في زمن ما ساد فيه الظلم وتغول الطبقة البرجوازية الكمبرادوريه ، وفى عصر التخمة النفطية في خليجنا ومحيطنا ..
عصر اللا مساواة والانحطاط ، وتبدل القيم ، وغياب التكافل بكل معانيه الدنيويه والدينية ، في تلك المشاهد اصبحت شعارات التكامل والأخوة والمساواة مجرد شعارات تدرس على خجل في المحافل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية
في غزة الضيقة وفى مكان يعتبر الاكثر فقرا في العالم واخص بالذكر مخيم الشاطئ للاجئين ، يقطن هناك رجل في بيت مسقوف من الأسبستوس المحرم دوليا ، والصفيح المتهالك ، ولا يستره إلا جدران متهالكة، زادت الحروب الثلاثة على غزة من شده رداءتها واهتزازها حتى حين سماع صوت الطبل ، رجل لم يجد امامه إلا البحر ليعيش منه هو وأولاده ، حين يتوكل على الله ويصطاد بضع سمكات فقيرة من بحر جاف وفقير ومحاصر من كافه جوانبه ، فقط لأنه بحر غزة ، غزة حبل صرة القضية الفلسطينية ومقاومتها ..
الصياد حنفي ابوالصابر ورغم بساطة عيشه وقسوة الحياة الفقر المدقع الذى لازمه منذ لجوءه مع اسرته ، إلا انه دائما نجده يغنى ويصدح بمواويل الصبر والأمل ، رغم ان ابنه استشهد بنيران الزوارق الحربية حين كان يبحث عن شباك صيده وما تحمله من رزق بسيط يستطيع ان يشترى بها لقيمات يصلب ظهره ..
ومرت السنين واشتد عود ابن حنفى الثالث واسماه رزق املا بالرزق اليومى ، وأصبح رزق في سن يطلب الزواج ، في ظل عصر اصبح الزواج في غزة لا يشهده إلا المقتدرون ، بسبب الغلاء الفاحش لكل شيء ماعدا الانسان ، المهور لا تطاق وطقوس الزواج من عفش وأجرة صالات وبطاقات الدعوة وغذاء وحفلات تقدر بآلاف الدنانير والدولارات ، فالشباب تختار اما الهجرة والموت او العزوبية والعنوسه ..
امام كل الهرطقيات ألاجتماعية قرر العم (حنفى ابو الصابر )ان يتحدى الظروف ويغير نمط الحياة متحديا كل علماء السسيولوجيا ، وجمع ما قدر عليه هو وابنه من مهر ، وخطب لابنته عروس مخيمجيه من نفس وسطه وطبقته ، قرر ابنه رزق ان يشارك ابه في غره من بيته اتهالك ، وجاء موعد الاشهار ليدعو اقاربه وأصدقاءه وطبق الحنفي مبدأ ( الحاجة ام الاختراع ) واستعار موبايل من احد اقاربه ، وجمع ارقام من اراد وبدا بإرسال ترعيشات (مس كوول) بمعنى رنه واحدة فقط وعلى المتصل عليه ان يرجع اليه من حسابه ، وكانت المفاجأة ان الحنفى يدعوكم لحفل اشهار ابنه ، مع عبارات الاسف انه لا يملك اجرة الطريق للدعوة ولا ثمن كرت الفرح ولا حتى لا يملك رصيد كرت الموبايل ..
اهل غزة الذين يمتازون بروح المبادرة والمشاركة الاجتماعية بالسراء والضراء ، لبوا نداء الحنفي ابو الصابر ، وأقيم لابنه حفل اشهار زفاف ، بما يحقق الفرح والبهجة ، وتزوج رزق وتحدى الفقر والحصار والصعاب وللفقراء اقول لا تيأسوا واعتبروا ابو الصابر مدرسة واقعية فاحتذوا به وليسقط الظلم والظلام ...د ناصر اليافاوي امين عام مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين ومناهضة الصهيونية