هل قطاع غزة ....بدون حكومة ؟؟!!

بقلم: وفيق زنداح

لسنا بموقف المجاملة ومحاولة التضخيم لفرح مفقود ...وسعادة لا زالت تتأرجح بين الارض والسماء ...وقلوب لا زالت حائرة وغير مستقرة ...وعقول لا زالت تفكر وتقف وتنتظر ...بعد حرب طاحنه ... وانقسام أسود وما ترتب عليه من معضلات ومشاكل لا زالت تتراكم علي ما نحن فيه اصلا من أزمات متراكمة ومركبة مما يصعب علينا ايجاد الحلول... اذا ما كنا بالأصل نسعي الى ايجاد الصيغ المقبولة لحل ما تراكم بداخلنا ...ومن حولنا من ازمات معقدة افقدتنا الكثير من الصواب... وأخذت بنا الى مربعات اليأس وفقدان الثقة .
قطاع غزة هذا السجن الكبير يعيش علي بركة خالقه...فحكومة ذهبت ...وحكومة أتت ...ولا نجد حكومة وعنوان ...ونحن لا نعني مسماها ومن يكون رئيسها ...ومن هم وزرائها ولا يعنينا كثيرا ان نشهد المواكب والسيارات الفارهة وسيارات الامن التي تسلك طريقها ...لان ما يعنينا حكومة العمل والانجاز ...حكومة ملامسة الواقع بكل تفاصيله وتعقيداته ...حكومة ايجاد الحلول ...حكومة تعمل علي توفير متطلبات المواطن وحفظ كرامته الانسانية ..حكومة تحقق الاستقرار والامن ...حكومة تأخذ بيد المواطن الى بر الامان ..بعد أن فقدنا الامان والامانة والثقة بكل ما نسمع .
أزماتنا ومعاناتنا كبيرة ومعقدة ولا تعد ولا تحصي ..ويصعب حصرها في مقالة حتي لا يسقط سهوا مصيبة من مصائبنا. وأزمة من أزماتنا ...وسلبيه غارقة في وجداننا ..فالعناوين كثيرة وهمومنا أكبر واكثر من أن تحصي بالبطالة المتفشية ...وتدني مستوي دخل الفرد وما يعانيه من فقر ...وغياب الماوي وغلاء الاسعار ...وتدني مستوي الخدمات الصحية والتعليمية والخدماتية من انقطاع الكهرباء ..وفقدان الماء الصالح للشرب ...والبنية التحتية المتأكلة والفاقدة للصلاحية ...في ظل العنوان الكبير والحصار المرير والعيش داخل هذا السجن الكبير ...فلا خروج الا بإذن وتسجيل... ولا دخول الا بإذن وتصريح ...كل شى أصبح بحياتنا لا يطاق ولا يحتمل ولا يعرف المواطن من يخاطب لتقديم مظلمة ...ولا نعرف من نسأل لنجد جواب شافي وقاطع ...ولا نعرف هل لنا حكومة داخل القطاع ؟؟!!! كما لا نعرف لمن نحمل المسئولية اذا ما حدث وغرقنا كما الشتاء الماضي ؟؟!! .
حالة فراغ حكومي ...كل ما هو موجود من كان قائما قبل تشكيل حكومة التوافق ...فهل من هم موجودون مكلفون رسميا بمتابعة قضايا المواطنين ؟؟!!..أم ان التكليف ساري المفعول في ظل غياب الحكومة ؟؟!!.
نحن لا يعنينا ان كانت حكومة توافق ...أو حكومة فصائل ..او حكومة مختلطة ...لانهم بالنسبة لنا وقد جربنا كافة انواع الحكومات ...وجميعهم مقصر ...وأبدي فشل ذريع لإيجاد الحلول المناسبة والملائمة... ومتابعة قضايا المواطن وتحسين أحواله ...والعمل علي تطوير هذا الجزء العزيز من الوطن وتنميته .
الكل فينا يصرح ويتحدث بمنشيتات عريضة ..وعلي شاشات التلفزة ...وعبر الاذاعات والمواقع الاخبارية ..الجميع يتحدث باسم الشعب ...والشعب الغائب الحاضر ..الغائب عن ملامسة الامل لإيجاد حلول لمشاكله ...والحاضر بالتصريحات والخطابات ...حتي وصلنا الى مرحلة الملل ...وعدم القدرة علي الاستماع ...فليس هناك من مجيب... وليس لنا الا الدعاء لرب العباد ان يرحمنا ...ويرحم من ظلمنا .
ابقاء حالة القطاع علي ما هو عليه دون حكومة متواجدة وتتحمل مسئولياتها كاملة ...سيبقي القطاع وشعبه بحالة الفراغ القاتل للآمال ...وما تم البناء عليه عندما شاهدنا وسمعنا أن صفحة الانقسام قد طويت والى الابد ...ولم نكن نعرف أن البديل سيكون فراغ ...فلا يكفي أن نسمع أن هناك حكومة توافق قد جاءت نتيجة المصالحة
...ولا يكفي ان تقوم حكومة التوافق بزيارة القطاع لمرة واحدة ...لان ما نفهمه ونعرفه أن الحكومة جزء من السلطة التنفيذية ...أي أنها ملزمة بالتواجد في كل شارع وحارة ومخيم وعلي الطرقات والميادين وفي داخل المؤسسات والوزارات... حتي نعرف لنا عنوانا يمكن ان نخاطبه .
لكن أن يبقي الحال هكذا ...فلن نصدم اذا ما قال لنا أحد ...بأن ليس لديكم حكومة في قطاع غزة .
الكاتب:وفيق زنداح