من بين الأخبار اليومية الساخنة الواردة من القدس، السجن عشرين عاما لمن يرشق سيارة إسرائيلية، وخمس سنوات لمن يرشق شرطي احتلالي إسرائيلي، وكما يعقد الكنيست الإسرائيلي الإثنين جلسة خاصة لمناقشة مقترح سحب السيادة الأردنية كاملة عن المسجد الأقصى، والذي قدّمه نائب رئيس الكنيست "فيجلين" مطلع العام الجاري، ناهيك عن الأوضاع الأمنية المتفجرة في القدس، وها هي تتصاعد الحملة الاسرائيليه العدوانية على المسجد الأقصى المبارك بشكل يكشف التوجهات الحقيقة الصهيونية، فالاقتحامات والتدنيس أصبحت أمراً يومياً يتكرر دون أي اكتراث لرد فعل فلسطيني أو عربي أو دولي منبثق من القرارات الدولية المتعلقة بالقدس، وكما وَدَع أهالي مدينة القدس بعد منتصف ليلة الأحد جثمان الشهيد عبد الرحمن إدريس الشلودي 20 عاما، بعد احتجازه لمدة 5 أيام من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقام الجيش الإسرائيلي بالاعتداء على المشيعين.
أمام كل ذلك، وأمام الواقع الفلسطيني، ثمة حاجة ماسة لعقد جلسة في الجامعة العربية لمناقشة هذا الأمر وفي نفس الاتجاه ثمة حاجة ماسة ايضا لتدخل المجتمع الدولي بهدف إعادة الإعتبار لأسس ومرجعيات وقوانين الأمم المتحدة التي حددت وضع القدس، وكما يجب ان يتم التخلص من فكرة الهيمنة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وكما يجب "لجم" العدوان الاحتلالي الموسع والمبرمج ضد الوجود الفلسطيني في القدس، وعلى كافة الدول الاسلامية ان تعلن موقفها تجاه أولى القبلتين ومسرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تقوم بدورها الهام، وكما على مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني أن تقف بجانب شعبنا المحتل.
أمام كل هذا العدوان، فالشعب الفلسطيني، لن يقبل بأي حال من الأحوال التنازل عن حقوقه التي يناضل من أجلها، والتي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة، فمنطق الاحتلال في الإملاء والفرض والعدوان والقهر لن يحقق سلاما ولن يهديء صراعا.
إن الأحداث المتلاحقة، يبدو منها واضحا أن الاستعداد الاسرائيلي للتصعيد يمضي في إتجاهات ثلاثة، سياسية ضد القيادة الفلسطينية، وحملة اعلامية مكثفة، وعسكرية تمثلت في العدوان على مدينة الخليل ومن ثم العدوان البربري لمدة 51 يوما على غزة والآن الانتهاكات في مدينة القدس، واستيطانية يعمل على طرد السكان من أراضيهم وتهويد ما تبقى من القدس والبلدات المحيطة، لمنع قيام الدولة الفلسطينية، وتفجير الأوضاع بصورة كاملة، للخروج من الأزمة الداخلية والدولية التي يعاني منها، ومنها الموقف الأوروبي الواضح تجاه المستوطنات الاسرائيلية والخطوط الحمراء التي أوصلها للاحتلال، وكذلك ما تتناقله وسائل الاعلام عن خلافات "ناعمة" بين الادارة الأمريكية وقادة الاحتلال، وكما يبدو فإن نتنياهو لم يعد قادرا على إنقاذ مستقبلة السياسي ومستقبل حكومته، وهذا سيناريو متكرر منذ العام 2000 وحتى الان، وعلينا قراءة ما ينتج عن هذا السيناريو والاستعداد فلسطينيا وعربيا واسلاميا ودوليا لنتائجه الكارثية على المنطقة .