نتنياهو ...بين الخداع والسقوط !!

بقلم: وفيق زنداح

يستمر نتنياهو بخداع المجتمع الاسرائيلي والمجتمع الدولي بمحاولته للتلاعب بالألفاظ والمواقف ...وادخال الجميع في دهاليز الفكر اليميني العنصري المتطرف ...ومحاولة الاخذ والرد وطرح التساؤلات علينا وعلي غيرنا ...تعبيرا عن منهجية فكرية عنصرية توراتيه يمينية ...يحاول من خلالها أن يصور للمجتمع الدولي كما للمجتمع الاسرائيلي أن الدولة الفلسطينية المطلوب اقامتها هي تجمع لتشكيلات ارهابية من داعش والقاعدة وربما تواجد ايراني كما حزب الله ...سيناريوهات مخادعة ..وأكاذيب وافتراءات لن تنطلي علي أحد وما كان من رد السويد واعترافها بدولة فلسطين الا خير دليل علي فشل نتنياهو في تضليل المجتمع الدولي وحتي المجتمع الاسرائيلي .
نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة تعمل علي تحقيق القضايا التالية :
اولا : تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى صراع ديني اسلامي يهودي كمحاولة من قبل نتنياهو لكسب المزيد من المؤيدين في ظل الحملة الدولية لمحاربة الارهاب .
ثانيا : اثارة المخاوف الدولية ان الدولة الفلسطينية المنوي اقامتها ستكون مصدر للإرهاب ولن تكون عامل مساعد علي تحقيق الامن والسلام لدول المنطقة وبطبيعة الحال لدولة اسرائيل .
ثالثا : محاولة خداع العالم ان اسرائيل لا زالت تتعرض للتحريض والارهاب من قبل الرئيس محمود عباس والتشكيك بنواياه اتجاه عملية السلام .
رابعا : تضليل المجتمع الدولي بانه اذا ما رغب بدولة للفلسطينيين فعليه أولا أن يقر بالمخاوف الاسرائيلية مما يفرض وجودا أمنيا إسرائيليا داخل حدود هذا الدولة وسيطرة أمنية اسرائيلية علي حدودها وبطبيعة الحال دولة منزوعة السلاح وغير مترابطة جغرافيا مما يسهل علي اسرائيل فعل ما تشاء .
خامسا : الاستيطان وتوسعاته من خلال الاحزمة الاستيطانية والجدار والوحدات السكنية داخل القدس وخارجها تأكيد للخداع والوهم أن هذه الارض متنازع عليها وليست محتلة وبالتالي تجري المفاوضات علي أساس الوقائع علي الارض .
سادسا: استمرار الخداع أن اسرائيل ما زالت مهددة بأمنها واستقرارها والذي يمنحها حق الدفاع عن نفسها واستخدام كافة اسلحتها في الزمان والمكان التي تحدده .
سابعا : اليمين واليمين المتطرف في اسرائيل هو القوة السياسية الحزبية القادرة علي اتخاذ القرارات الصعبة بحسب مفاهيمهم وأيدولوجياتهم ومعتقداتهم علي أن يكون الحل السياسي علي أساس الاعتراف بيهودية الدولة وما يمكن أن يترتب علي هذا الاعتراف من متغيرات ديموغرافية وجيو سياسية .
سابعا :العمل المستمر وبكافه الاتجاهات والوسائل الى انهاء ما يسمي بالاعتدال الفلسطيني واستمرار الحملات والاكاذيب ووصفه بالمحرض والصاق صفات ارهابية بالقيادة الفلسطينية وعلي رأسها الرئيس محمود عباس مما يوفر ارضيه المزيد من التشدد وربما أعمال عنف تحاول من خلالها اسرائيل استغلالها وتأكيد وجه نظرها امام المجتمع الدولي .
ثامنا : اذا كانت الدولة الفلسطينية وحسب الادعاءات الكاذبة لنتنياهو قاعدة للإرهاب والعالم يشكل تحالف دولي لمحاربة الارهاب ...فكيف يمكن للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أن يقروا بدولة فلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية والمتعارف عليها بحدود الرابع من حزيران 67 وبالتالي تري حكومة نتنياهو أن الدولة الفلسطينية او الامبراطورية أو الامارة كما يقولوا ستكون علي المقاس الاسرائيلي ..وليس بحسب الحقوق الوطنية وقرارات الشرعية الدولية .
تاسعا :خداع اسرائيل للمجتمع الدولي ومنذ نشأتها أنها مهددة بأمنها وأن حولها مجموعات من القتلة العرب ..وأنها بحاجة دائمة للمزيد من القوة حتي تستطيع مواجهه أعدائها وأنها تدافع عن نفسها وتريد السلام والامن لشعبها كل ذلك في اطار الاكاذيب والافتراءات والتي تم كشف زيفها... حيث أصبحت اسرائيل دولة عارية... ولم يعد ينطلي علي أحد مثل هذه الحملات الدعائية خاصة بعد كل هذه الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق الابرياء من ابناء فلسطين .
عاشرا :نتنياهو واستمرار خداعة واكاذيبه من أجل بقائه في سده الحكم وله أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء... ويكذب بما شاء .
الحادي عشر :افتعال قضيه القدس والأقصى والزج بالمتطرفين والمستوطنين ومحاولة طرح قانون التقسيم من حيث الزمان والمكان وبناء وحدات استيطانية داخل القدس محاولة من اليمين الذي يقوده نتنياهو لوضع القيادة الفلسطينية أمام الخيارات التالية :
اولا: أما العودة لطاولة المفاوضات الثنائية دون شروط مسبقة وبعيدا عن السقف الزمني المحدد والمرجعيات التفاوضية وترك عملية التفاوض الى ما شاء الله وحتي تنتهي اسرائيل من تنفيذ مخططاتها للاستيلاء علي المزيد من الاراضي وتغيير المعالم واستباحة المقدسات دون ازعاج فلسطيني أو دولي .
ثانيا : عدم الذهاب لمجلس الامن والامم المتحدة والمؤسسات الدولية واختصار الفعل السياسي الفلسطيني علي المفاوضات الثنائية ومن خلال القواعد والاسس الاسرائيلية .
ثالثا : ايصال القيادة الفلسطينية الى أضعف نقطة تفاوضية بأن تطالب بالمسجد الاقصي وممر أمن للدخول والخروج وأن تكون ما يسمي بالقدس الشرقية خارج حدود القدس المتعارف عليها.
نتنياهو واليمين المتطرف وحتي يستمروا بسده الحكم يدمرون كل أمل في تسوية سياسية وهذا ما يخالف مصالح المجتمع الدولي وحتى المجتمع الاسرائيلي ...كما ان هذا اليمين غير جدي بتسوية سياسية يمكن أن تدوم...اعتمادا علي لغة القوة ومجمل المتغيرات في الحالة الدولية والاقليمية متناسين أن خيار القوة العسكرية لم يعد ممكنا وقادرا علي حسم الصراعات وعلي قاعدة أن الحقوق لا تسقط بالتقادم...وأن الصراع سيبقي مفتوحا لكافة الخيارات والسيناريوهات .
صراعنا مع المحتل الاسرائيل صراع ارادات... وصراع عقول ..ولن يكون ما يجري بالقدس من قبل اليمين اي قيمة يمكن أن تشكل واقعا سياسيا .
ان ما يجري بالقدس من فعل جماهيري غاضب ليس لفتح الأقصى والصلاة بداخله وينتهي الموضوع .....بل هي رسالة فلسطينية واضحة المعالم بحدود القدس الشرقية أنها عاصمة فلسطين الابدية ....وانه لا مجال لليمين الاسرائيلي أن يخطط ما لا يمكن تنفيذه والذي سيهدد كل امكانية لتسوية سياسية وسيجعل الواقع الفلسطيني منتفضا ومواجها للاحتلال الاسرائيلي ولن يفيد اليمين الاسرائيلي استمرار منهجيته ومواقفه والتي لا تصنع سلام ....بل تزيد من امكانيات اشتداد الصراع ونتائجه المخيفة ...وعلي المجتمع الاسرائيلي ألا يبقي متفرجا وصامتا ازاء ما يجري من تعنت وتسويف ومماطلة... واطالة امد الصراع ..لان السلام وحتي يتحقق يجب ان يكون علي قاعدة السلام مقابل الارض.... وليس بحسب أوهام نتنياهو علي قاعدة السلام مقابل السلام ... كما التهدئة مقابل التهدئة.. لان استمرار خداع نتنياهو ...سيؤدي الي سقوطه .
الكاتب : وفيق زنداح