كل يوم يمر على الضفة الغربية دون تحرر من الاحتلال الإسرائيلي لا يعني إلا مزيداً من التوسع الاستيطاني، وضياع الأرض التي هي مادة الصراع مع الصهاينة.
إنه الزمن الفلسطيني الذي يقاس بالثواني، والذي يؤكد أن أي حديث لا يقدس الزمن الفلسطيني هو حديث كفر بالثوابت الوطنية، لأن كل إضاعة للوقت لا تعني إلا التآمر على الأرض، والدليل على ذلك تقارير السلطة الفلسطينية ذاتها التي تشير إلى أن 61% من أراضي الضفة الغربية التي صنفتها اتفاقية أوسلو كمنطقة (ج)، قد صارت في غفلة من الزمن المشنوق منطقة إسرائيلية بالكامل، يتمدد فيها الاستيطان تحت سمع وبصر القيادات التي تهزأ بالزمن، وتبتسم للفضائيات، وقد اعترف السيد محمود عباس ضمنياً في مؤتمر إعادة اعمار غزة بخطأ اتفاقية أوسلو، حين أشار إلى أن منطقة (ج) التي أهملتها اتفاقية أوسلو، هي مخزون الموارد الطبيعية القادر على تزويد السلطة الفلسطينية بما قيمته 3 مليار دولار سنوياً.
أهمية الأرض لا تسمح للشعب الفلسطيني بمزيد من إضاعة الوقت، وانتظار ما ستسفر عنه الخطة الثلاثية، التي ستعطي للمستوطنين الآمان لعدد من السنين، وستعطي للفلسطينيين الحسرة ودموع الحنين، أهمية الأرض تفرض على الشعب الفلسطيني أن يشرع بخطوات عملية تخلخل أمن الاحتلال، ولا تسمح للمستوطنين بالعيش الحلال.
إن مبررات التريث والتعقل والانتظار التي تطرحها القيادة الفلسطينية تعكس حجم المأساة التي تعيشها أرض الضفة الغربية، وعلى سبيل المثال، حين يقدر الدكتور نبيل شعث، مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح، أن عودة القيادة الفلسطينية إلى مجلس الأمن قد تبوء بالفشل، فمعنى ذلك أن السياسة الفلسطينية لا تعطي للزمن الفلسطيني قيمته، ولا تقدر خطورة عامين كاملين على أرض الضفة الغربية التي يغير اليهود معالم وجهها في كل يوم!!!.
أدعو الفلسطينيين الذين ينتمون إلى حركة فتح، أدعوكم إلى تخيل حال الأرض الفلسطينية سنة 2016، ولاسيما بعد فشل مسودة القرار الذي ستحمله القيادة إلى مجلس الأمن الدولي، والذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلها سنة 1967.
أدعوكم يا رجال حركة فتح، إلى تخيل الواقع الفلسطيني في نوفمبر سنة 2016، تلك السنة التي سيوقع فيها السيد محمود عباس على اتفاقية روما، كما قال، وإن ظل في عمره بقية، لنشرع بعد ذلك في اتخاذ خطوات قانونية ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
أدعو كل فلسطيني إلى تخيل مستقبله ومستقبل أبنائه دون الأرض.