حرب داعش والدولار الامريكي

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

اصبح من الواقع الملموس ان العالم يواجه الآن ازمة اقتصادية عاليه ، وكساد واضح ولاسيما في الامبراطورية الامريكية ، وتراجع دور الدولار امام العملات العالمية المؤثرة ، لذا ، وجدت امريكيا انه لا مخرج لكسادها وإنعاش الدولار إلا بشن حرب تحريكية اقتصادية في لب منطقة دول الأوبك المنتجة والمصدرة للنفط ، لذا قررت تشكيل تحالف دولى ، يخدم الاهداف الاقتصادية المحضة وإنعاش الاقتصاد في امريكيا ، ووجدت امريكيا ضالتها حين قررت توجيه ضربات لتنظيم الدولة الاسلامية داعش ..

وفى هذا الشأن يقول الاستاذ في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الدكتور (طلال البذالي ) في حديث عن ارتفاع سعر صرف الدولار يأتي على رأس اسباب انخفاض اسعار النفط في الفترة الحالية ، مؤكدا صحة زعمنا الى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي لعب دورا رئيسا ايضا في هذا الانخفاض خصوصا في الدول الكبرى المستهلكة للنفط كالصين والهند واليابان وأمريكا وبعض الدول الاوروبية وأبرزها المانيا.

وأضاف (البذالي ) انه من المفترض ان تنخفض اسعار النفط أكثر مما هي عليه ولكن مشكلة تنظيم (داعش) والضربات الجوية ضده احدثت نوعا من التوازن متوقعا ان تواصل اسعار النفط هبوطها قبل نهاية العام الجاري لما دون ال80 دولارا بالنسبة لمزيج (برنت ) ودون 75 دولار بالنسبة لنفط غرب تكساس الامريكي.

وتوقع( البذالي ) انخفاض الاسعار اكثر مما هي عليه حاليا وان يكون العام المقبل هو عام الركود النفطي مشيرا الى انها ستعاود الصعود بعدها وذلك كون سلعة النفط مازالت السلعة الاولى كمصدر للطاقة في العالم.

وأشار الى ان الولايات المتحدة تحسب حساباتها جيدا خصوصا فيما يتعلق بسعر صرف الدولار مؤكدا ان ارتفاع الدولار كان نتيجة حسابات امريكية خاصة بالحرب الدائرة حاليا ، حيث انها ستستفيد من هذا الارتفاع على عدة صعد اهمها انها ستبيع الكثير من المعدات والأسلحة بالدولار وبالتالي تعظم من الفائدة العائدة عليها اضافة الى ان كلفة الحرب غالبا معروف من يتحملها.

تأسيا لما سبق ندرك ان ما تسوقه علينا امريكيا من هرطقات تقنع بها حلفائها لا تصب في نهاية الامر إلا في خندقها وخندق حلفائها من غير العرب ، واصحب نتاجا لتلك المؤامرة دماء اطفالنا ونساءنا ارخص بكثير من ثمن برميل النفط ، وما يزعجنا حقا هو انجرار العرب دون لحظة تفكير وراء المصالح الامريكية كثمن لبقاء على عروش واهية.