أمام لحظات الذكرى للشهداء القادة ومسيرتهم الشامخة بشموخ جبالنا ....... وصلابتهم وعزيمتهم و إرادتهم التي لا تلين ...... في تلك اللحظات وحتى مع طول الزمن وتضحيات السنوات ...... وحجم الدماء ....... التي سالت وعدد الشهداء الذين قضوا على درب الحرية ..... وأمام صمود شعبنا وتضحياته وعذاباته ....... نقف اليوم وقفة العزة والكرامة والأنفة والكبرياء ...... وقفة الوفاء لاحد قادة فلسطين المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي الذي استشهد خارج الوطن ....... مدافعا عن وطنه وشعبه في مالطا بتاريخ 26 أكتوبر 1995 ...... استشهد المؤسس والقائد والامين العام لحركة الجهاد الإسلامي على أيدي الموساد الصهيوني ...... الذي أراد باستهدافه روح وجسد فتحي الشقاقي ...... استهدافا لروح المقاومة وبنيتها وتصاعدها وصلابتها ......جاء الاستهداف عبر الأيادي الآثمة والغادرة والقاتلة ....... لمن يطالبون بحريتهم واستقلال وطنهم ...... في ظل صراع الارادات ...... بين الحق والباطل ..... وبين الشر والخير ...... وما بين المحتل والمحتلين الغاصبين للأرض والحقوق والمقدسات
إن ذكرى استشهاد القائد المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي (رحمه الله ) يؤكد لنا حقيقة أن المسيرة لا زالت طويلة ....... وان سقوط القادة في معركة الشرف والعزة والمقاومة ...... لا يوقف حركة التاريخ و إرادة الشعوب المنتفضة ....... وهذا ما يجعلنا وعلى الدوام ...... أمام لحظات الوفاء لكافة قادتنا وثوارنا ومجاهدينا ...... ليس بالكلمات والشعارات المنمقة ....... وليس بالرثاء والشعر ...... وليس عبر المقالات والخطابات ومع أهمية كل ذلك ..... إلا أننا أحوج ما نكون اليوم إلى مواقف الرجال ...... وصلابة القادة ومنطلقاتهم الوطنية ...... والأهداف التي تحكم مواقفهم ....... بما يخدم قضيتهم وشعبهم ...... المواقف الشجاعة التي تقبل بما يوفر ويحقق حرية الإنسان والأرض ...... والتي من اجلهما كانت الأرواح والدماء ...... وكان الأسرى والجرحى ...... إنها فلسطين ...... إنها القدس ...... إنها ارض الرباط ....... لاجلها ومن اجل طهارتها وحريتها وكنس الاحتلال عنها ...... كانت التضحيات ...... وكانت قوافل الشهداء ....... فكان استشهاد القائد المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي ...... ونحن في لحظات الذكرى ...... لحظات الوفاء لمؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي نؤكد على وفائنا وتقديرنا واحترامنا لهذا القائد الفلسطيني ومسيرته النضالية الطويلة ...... مهما اتفقنا أو اختلفنا بالمواقف السياسية ...... فهذا لا يبعدنا ...... ولا يفرق بيننا ..... ولا يجعل أحد منا ينسى أو يتناسى ...... ذكرى استشهاد هذا القائد ...... الذي رسخ في حركته العديد من المفاهيم والثوابت ...... التي نحترمها ونجلها وعلى رأسها وحدتنا الوطنية صمام أمننا ...... وان سلاح المقاومة ليس له إلا طريق واحد في مواجهة المحتل لارضنا ...... كما رسخ هذا القائد الشهيد ثوابت العلاقات الوطنية القائمة على احترام مواقف الآخرين ..... كما تأكد في هذه الحركة العملاقة حركة الجهاد الإسلامي أن ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا ....... وان فلسطين اكبر من الجميع ...... ومن اجلها كانت قوافل الشهداء وعلى رأسهم قادتنا ورموزنا الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات مفجر أطول ثورة في التاريخ المعاصر...... وشيخنا الجليل الشهيد احمد ياسين والقائد الشهيد أبو علي مصطفى والقائد والمعلم الشهيد المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي ....... الذي نعيش ذكرى استشهاده في ظل ظروف فلسطينية غاية بالصعوبة ....... بل الأخطر على تاريخنا ...... وحاضرنا ....... ومستقبلنا ....... انه الانقسام المشئوم ....... الذي قسم الأرض والشعب والنظام والقانون ...... هذا الانقسام ....... الذي يصب في مصلحة المحتل لارضنا ...... والذي يضعف من مقومات قوتنا سواء التفاوضية أو المقاومة ...... وكم كنا في هذه اللحظات التاريخية والحاسمة ...... بحاجة ماسة إلى قادتنا ورموزنا ...... إلى من تعلموا وعلمونا ...... كيف يكون الوطن واحد موحد ...... وكيف يكون السلاح طاهرا نقيا ..... وكيف تكون الأيادي ضاغطة على الزناد في مواجهة المحتل ....... وكيف نكون الاحرص على احترام أنفسنا ...... واحترام بعضنا البعض ....... بما نتفق ونختلف عليه .
لقد تعلمنا الكثير ...... ولدينا موروثا ثقافيا ووطنيا على مدار عقود طويلة من تاريخ ثورتنا الفلسطينية...... كما بين أيدينا قراننا الكريم الذي حرم علينا الكثير من الممارسات والأفعال المشينة ...... والتي تسيء لنا ولصورتنا ولمسيرتنا ولتضحيات شعبنا ...... وحتى لشهدائنا ورموزنا وقادتنا .
إن الوفاء للذكرى يجب أن نستخلص منه الكثير من العبر ...... لان الذكرى ليس احتفالا خطابيا ...... وليس شعارات ترفع ...... وكلمات يتم إلقائها ....... لكن الذكرى موقف واضح وصريح لا لبس فيه حول واقعنا ...... وما وصلنا إليه ...... وكيف يمكن لنا الخروج من هذا المأزق المظلم .....
لان الوفاء لذكرى الشهيد القائد المعلم فتحي الشقاقي كما هو الوفاء لقائدنا ورمزنا ياسر عرفات وشيخنا الجليل الشهيد احمد ياسين والشهيد القائد أبو علي مصطفى ...... وكافة القادة الشهداء ومن كافة القوى الوطنية والإسلامية ...... قافلة طويلة لا تنتهي من شهداء شعبنا الذين سقطوا من اجل فلسطين وحريتها ...... وليس من اجل هذا الفصيل أو ذاك ....... وها نحن اليوم وفي هذه الذكرى والوفاء للشهيد القائد المعلم فتحي الشقاقي ...... نقولها بأعلى صوتنا أن فلسطين من اجلها كانت الدماء ...... ومن اجل فلسطين كان الشهداء ومن اجل فلسطين كان الأسرى والجرحى....... ومن اجل فلسطين كان هذا الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني ...... وعلى الجميع أن يدرك الحقيقة ....... أن فلسطين اكبر من الجميع ....... وان الشهداء الأكرم منا جميعا....