انتظرنا طويلا ...ولم نفقد الامل ...لقناعه ثابتة وراسخة بأن هذه الحركة العملاقة المرتبطة بنضال شعبنا.. وتضحيات مسيرة طويلة تستطيع أن تخرج من كبوتها كطائر الفنيق ولن يستطيع وقف زحفها ..واستمرار نضالها ..وابداعات وسائلها ...عدو مجرم وغاصب ..ولا حتي انحياز امريكي معلوم ومعروف .
لأنها فتح الثورة ...فتح الكرامة ...فتح الكفاح الطويل والنضال المستمر ..فتح المسئولية الوطنية والتاريخية ...فتح التي لم تتخلي عن مسئولياتها وواجباتها ودورها ...فتح المشروع الوطني الذي تلتف من حوله الجماهير الفلسطينية ومنذ عقود وحتي الان تسير بخطي ثابته وواثقة أن النصر سيكون حليفنا... وان الدولة ستشهد ميلادها .
برغم ما يمر بنا من كوارث ونكبات ..وما تعرضنا له من حرب عدوانية ...وما يتعرض له اهلنا اصحاب المنازل المدمرة... الذين يعيشون اوضاع مأساوية في ظل فصل الشتاء ...وبرغم حصارنا وما نعاني من هموم الحياة وتفاصيلها الكثيرة والتي تصعب علينا حياتنا ...وتثقل علينا ...وتغلغل اليأس بداخلنا ...الا أننا لا نفقد الامل ...وحتما لن نفقد الثقة ...ولا نفقد البوصلة والاتجاه .
عقد المجلس الثوري لحركة فتح بالدورة العادية الرابعة عشر وتحت شعار ...سويا لحماية الأقصى ..وبناء غزة ...وانجاز الاستقلال ..وبقراءة موضوعية ومتوازنة عما خرج عن المجلس اري أن هناك العديد من الرسائل التي تم ارسالها وهي عبارة عن التالي :
اولا: حركة فتح وقيادتها ...ومشروعها الوطني سيبقي مشرعا ومشروعا ومستمرا حتي تحقيق الثوابت الوطنية ومهما كانت العقبات والتحديات .
ثانيا: لا يوجد أدني تردد باتخاذ الخطوات السياسية وبما يخدم شعبنا وقضيته واستقلاله الوطني مهما تكن النتائج والثمن المدفوع .
ثالثا: طي صفحة المفاوضات الثنائية واعتماد طريق المؤسسات الدولية الموكل اليها تحقيق الامن والسلم العالمي واعتبار مجلس الامن احد المؤسسات الدولية التي يجب عليها أن تتخذ القرار التاريخي أن دولة فلسطين دولة قائمة ومحتلة ويجب انهاء احتلالها .
رابعا: القدس الشرقية والاماكن المقدسة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ولا يمكن القبول باي نوع من التقاسم حولها باعتبارها عاصمة دولة فلسطين .
خامسا: الوحدة الوطنية ممر اجباري ..وخيار استراتيجي ولا يمكن السماح بإدخال وحدتنا الوطنية وفق مفاهيم التكتيكات السياسية والمصالح الحزبية... علي اعتبار وحدتنا الوطنية صمام الامان والطريق الوحيد لتحقيق ثوابتنا الوطنية.
سادسا: اسرائيل وسياساتها الاستيطانية ومحاولاتها المستمرة لتوسعه الاستيطان وعمل الكانتونات والمعازل وممارسة العنصرية والمعتقدات التوراتية مسألة مرفوضة ويجب العمل علي مواجهتها بكافة الطرق والوسائل السياسية والقانونية .
سابعا: العدوان الاثم علي قطاع غزة وما أسفر عنه هذا العدوان الارهابي من دمار وكوارث ونكبات يضع اسرائيل امام المسئولية الكاملة امام ما جري ويجب محاسبتها جنائيا وعلي كافة الصعد والمستويات ....ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولية اعادة الاعمار والبناء لما تم تدميره وتسهيل دخول البضائع والمستلزمات وانهاء الحصار بشكل كامل .
ثامنا :الانحياز الامريكي وحق استخدام الفيتو لن يكون مانعا من استمرار التوجه لمجلس الامن الدولي في ظل ازدياد التأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين .
تاسعا: التأكيد علي المصالحة واستمرار عمل وفد اللجنة المركزية لإنهاء كافة الملفات والوصول الى النتائج المطلوبة لإنهاء الانقسام وما ترتب عليه .
عاشرا: اتفاقيه اوسلو لن تكون للأبد عائق أمام التحرك الفلسطيني وانهاء كافة الالتزامات المترتبة علي هذه الاتفاقية طالما استمرت اسرائيل بمخالفة كافة الاتفاقيات وعدم الالتزام باستحقاقات التسوية السياسية ومفهوم حل الدولتين .
الحادي عشر : الرسالة الفتحاوية الوطنية بكل ما فيها من مسئولية وطنية وتاريخية انما تؤكد ان حركة فتح ستبقي قوية ومتماسكة وموحدة وليس مسموحا لاحد بالتدخل بالشأن الفتحاوي وان الاطر الشرعية للحركة تستطيع بحكمة وحنكة ان تتجاوز كافة الاشكاليات التي يمكن ان تطرأ بصورة استثنائية .
الثاني عشر : حركة فتح وعبر مسيرتها الكفاحية الطويلة تعمل كل ما في جهدها من أجل توحيد الطاقات الفلسطينية ...ولا تقبل بالانعزال أو العزل ...ولا الانفصال والانفصام ...بل تعمل علي وحدة القوي السياسية الوطنية والفلسطينية في اطار المؤسسات الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
حركة فتح ....ثوابت وطنية ..وخيارات مفتوحة ...انما تؤكد للقاصي والداني بأن هذه الحركة العملاقة قادرة وبأسرع مما يتصور الكثيرين بان تحدث متغير في خياراتها بحسب المتغيرات السياسية وما ستسفر عنه التوجهات السياسية ...لان حركة فتح اقسمت قسم الولاء والانتماء بأن لا تستسلم ...ولن تسلم مفاتيح الوطن لا علي ابواب سلطة محتلة ...ولاحتي دولة محتلة ..بل ستسلم مفاتيح الوطن لأصحاب الارض والقضية ابناء الشعب الفلسطيني والذين سيحددون خياراتهم المناسبة ...فليس هناك خيارات قد سقطت ...ولن تكون هناك خيارات تعلو علي خيارات ...بل ستكون هناك أولويات وطنية وفق الظروف الذاتية والموضوعية والتي ستحدد المتاح والمعتمد بالخيارات المستخدمة ...وستبقي حركة فتح ..حركة الجماهير ...وقائدة المشروع الوطني علي اعتاب مرحلة ولادة الدولة ...هكذا حتميه التاريخ ...وارادة شعب لابد وأن ينتصر ...مهما طال الزمن ...أم قصر.
الكاتب : وفيق زنداح