برأيي أنه من أكثر ألأمراض النفسية الشائعة ،والتي لم تُدرّس بالكليات المختصة بعلم النفس.. أو لم يتم إلقاء الضوء عليها ، لو دققنا بها قليلا لوجدناها.. بسبب الفيس بوك تلك الأمراض المزمنة التي طالت أعداد هائلة ومخيفه من مدمني الفيس بوك ..ومن الأعراض التي أكتبها عن تلك الأمراض حتى يتعرف عليها كل مصاب ولمسارعة العلاج قبل فوات الأوان هو عندما يخيم على عقول أولئك المرضى اهتمامهم الشديد بنشر أدق تفاصيل حياتهم عبر صور ترصدهم في كل الأماكن وفي أي وقت .. رغبة منهم بذلك فالذي يتناول حبة تفاح أو عنقود عنب يقوم بنشر صوره عبر الفيس وبصورة مباشرة وكذلك الذي يذهب لزيارة جدته أوعمته.. أو أي أحد من أقربائه لا يقوم بنشر صوره معهم حتى تكون ذكرى خاصة به يحتفظ بها بعيدا عن الأضواء أوالضوضاء بل يتعمد بنشر صور المجموع على من يستحق ومن لا يستحق وبدون سابق إنذار بأخذ رأيهم ..وكم تسببت تلك الأعمال في استحداث مشاكل شخصية أو عائلية انتهت بالسباب والعراك بالأيدي والقطيعة الأبدية .. ناهينا عن القضايا التي يرفعها البعض في المحاكم.. المصاب بذاك الداء لا يعلم أنه لو قام بنشر صور له مثل تناول طبق كشري بالصلصة والدقة أوتناول وجبة كباب أو سمك ولبن وتمر هندي .. والذي يسبح على شاطيء البحر هو وزوجته .. أو يشرب قارورة كولا .. هو لا يعلم أنه أمر خاص يتعلق به لا يهم العامة الذين يفرض عليهم صوره بكل فضولية أو تطفل مع أنهم لا ذنب لهم سوى أنهم أضافوه صديقا لهم عبر صفحة الفيس في أحد الأيام .. وليست المشكلة في ذلك فحسب وإنما أن أمثال أولئك القوم الذين يقومون بنشر صورهم أي صور كانت شخصية أو عائلية ..يرسمون بخيالهم السلبي حياة فيسيوبكية ترافقهم وتعيش معهم لحظة بلحظة هم يظنون أنهم بتلك الأعمال قد أصبحوا في عداد المشهورين وأنهم قد انتقلوا عبر صفحتهم الفيسوبكية المحدودة والضيقة إلى العالمية لينافسوا مشاهير هوليوود أمثال .. كلارك جيبل أو الان ديلون أوروبيرت دنيرو أوحتى كلينت ايستود ..وحينما يجوبون سواء بالطرقات أو الشوارع أوالمناطق العامة بكل زهو وفخر واعتزاز فيتعاملون مع الناس من هذا المنطلق فيتصورون أن الصيدلاني أو الخضرجي أوسائق المترو أو الحانوتي وكأنهم جميعا لابد أن يعرفونهم هذا على مستوى حياتهم العملية ..وأما على صفحتهم الخاصة عبر الفيس فالويل كل الويل لمن لا يشيرون بالإعجاب على صورهم، وكأن الجميع مطلوب منهم أن يضغطوا لايك - like ..على ما ينشرون ..لو علم أمثال أولئك المرضى أنهم يروجون لأنفسهم بكل سهولة ويسر الاختراق أمنيا فيفتحون بذلك ملفات شائكة هم في غنى عنها ..وأنهم لما اتبعوا سنة النشر بالصور قد أصبحوا لقمة صائغة أو فريسة لرجالات المخابرات أوالاستخبارت و لأن هناك من يرصد ويخزن ويستغل الفوتوشوب لعمل مونتاج جديد قد يهدد حياتهم ..ولو علم أولئك أن الذين يكتبون سيرتهم الذاتية من المشاهير قد غادروا المجتمع بعيدا بسببهم بعدما اختلط الحابل بالنابل ..أما العلاج الفعال والقوي لشفاء أولئك المرضى برأيي الذاتي هو إغلاق صفحاتهم عبر الفيس والتي تعج بصورهم.. وعمل صفحة جديدة خالية من دسم الصور مع ضرورة عدم الجلوس طويلا أمام الفيس ..وياليت قومي يميزون بين الألبوم الخاص والمغلق بحياتهم وبين الألبوم العام المفتوح لدى الجميع