لا زالت الجريمة الارهابية النكراء والمدانة من كافة القوي والفصائل الوطنية والاسلامية والتي استهدفت بعض جنود القوات المسلحة المصرية في منطقة كرم القواديس بمنطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء محل انظار وتحليل المحللين والكتاب والسياسيين ...والذين أكدوا أن العملية الارهابية التي تمت ...جريمة لا تغتفر ..وفعل مشين ...وتعبير عن أحقاد سوداء ..وفكر مريض ..وانحراف فكري ... لا يعبر من قريب أو بعيد عن تعاليم ديننا الحنيف ...وفي ذات الوقت فعل ارهابي منظم ومخطط بعناية... لجماعه من القتلة المأجورين المدربين والممؤلين والمسلحين من جهات خارجية ومن خلال دول لا زالوا علي مخططاتهم لزعزعه امن واستقرار مصر ...وخلق أجواء توتيريه غير مستقرة ...تعكس بالسلب علي الاوضاع الداخلية المصرية ومجمل المشاريع والأنشطة التنموية والاستثمارية ووضع البلاد في ظل مخاطر لا تستقيم مع النشاط السياحي والخدماتي ....محاولة تخريبية لإيصال رسالة ارهابية ان راس الامن القومي العربي والمتمثل بمصر لا زال مستهدف .....فكيف سيكون حال المنطقة العربية والامن القومي العربي ؟!!
الارهاب والارهابيين والذين استقر بعضهم في سيناء ممن جاءوا من ساحات عربية غير مستقرة مثال ليبيا وسوريا والعراق وعبر الحدود السودانية ....واهمين أن بإمكانهم أن يخلقوا قاعدة مستقرة داخل سيناء بحجج واهيه ..ومزاعم مكشوفة... أنهم ضد اسرائيل...وأثبتت الايام والجرائم المرتكبة أنهم قد تواجدوا ضد أمن مصر واستقرارها وتطورها ..ومحاولة لتخريب مشاريع تنموية تسعي القيادة المصرية لتنفيذها بكافة المناطق والمحافظات بما فيها محافظتي شمال وجنوب سيناء ....كما هي محاولة لتخريب النسيج الاجتماعي والوطني ما بين سكان سيناء واخوانهم في باقي محافظات الجمهورية .
هذا الارهاب المنظم والممؤل والمسلح من خلال قوي استخباراتية لا تريد خيرا لمصر والعرب ....كما لا تريد أمن واستقرار مصر والعرب ...كما لا تريد أمن واستقرار وتسهيل أمورنا الحياتية داخل قطاع غزة بحكم الجغرافيا والارتباط والقرب والعلاقات التاريخية الوطيدة ما بين الشعبين وعلي مدار تاريخ طويل .....سيفشل الارهاب والارهابيين وسيكون مصيرهم القتل او الاعتقال وستكشف مجريات الاحداث عن خطورة ما يخطط ويدبر للإيقاع بين اخوة الدم والمصير والتاريخ بين أبناء الشعبين المصري والفلسطيني ومصالحهم المشتركة في استقرار وأمن المنطقة الفاصلة بين البلدين الشقيقين ....ولن يستطيع الارهاب والارهابيين أن يرفعوا رأسهم وسيبقون كالفئران في جحورهم ولن يجدوا حاضنة لهم في ارض الكنانة ...كما لن تقبل مصر الا ان تكون نهايتهم في سيناء ...وسيبقي رأس الامة العربية مرفوعا وشامخا ولن يسمح باستهداف الامن القومي العربي .
هذا الموقف المصري الاستراتيجي الذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل روح المسئولية الوطنية والقومية والدور القيادي لهذا البلد العربي الشقيق في تصريحاته الاخيرة أن القضية الفلسطينية في مركز الصدارة والاهتمام بالنسبة للسياسة المصرية وأن حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية امر ضروري تسعي مصر لتحقيقه بكل قوة وصلابة وايمان ....وكما عبر الرئيس المصري علي ان أمن الخليج العربي خط احمر وهو بمثابة امن قومي مصري عربي .
المواقف المصرية عبر كافة المحطات التاريخية وليس أخرها العمل علي وقف اطلاق النار وتنظيم مؤتمر اعادة الاعمار والجهد المستمر والمتواصل من أجل تعزيز الوحدة الفلسطينية والمصالحة الوطنية وانهاء الانقسام كما الدعم السياسي والدبلوماسي وفي كافة الساحات والمنابر الدولية لدعم القضية الفلسطينية ....هذه المواقف المصرية الثابتة والاستراتيجية انما تعبر عن المكانة والدور والأهمية والقدرة الفائقة والواجب المصري للحرص علي فلسطين والامة العربية وأمنهما القومي ...برغم ما تتعرض له مصر من محاولات تخريبية ارهابية لزيادة الاعباء عليها ومحاولة اضعاف اقتصادها وفعلها التنموي ومشاريعها الاستثمارية التي تسعي من خلالها لزيادة معدلات التنمية وتحقيق معدلات دخل فردي وقومي يمكن من خلالهما دعم المقومات الاقتصادية والاجتماعية لهذا البلد العربي الشقيق .
ان أمتنا العربية وكافة احرار العالم مطالبين أن يقفوا لمساندة ودعم مصر في حربها علي الارهاب حتي تكون نهاية الارهاب والارهابيين حيثما تواجدوا ...وأن لا يهربوا الى مناطق عربية وحتي الساحات الدولية التي لن تسلم من الارهاب والارهابيين .
بؤر التوتر والارهاب وتجمع الارهابيين في كل من ليبيا والسودان والعراق وسوريا وما يخطط للمنطقة العربية من مؤامرة التقسيم بعد أن بدأت الفوضى الخلاقة وما ظهر علي المشهد العربي من فوضي منظمة وجماعات ارهابية استهدفت نظام الدولة وجيوشها القومية ...وحتي يكون البديل دويلات وامارات لجماعات ارهابية وقتله مأجورين يخربوا أينما حلوا ....ويقتلوا أينما تواجدوا ...ويتنقلون من بلد الى بلد من خلال تسهيلات وامكانيات مادية وتسليحية ...مما يؤكد علي أن المخطط كبير ...وأن الاستهداف ليس لمصر وحدها ....وانما استهداف للعرب أجمعين .
من هنا كانت الضرورة والواجب ان يكون الجميع مساعدين وداعمين لمصر في أداء دورها لمحاربة الارهاب وقطع دابره ..وانهاء وجوده في سيناء ..كما سيبقي واجب العرب اتجاه دعم الاقتصاد المصري واقامة مدن صناعيه ومشاريع اسكان لمحدودي الدخل واحداث تنمية وعائد مجزئي حتي يتم معالجة العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها مصر نتيجة سنوات طويلة من الحروب المتتالية والتي أرهقت الاقتصاد المصري ...كما الفترة السابقة لثورة 30 يونيو وما جري من اضرابات ومظاهرات فئوية أعاقت عجلة الانتاج ومدي انعكاساته السلبية علي الاقتصاد المصري .
ان محاولة الخداع والتضليل بان تواجد الارهاب والارهابيين في مصر الكنانة قد جاء من بوابة الفقر وتدني مستوي الدخل ومحاولة استغلال البسطاء ممن لم يتمكنوا من التعليم... لا يعبروا عن الحقيقة بالمطلق ....بدليل ان الفقر وتدني مستوي الدخل وحتي الجهل للبعض لا ينفي صفة الوطنية والانتماء والحرص علي مصر وامنها واستقرارها ...فهؤلاء الناس البسطاء هم اكثر وطنية ووعي بأهمية ما يخطط وما يستهدف من قبل هذه الجماعات الارهابية .
ان الواقع المصري والعربي يحتاج الى جهد منظم وعلي كافة المستويات اعلاميا ...ثقافيا ..تعليميا ..دينيا ..اجتماعيا ..اقتصاديا ..سياسيا .. امنيا ..عناوين تحمل في طياتها اليات عمل واهداف يجب أن تتحقق لمواجهه هذا الارهاب الاسود ومصادره المتعددة ..مما يتطلب تنسيق علي أعلي المستويات لكافة الجهات ذات الاختصاص ومن خلال امكانيات كبيرة لمواجهه ما يخطط ويدبر ضد مصر والامن القومي العربي .
الكاتب : وفيق زنداح