قلم الكاتب ..

بقلم: وفيق زنداح

ليس للمزايدات ...ولا لتصيد الأخطاء ..ولا محاولة لإضعاف أحد ...كما ولن يكون تمجيدا لأحد أو تعظيما دون ابداء الاسباب الموضوعية وراء كل موقف .

قلم الكاتب ...لن يكون تغطية لأخطاء ...ولا محاولة لتمرير أفكار ومواقف غير متوافقة مع فكرنا وموروثنا الثقافي الوطني ...أمانة كبيرة وغالية ... نسأل عنها أمام رب العزة ...يوم يسأل كل انسان عما قاله وفعله وما صدر عنه .

قلم الكاتب ...تعبيرا عن فكر وطني والتزام وانتماء لفكرة الوطن وأهدافه ...وأداء الواجب الذي لا حياد ولا خروج عنه ...واجب يلتصق بمجمل التجربة واساسها ثقافة فكرية وتعليم وتعلم عبر سنوات العمر ...خدمة واجبة ..وأمانة عظيمة ...ومهنيه عالية ...نقول بما يعتلي الصدور ...وما يسكن بالقلوب ..وما بداخل العقول...وما أفرزته التجربة ...وما خلصنا اليه من متابعة دقيقة ..وتمحيص شامل ..وتحليل موضوعي لمجريات وأحداث ...ومنعطفات ومحطات تاريخية لها استخلاصاتها ودروسها المستفادة .

قلم الكاتب ..ليس محل مجاملة ..ولن يكون بالمطلق في سوق المزادات والمزايدات ..وحتما لن يكون محل بيع وشراء ...فليس هناك اغلي من أن تقول كلمة الحق حتي في ظل الزمن الرديء ..وفي واقع غياب الحقوق .

قلم الكاتب ...حالة ذهنية شعورية فكرية تتسم بالمسئولية حتي في حالة التعبير عن الغضب .. وفي واقع تحليل مشهد مرير ..حالة دفاع محسوبة وفق حسابات دقيقة ...ومعاني عظيمة ..ومفردات مختارة بعناية فائقة لا تقبل بالإساءة الي أحد ...كما لا تقبل بمجاملة أحد ...كلمة تقال في وقت الصمت المرير ..والخوف الشديد ...لأنها الشجاعة الواجبة التي لن يتم اختيارها بإرادتنا ...وانما جاءت بفطرتنا ..وما اكتسبنا من تجربة وموروث التصق بنا ولم يعد بالإمكان أن يخرج منا الا يوم خروجنا من هذه الدنيا.

أمام الواجب والمهنية والمسئولية الوطنية ...تشرع الاقلام ..ويكتب كل منا ما يراه مناسبا وملائما.. بحسب فكره وثقافته ومنهجيته تربيته ونشأته ...ومنا من يصيب... ومنا من يخطئ.

قلم الكاتب الفلسطيني... ذات منطلق وطني عروبي قومي لا حياد ولا خروج عنه لأنه الخط المستقيم الموصل لامة عربية واحدة ذات تاريخ وحضارة عريقة حتي وان أصابها التصدع والتراجع والهوان ...الا أنها ستنهض مع كل كبوة ...وستتعاظم بقوتها ما بعد كل ضربة موجعه ...أمة عربية ستصحوا بعد نوم وسبات عميق ..وستنهض ما بعد الخذلان ..وستتحدى ما يعترضها بعد هوان ...ولن تسلم أن ما حدث للامة قد أصبح قدرا مسلطا ...وأن ما حدث من تراجع قد اصبح واقع لن يتغير ...ستنهض أمة العرب وستواجه هذا الارهاب الاسود ...وهؤلاء القتلة المجرمين الذين لا يربطهم بديننا الحنيف أدني صلة ...ولا بالموطن والمواطنة ...ولا حتي أدني علاقة بثقافتنا تاريخنا وحضارتنا التي عاش عليها الاجداد والاباء لان ما يحصل في العراق وليبيا وسوريا وسيناء يدمي القلوب ..ويعصف بالعقول ...ويفقدنا التوازن واللامعقول... بأن في أمتنا فينا وبيننا ومنا من هم قتله ماجورين حاملي للفكر الشيطاني التكفيري الذي لا يمت بأي صلة لمجمل مفاهيمنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا الحنيف .

قلم الكاتب ...سيبقي مشرعا ضد الجماعات التكفيرية المريضة والتي غاب عقلها ...كما غابت ضمائرها ...وفقدت قلوبها أحاسيس ومشاعر الانسانية ...قتله مأجورين لا يعرفون ولا يدركون ولا يعون عما تقترف ايديهم من قتل الابرياء ...لانهم وقد أصبحوا فاقدين لإنسانيتهم ووطنيتهم ودينهم ...أصبحوا مخربين لا يستطيعون أن يروا شي يبني... أو مصنع يشيد ...لا يستطيعون أن يروا الاستقرار والامن وحق الشعوب بالعمل والحرية والتحرك ...لا يريدون أن يروا اي مظهر من مظاهر البشرية والحضارة ...ويريدون العودة الى ما قبل الاسلام ونوره المشرق الذي جاء هدي ورحمة للناس ...يريدون أن يعودوا بنا الى الكفر الذي كان أرحم من ايمانهم المزيف ...يريدون أن يعودوا الى سوق العبيد والرذيلة وما يسمي بنكاح الجهاد مما يعبر عن قذارتهم بما يفعلون ويتبادلون النسوة وبما يعرف بالزنا الفاضح والفاحش ...اي اسلام يدعون ...فالإسلام منهم براء ..والامة منهم برئية من افعالهم ..والدين بعيدا عنهم ومحرم عليهم أن يتحدثوا أو يلمسوا قرأننا الكريم او ان يؤدوا أي فريضه من فرائضنا ..وحتي يعلنوا اسلامهم ويتوبوا توبة نصوحة لا رجعه عنها ...فما فعلوه هؤلاء القتلة الارهابيين اكثر من هتك المحصنات بقتل الابرياء واسالة دم المسلمين بغير وجه حق بالأشهر الحرم... اياديهم ملطخة بدماء الابرياء ..وقطع رؤوس البشر وتعذيب النفس وما أكبر جزائها عند رب العباد الذي لن يغفر لقاتل مسلم... أو مخرب لبلد اسلامي..

قلم الكاتب.. شجاعة لا حدود لها ...وخط دفاع أول ...وهجوم لا يتوقف لمن استحق الهجوم ...وثناء لمن استحق الثناء ...ونقد لمن استحق النقد ...لا خوف ولا وجل ولا حساب لقول كلمة الحق كما نفهم وندرك .

قلم الكاتب ...يحرك الماء الراكد... وحالة البلادة... وعدم الاحساس ...تحرك القلوب الميتة ...والضمائر الغافلة ...والاحاسيس والمشاعر التائهة.

قلم الكاتب ..ليس حل سحري ...بل جهد تراكمي مستمر بحاجة الى من يقرأ ...ومن يفهم ما يكتب ...ومن يعمل ويضيف الى ما يكتب ...بحاجة الى عقول متفتحة ...وقلوب محبة وقابلة للحياة ...وارادة قوية لا تقبل بالانكسار مهما تعاظمت التحديات .

قلم الكاتب ..بحاجة ماسة الى القراء الذين يتسمون بالاستعداد بأن يقرأوا ويتفهموا ويزيدوا علي ما يكتب ...وان لا يرددوا دون تفحص وامعان... فالجميع يتعلم وكلا منا يتعلم من الاخر ...كما كلا منا بقدراته وقدرته ..ثقافته وتجربته ...كلا منا يعمل علي تطوير نفسه بما امتلك وبما توفر له وما سعي لتحقيقه ...لا يجب الوقوف عند فكرة محددة ..أو تغطية معينة ..فالأيام تجري والسنوات تمر ولا زلنا نتعلم من اساتذتنا ومن علمونا كيف يكون الواجب ..وأداء الدور ..وشجاعة القول ...ومحبة الوطن والامة ...والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف .

قلم الكاتب ... مسخر لخدمة الوطن والمواطن ...لان مسئولية التوعية الثقافية السياسية والمجتمعية ..مسئولية الكل الوطني... كما هي مسئولية الامة بكتابها ووسائل اعلامها ومثقفيها ورجال الدين ...ولن تكون المسئولية مختصرة بجهد الكتاب والاعلاميين والمواقع الاخبارية والاذاعات المسموعة والفضائيات المرئية والصحف اليومية ...انها مسئولية القوي السياسية التي تعتبر نفسها طليعة المجتمع ..كما مسئولية رجال الدين والذين يقفون علي منبر رسول الله ليتحدثوا الى جموع المصلين ..وما أعظم هذه المسئولية أمام رب العباد حتي أصبحنا نتساءل هل هي أزمة كتاب واعلاميين ووسائل اعلام ؟؟ أم أزمة قراء ؟؟ أم أزمة سياسية فصائلية حزبية تشمل كافة الحركات والاحزاب السياسية في وطننا العربي ؟؟ أم كل ذلك مطالب بمواجهه الارهاب الاسود ومخططاته ومن يخططون ويتامرون ضد هذه الامة لتقسيمها واثارة الفوضي بداخلها ... الله اعلي واعلم .