تونس النهضة والبناء

بقلم: فايز أبو شمالة

من حق العرب أن يتفاخروا بتجربة تونس الديمقراطية، ومن حق العرب في الشرق والغرب أن يحاكوا تجربة تونس الديمقراطية؛ التي تؤكد أن الذي فاز في الانتخابات هو الشعب العربي برمته، وليس الشعب التونسي فقط، وليس هذا الحزب التونسي أو ذاك.
إن نجاح التجربة الديمقراطية في بلد عربي، ليؤكد أن باقي بلاد العرب مهيأة للديمقراطية، وهي لا تقل قدرة وكفاءة عن بقية شعوب العالم التي تختار حاكمها عن وعي، وعن طيب خاطر، ولفترة زمنية محدودة، لتنبري تونس طليعة العرب في الثورة، وطليعتهم في الديمقراطية؛ التي لن تظل حبيسة حدود تونس العربية.
لقد تابع العرب جميعهم نتائج الانتخابات الديمقراطية في تونس لأن لها عدة دلالات منها:
1- يقظة الشعوب العربية للواقع أسهم في تحول صوت الناخب التونسي من هذا الحزب إلى ذاك، واثقاً أن صوته سيتحرك من ذاك إلى هذا وفق المصلحة العليا للوطن.
2- استعداد الأحزاب الدينية للتخلي عن السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهذه السلوك يلغى تهمة الصعود إلى الحكم من خلال سلم الديمقراطية، ومن ثم سحب السلم، ليكون التسليم بنتائج الانتخابات تأكيداً بأن الأحزاب الدينية لا تسعى إلى المشاركة بالانتخابات الديمقراطية لمرة واحدة فقط.
3- التأكيد على الشراكة في الحكم، من خلال الدعوات التي وجهها حزب النهضة، كأنجع الطرق الضامنة لنجاح التجربة الديمقراطية.
4- اللجوء للعنف والقوة والعمليات التفجيرية في بعض بلاد العرب قد جاء نتيجة لتسلط الحاكم، وعدم سماع صوت الآخر، ومن ثم فرض هيمنة الحزب الواحدة على كل مؤسسات الدولة، ليقود البلاد إلى دمار والفساد.
5- التجربة الديمقراطية التونسية ستنعكس بالإيجاب على الشعوب العربية في زمن قريب، فمن العيب أن يدعي أي رئيس عربي شرعيته من خلال أجهزة المخابرات، ومن المخجل لأي ملك عربي أن أن يدعي شرعيته من خلال الوارثة.
6- على الأحزاب الدينية في بلاد العرب أن تراجع مسيرتها، وأن تعيد ترتيب أوراقها من منطلق الشراكة، وليس من زاوية التفرد في الحكم.
7- هنالك تدخلات خارجية لها تأثيرها السلبي على الحياة السياسية في بلاد العرب أكثر بكثير من الأوضاع الداخلية.
8- الوحدة العربية التي تحلم بها الشعوب العربية تمر عبر بوابة الديمقراطية، فما أسهل أن تتآلف البرلمانات العربية المنتخبة ديمقراطياً، لتؤسس أمة عربية واحدة، ترى بالانتخابات الديمقراطية طريقا لحياة كريمة.