المشهد الفصائلي ...الى أين ؟؟!!

بقلم: وفيق زنداح

فصائل العمل الوطني والاسلامي تشكل الخارطة السياسية الداخلية ...بكل ما للفصائل من دور ومكانة وعطاء مستمر وفعل ملموس عبر مسيرة نضال طويلة لا مجال الا للتأكيد عليها عبر تاريخنا الفلسطيني الحديث ومدي الايجابيات التي تسجل لكل فصيل ...ولا نستثني سلبيات كل فصيل .
الخارطة السياسية الداخلية للقوي والفصائل انقسمت بفعل البرامج والوسائل النضالية الى قطبين أساسيين :أولهما فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ذات البرنامج الوطني الواحد والموحد والذين يعملون في اطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية سواء مؤسسات منظمة التحرير اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي ...أو علي مستوي مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والثاني فصائل الاسلام السياسي ممثلين بحركتي حماس والجهاد الاسلامي وهم أيضا منقسمين ومتطابقين في أن واحد ...منقسمين ان حركة حماس جزء من النظام السياسي للسلطة الوطنية باعتبارها تشكل الاغلبية البرلمانية بالمجلس التشريعي ....بينما حركة الجهاد الاسلامي غير ممثلة بفعل ارادتها وموقفها السياسي الواضح منذ البدايات الاولي وحتي يومنا هذا الا ان هناك متغيرا سياسيا قد جاء بناء علي اتفاقيه المصالحة والتفاهمات التي افرزها الحوار الوطني الشامل بموافقه الحركتين علي الدخول في الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدم ترك الامور علي ما هي عليه في المشهد الفصائلي والخارطة السياسية الداخلية فصائل العمل الوطني الفلسطيني الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية تمارس المعارضة من داخل الاطر الشرعية ...بينا حركتي حماس والجهاد يمارسون المعارضة من خارج الاطر الشرعية باستثناء حركة حماس واغلبيتها البرلمانية بالمجلس التشريعي والتي بإمكانها أن تمارس الدور الرقابي والتشريعي بحسب المهام المناطة بالمجلس التشريعي.
المجتمعات الديمقراطية تأخذ برأي المعارضة وتفسح لها المجال للتحرك والعمل وفق القانون والدستور المنظم للعلاقة ما بين النظام السياسي باعتباره السلطة التنفيذية العليا ....وما بين المعارضة التي تمثل جزءا من الرأي العام ....فالمعارضة أرادت ام أبت تشكل جزءا من النظام السياسي ولا يحسب للنظام السياسي من انجاز بعيدا عن المعارضة ...كما لا يحسب للمعارضة من انجاز بعيدا عن النظام السياسي...وهذا ما يأخذنا لطرح العديد من التساؤلات التي تحتاج الى اجابات شافية وقاطعة ومحددة ...فهل توجد قوي معارضة في فلسطين ؟؟...وهل المعارضة تمتلك من الادوات والامكانيات والقاعدة الجماهيرية ما يمكنها من طرح البدائل العملية للنهوض بالحالة الفلسطينية ؟؟....وهل المعارضة تمارس دورها الايجابي المتعارف عليه بكافة الانظمة الديمقراطية ؟؟...ام أن هناك فرق شاسع بين المعارضة بالدول الحرة والمستقلة والمعارضة في مرحلة التحرر الوطني ؟؟.
اذا كنا بمرحلة تحرر وطني وهذا ما هو واقع ونعمل علي تحقيق وانجاز الحرية والاستقلال والدولة كهدف استراتيجي نجمع عليه ...فلماذا تكون لدينا معارضة ؟؟ وما الاسباب والدعاوي الملحة لوجود معارضة ونحن جميعا تحت طائلة الاحتلال ونعيش ظروف واحدة ونتعرض لاستهداف واحد ؟؟.
أسئلة كثيرة لا تبرر وجود معارضة بمفهوم الانظمة المستقرة والقائمة والأهم من كل هذا أننا بمرحلة تحرر وطني ونحتاج لكافة الطاقات وليس امامنا من خيار الا وحدتنا الوطنية كممر اجباري ...واستراتيجية ثابتة ...حتي نتمكن من الوصول الى حريتنا واستقلالنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ....هذا الانجاز الوطني الكبير اذا ما تحقق ...وسوف يتحقق ...بإرادتنا وفعلنا الوطني ووحدتنا الوطنية وتحركنا السياسي صوب المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الامن ...والجمعية العامة... وكافة المؤسسات ذات الصلة بالقانون الدولي لإنجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني وعدم القبول باستمرار هذا الاحتلال الجاثم علي صدورنا ....ورفض هذا الاستيطان الكولونيالي العنصري الذي قسم ارضنا الى كانتونات ومعازل وما يجري من استباحة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية ومحاولة ادخالنا في صراع ديني نرفض الدخول فيه علي اعتبار ان صراعنا مع المحتل الاسرائيلي صراع قومي وطني ولا نقبل بإدخالنا في صراعات دينية كما يريد جماعات التوراتين واليمين المتطرف والمستوطنين .
الفصائل الفلسطينية بكل مكوناتها مطالبة بأن تقف وقفة رجل واحد باتجاه دعم توجهات القيادة الفلسطينية وخطوات الرئيس محمود عباس وحتي نتمكن من انجاز مشروعنا الوطني المهدد وباستمرار من هذا الاحتلال وممارساته التعسفية ..وعدوانه المستمر الذي لا يتوقف والذي يستهدف صمودنا علي أرضنا ...وقتل سبل الحياة ..وادخالنا في أتون معركة ذات تشعبات عديدة ومحاولة وضعنا في موقف طلب الاستغاثة والمعونة لتلبية احتياجاتنا الحياتية ....وعدم اعطاءنا فرصة البناء والتنمية ...وتشييد بنية اقتصادية نستطيع من خلالها معالجة كافة اشكاليات واقعنا الفلسطيني من بطالة متفشية... وتدني مستوي الدخل ...وبنية تحتية مدمرة ..وضعف الخدمات الصحية والتعليمية .
مشاكل اقتصادية اجتماعية ثقافية تؤكد مدي حاجتنا الى تنظيم أمورنا الداخلية وتصليب مقومات وجودنا... والنهوض بحالتنا... وعلي كافة المستويات .
فصائل العمل الوطني والاسلامي ونحن نعيش بمرحلة التحرر الوطني مطالبة بأن تعمل علي تصليب جبهتنا الداخلية ..وتعزيز خطابنا السياسي والاعلامي ..والعمل علي زيادة مقومات الصمود ...والدفع بكل قوة لإنجاح مهمه القيادة الفلسطينية وتوجهات الرئيس محمود عباس ,وحتي نتمكن من انجاز حريتنا واستقلالنا الوطني واقامه دولتنا الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ..هذه مسئولية وطنية وتاريخية ونحن نشهد تحرك دولي واستجابات متعددة وتأييد مستمر لتوجهاتنا السياسية .
برامج الفصائل المتعددة ..وأجنداتها الخاصة ..وخياراتها نحترمها ونقدرها ....ولكن هناك حسابات وطنية واقليمية ودولية ...يجب أن تؤخذ بالاعتبار... وان ألا نبقي نغرد خارج السياق والاطار ...وحتى لا نخسر اكثر مما خسرنا ....وحتي ننجز ما أردنا إنجازه في لحظة تاريخية ...وفي واقع دولي الجميع يعلم معالمه ومحدداته ...وواقع اقليمي لا نحسد عليه.

الكاتب :وفيق زنداح