للقادة والساسة ...بداية ونهاية !!!

بقلم: وفيق زنداح

القراءة التاريخية والتحليلية للمشهد السياسي وما ظهر من قادة وسياسيين ...احزاب وحركات سياسية استمرت لسنوات طويلة ...وجاء وقت نهايتها ...وسيسجل التاريخ ما لهم وما عليهم ...فمن القادة والساسة من غاب عن المشهد بموت طبيعي ...ومنهم من غاب من خلال ممارسة الانتخابات الديمقراطية ...ومنهم من غاب بفعل القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ...وقله قليلة غابت عن المشهد بفعل ارادتها ومن خلال استقالتها .
القادة والساسة بعصرنا الحديث كانت لهم بداية ...بحسب بداية ظهور كل قائد سياسي ظهر علي المشهد السياسي داخل هذه الدولة أو تلك وعملوا ما باستطاعتهم من أجل تحقيق أهداف شعبهم فمنهم من حقق النجاح ...ومنهم من لم يحالفهم الحظ وفشل في تحقيق طموحاته واهداف شعبه ...وهناك من القادة والساسة من حققوا النجاح في مرحلة محددة لكنهم لم يحظوا بشعبيه وتواصل جيل بعد جيل لذكرهم والاشادة بمواقفهم ...وهناك من لم يحققوا النجاح لكنهم اكتسبوا شعبيه كبيرة واصبحوا بذاكرة شعوبهم ...لان النجاح أو الفشل مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة المرحلة والظروف الذاتية والموضوعية ...ومجمل الاستهدافات التي حالت دون نجاح هذا القائد أو ذاك....
المشهد العالمي والاقليمي وقد أظهر زعماء وقادة وبغض النظر عن راينا حولهم ...الا انهم زعماء زمانهم ومكانهم ولا زالوا بذاكرة شعوبهم وفي سجلات التاريخ الحديث وعلي سبيل المثال وليس الحصر الرئيس الامريكي ايزنهاور , والرئيس السوفيتي ستالين, والرئيس الالماني هتلر ,والرئيس الفرنسي ديجول ,والرئيس البريطاني تشرشل ,والرئيس اليوغسلافي تيتو, والرئيس الروماني تشاوشيسكو ...كما كان من القادة والسياسيين في منطقتنا العربية الكثير من الزعماء والقادة ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر في مصر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ,والرئيس الشهيد أنور السادات , والرئيس الاسبق محمد حسني مبارك , والرئيس المعزول محمد مرسي واليوم الرئيس المنتخب ديمقراطيا عبد الفتاح السيسي ...وفي سوريا الرئيس شكري القوتلي ,ومشيل عفلق, ونور الدين الاتاسي, والرئيس حافظ الاسد , وفي العراق الرئيس عبد الكريم قاسم , ونور السعيد , وعبد السلام عارف , وعبد الرحمان عارف . واحمد حسن البكر . والرئيس صدام حسين .وفي الجزائر الرئيس أحمد بن بيلا ,والرئيس هواري بو مدين , والشاذلي بن جديد, وفي ليبيا الملك ادريس السنوسي , والرئيس العقيد معمر القذافي ,وفي تونس الرئيس الحبيب بورقيبة ..والرئيس زين العابدين بن علي ,وزعماء وقادة أخرين بالمنطقة العربية .
كل من ذكروا سابقا في منطقتنا اما أن كانت نهايتهم بالقتل العمد او بالانقلاب العسكري واما نتيجة تغيرات داخلية وثورات شعبية وانتخابات ديمقراطية .
هؤلاء الزعماء والقادة والساسة كان لهم أحزاب وحركات سياسية تلاشت عن المشهد السياسي داخل دولهم بفعل عوامل ومتغيرات سياسية اجتماعيه اقتصادية وثقافية...فليس هناك ما هو ثابت علي مستوي القيادة أو حتي الاحزاب والحركات السياسية فكل شي له بداية ونهاية .
المشهد الفلسطيني وقد مر علي تاريخنا الحديث العديد من القادة والساسة ...فما قبل النكبة كان الشيخ أمين الحسيني , وما بعد النكبة التي المت بشعبنا وحاله الهجرة والتشرد ظهر العديد من القادة المحليين والذين لهم تاريخهم ومواقفهم ومنهم الشاعر معين بسيسو, والدكتور حيدر عبد الشافي ,والحاج رشاد الشوا, والشيخ هاشم الخزندار. قيادات محلية في قطاع غزة كان لهم دورهم ومكانتهم واحترامهم من قبل شعبنا داخل القطاع وعلي المستوي الفلسطيني العام حتي تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة المرحوم أحمد الشقيري ومن بعده يحيي حمودة ومن بعده الرئيس الشهيد ياسر عرفات مفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي قادت مسيرة الكفاح الوطني حتي يومنا هذا وتولي الرئيس محمود عباس رئاسة السلطة الوطنية بانتخابات رئاسية ديمقراطية اضافة الي مهامه كرئيس لمنظمة التحرير رئيس دولة فلسطين .
الساحة الفلسطينية فيها العديد من الحركات السياسية ...والقادة والساسة والذين يمثلون توجهات ومنطلقات فكرية متعددة ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسسها الدكتور جورج حبش, والجبهة الديمقراطية بزعامة نايف حواتمة , والحزب الشيوعي الفلسطيني الذي احدث تحولا ليصبح حزب الشعب الفلسطيني وجبهه التحرير الفلسطينية حزب فدا , والجبهة العربية , اضافه الي تيار الاسلام السياسي والابرز حركة المقاومة الاسلامية حماس ومؤسسها الشهيد الشيخ أحمد ياسين , وحركة الجهاد الاسلامي ومؤسسها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي .
ومن خلال المشهد الفلسطيني ومجموعه القادة والساسة والفصائل والحركات السياسية الفلسطينية يدعونا للتأكيد علي التالي :
اولا : ان تعدد الاحزاب والحركات السياسية الفلسطينية مسالة طبيعية نحن بحاجة اليها ... ولكن هذا التعدد الفكري يجب ان يكون باتجاه المشاركة الايجابية وليس المعاكسة السلبية ...باتجاه الاجندة الوطنية الواحدة... وليس الاجندات المتناحرة والمتصارعة ...باتجاه العمل الوطني المشترك وليس التفرد والاستفراد ...باتجاه العمل المؤسساتي حسب النظام السياسي ..وليس الاحتكام للغات اخري ...
ثانيا: القادة والساسة علي الساحة الفلسطينية لهم احترامهم ومكانتهم ومحبتهم ...ولكن علي قاعدة احترام المكانة الأعلى من المكانة الاقل .
ثالثا: يجب أن لا تبقي صورة المشهد الفلسطيني كما هي عليه من خلال الاحزاب والقوي المعروفة ...لأننا بحاجة الى ابداع فكري سياسي جديد يمكن ان يوظف طاقات عديدة لا زالت لم تسخر بالصورة المثلي وهذا سيكون اضافه نوعية ....وليس كمية بما يخدم شعبنا وقضيته لان كل بداية ....لها نهاية ...ونتمنى أن تكون نهاية المشهد اكثر قوة وصلابه ...وأكثر فعلا ...وحتي يسجل التاريخ لنا ...ولا يسجل علينا .

الكاتب : وفيق زنداح