة التي تبدأ استمع المجلس لخطاب الرئيس، وثمن المجلس خطوات الرئيس، واشاد بتحركات الرئيس، ووقف المجلس مليا أمام التحديات التي تواجه الشعب، ورحب المجلس بالتحركات العربية أو الدولية، وغيرها من "كليشات" خطابات حزب الحاكم أو الاحزاب الشمولية المنقرضة، وبالنتيجة تحمل مثل هذه البيانات الرئيسَ مسؤولية أعماله، وأفعاله، وتحركاته، وكأنه منفصل عن المؤسسة التشريعية الثانية للجسم التنظيمي لحركة "فتح" أو التنظيم الاهم في حياة الشعب الفلسطيني.
ويحتاج الفلسطينيون/ والفتحاويون الى بيان يحدد الرؤيا، ويضع استراتجية الحركة النضالية، كما يضع برنامج العمل لأجهزة الحركة وقواعدها وأعضائها لخلق التناغم والانسجام ما بين الخطاب السياسي والعمل التنظيمي والعمل الميداني ضمن آليات وأدوات عمل ليست قادرة على استنهاض حركة فتح فقط، بل على النهوض بالحركة الوطنية برمتها.
ويحتاجون الى خطاب ينسجم مع الرهانات المحلية والإقليمية والدولية، والتطلعات الوطنية والحركية من المجلس الثوري ذاته، خاصة أن هذه الدورة ربما تكون الاخيرة، وفقا لتصريح أمين سر المجلس الثوري، مما يضعها أم تحدي رسم معالم الطريق قبل عقد المؤتمر السابع واحتفالات فتح باليوبيل الذهبي لانطلاقتها بداية العام القادم.
لا اعرف إن كان اعضاء المجلس الحاليون يتذكرون بيان المجلس الثوري السابق في دورة الرابعة والعشرين المنعقده في تشرين ثاني/ نوفمبر 2004. ذاك البيان؛ وضع معالم الطريق السياسية لحركة فتح وحدد البرنامج السياسي للحركة، وبَشَرَ" بطريق جديد للعمل السياسي الفلسطيني مع بدء عصر الرئيس محمود عباس وقائد الحركة الجديد بعد استشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات. كما جاء انعقاده على مشارف الاحتفال بالعقد الرابع على انطلاقة حركة فتح.
لكن ما اجزم به أن جميع الفلسطينيين يرغبون بل يريدون أن يكون بيان المجلس الثوري للدورة الرابعة عشر على قَدْرِ التحديات والرهانات من جهة، ويدشن مرحلة جديدة من العمل الوطني أو النضال السياسي بوضع خطة المستقبل ليس فقط للفتحاويين بل أيضا للفلسطينيين من جهة ثانية.