الرئيس الامريكي اوباما في اول خطواته للبيت الابيض بعد نجاحه في 2009 خلفا لجورج بوش الابن من الحزب الجمهوري وضع في سلم اولياته اكمال المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد وذلك ضمن سياسة مغايره للرئيس جورج بوش الابن تعتمد السياسه واللين في تمرير المخطط الامريكي الصهيوني ، ظهر الرئيس الامريكي بمظهر الناقد والرافض للحروب ووضع في سياسته سحب القوات الامريكيه من العراق انقاذا لامريكا من وحل العراق ويخطط للانسحاب من افغانستان ، في زيارته الاولى للمنطقه وضمن عملية التسويق للسياسه الامريكيه الخارجيه وفي خطابه من جامعة اسطنبول للعالم الاسلامي اخذ في تسويقه لمقولة الاسلام المعتدل ودعم الاسلاميين المعتدلين وفعل الامر نفسه في جامعة القاهره ، لم يكن يخطر ببال المحللين ما قصده الرئيس الامريكي وما هدف لتحقيقه الا بعد ان اندلعت ثورات الربيع العربي حيث ظهرت حقيقة المخطط الامريكي الصهيوني الذي هدف الى تغذية الارهاب في المنطقه وهدفت سياسة اوباما لشق وحدة الصف الاسلامي من خلال تسويقه لمشروع اسلمة المنطقه وفق ما هدفت امريكا لتحقيقه واغراق المنطقه بالفوضى والاضطراب والاحتراب والاقتتال ، كانت الضغوط الامريكيه واضحة لا لبس فيها لدعم تسليم الاخوان المسلمين للسلطه وهذه كانت وفق تفاهمات وضعت امريكا مصالحها فوق أي اعتبار وهذا ما جعل حركة الاخوان المسلمين تقع فريسة الرغبه في استلام السلطه والفخ الذي وقعت فيه حركة الاخوان المسلمين بفعل التحريض الذي تعرضت له بفعل السياسات الخاطئه دون الاخذ بعين الاعتبار الصالح العام العربي واحتياجات المواطن العربي ،
فى دراسة للباحث " حسام تمام" يقول ان المفارقة تبدو فى أنه وفي الوقت الذي وصل منحنى العداء العربي والإسلامي لأمريكا قمته وتصاعدت أشد المواجهات "الجهادية" معه في حرب مفتوحة مركزها العراق وأفغانستان وامتدادها في أرجاء العالم؛ بدأت تلوح مؤخرا في الأفق معالم تغيّر في نظرة بعض قطاعات من الحركة الإسلامية وموقفها من الولايات المتحدة بما يكاد يختلف تماما مع المسار السائد المعادي لها على طول الطريق. نرصد على سبيل المثال قبول الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية مخالفا لموقف أهل السنة وعموم الشارع العربي والإسلامي، ودخول الإخوان المسلمين السوريين في التحالف المعارض المدعوم أمريكيا لإسقاط النظام السوري، وعدم اعتراض قيادة التنظيم الدولي للإخوان أو تنظيماتهم القطرية على موقف الإخوان العراقيين ثم السوريين، ثم قبول جماعة الإخوان المصرية وهي الجماعة الأم والأكبر بعلاقات مباشرة كانت ترفضها من قبل مع الإدارة الأمريكية، وصدور تصريحات متفرقة من مرشدها ثم رئيس القسم السياسي بها تتعهد الالتزام مستقبلا باتفاقيات السلام مع إسرائيل، وغير ذلك من المواقف والتصريحات والإشارات التي تسير في هذا الاتجاه فضلا عن التوجه العام للجماعة الذي لا يتجاوز الإعلان عن رفض السياسات الأمريكية بالعراق والمنطقة دون أن يتحول إلى مقاومته على الأرض. وربما يكتمل المشهد بالتوقف عند الحديث المتصاعد بنَفَس متباه داخل الأوساط الإسلامية بأهمية دراسة نموذج حزب العدالة والتنمية التركي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالإدارة الأمريكية، والاهتمام الإسلامي بإمكانية تعميمه، وهو ما يبدو أن نظيره المغربي مرشح لتكراره وهو الحزب الذي كرّمت بعض المؤسسات الأمريكية رئيسه سعد الدين العثماني ومنحته جائزة المسلم الديمقراطي. لقد فتح ذلك كله الباب واسعا حول ما إذا كنّا بإزاء تغير في موقف الحركة الإسلامية من أمريكا وهو ما من شأنه أن يكون له تأثير بالغ الخطر على مستقبل الحركة التي حملت لواء المواجهة في العقدين الأخيرين بل مستقبل المنطقة العربية والتي تقع في بؤرة الصراع وفي مرمى نيران الإستراتيجية الأمريكية.
يتصور الكاتب أنه من الصعوبة بمكان الجزم بتقدير حجم هذا التغير أو مداه على وجه الدقة واليقين، ولكن يمكن القول بأن أي علاقة مستقبلية بين حركات الإسلام السياسي والولايات المتحدة ستتحدّد وفق ثلاثة مستويات يمكن التمييز بينها: المستوى الأول يتعلق بتعريف العمل السياسي الإسلامي وما يحتمله من تمييزٍ داخله بين السياسة بالمعنى العام وبينها بالمعنى الحزبي التنافسي، أما المستوى الثاني فهو يتصل بمدى التأثر بالتجزئة والقطرية في العمل الإسلامي وانعكاس ذلك على الرؤية الأممية الإسلامية، أما المستوى الثالث والأخير فهو يتصل بموقع كل حركة داخل الأمة الإسلامية وما تفرضه عليها من مسئوليات ومن ثم فهو يميز بين إسلاميي المركز وإسلاميي الأطراف. إن ثمة فارقا كبيرا بين الحركات والتنظيمات الإسلامية التي مارست وتمارس العمل السياسي بمعناه العام الذي يعني الاهتمام بقضايا الشأن العام والتفاعل معها بما يحقق مصلحة الأمة أو كأداة للتدافع القيمي والحضاري مع القوى العلمانية والمعارضة للمشروع الإسلامي، وبين نظيرتها التي تشتغل بالسياسة بالمعنى الحزبي التنافسي المباشر فتحل فيها طرفا ضمن جملة أطراف أخرى. إذ يبدو أن الحركات والتنظيمات التي تنتمي للنوع الثاني (الحزبي التنافسي) هي الأقرب في إمكانية مراجعة نظرتها؛ ومن ثم موقفها من أمريكا ومشروعها في العالم؛ فالحزبية والتنافسية تنقل هذه الحركات والتنظيمات من كونها إطارًا مرجعيًّا حاضنا للشارع إلى فاعل سياسي حزبي ضمن آخرين في ماراثون تنافسي ضمن معادلة صراعية (بل صفرية أحيانا) يدفع به لبناء علاقات مع القوى المتنفذة إقليميا ودوليا والبحث عن دعمها لتقوية وضعها التنافسي في المعادلة السياسية الداخلية وهو ما يعزز من مسلكيتها البرجماتية في التعامل مع الولايات المتحدة القطب الأوحد والأكثر تأثيرا في موازين القوى عالميا وفي منطقتنا العربية. ولعل هذه المسلكية -البرجماتية- هي التي دفعت بتزايد النقاش في بعض القيادات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر -على سبيل المثال- والتي ذهب بعضها إلى صعوبة إنجاز إصلاح داخلي دون موافقة أمريكا ورضاها إن لم يكن تدخلها، وجعل فكرة الحوار معها غير مرفوضة مبدئيا كما كان الأمر في السابق.
وما سبق له صلة بمستوى آخر من التحليل يتصل بمدى تأثر الحركات والتنظيمات الإسلامية بالأطروحات القطرية ودرجة استيعابها في منطق التجزئة وتحولها من الطرح الأممي الطامح لوحدة الأمة (باستعادة الخلافة الإسلامية) إلى طرح وطني قطري لا يرى -على الأرض- أبعد من حدود القطر الذي يصارع على سلطته حتى لو لم يصرح بذلك. فالمؤكد أن الحركات والتنظيمات التي اقتربت من صيغة الأحزاب الوطنية واستوعبت -أو كادت- في إطار دولة التجزئة القطرية صارت أكثر انشغالا باليومي والآني وبقضايا التدبير السياسي والمعيشي وما تفرضه من صراعات أو تجرّه من مساومات (فهي بطبيعتها خلافية) ومن ثم تصير أكثر ابتعادا عن قضايا الأمة محل الاتفاق والإجماع، مثل قضايا تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان على سبيل المثال.. ومن ثم يصبح هذا النوع من الحركات والتنظيمات الأكثر قابلية للاقتراب من أمريكا والسعي للتفاهم معها في التفاصيل والقضايا الفرعية التي لا تتصل بشكل مباشر بمواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة ولا تتطلب الاصطدام معه صراحة. وفي هذا الصدد تبدو التنظيمات الإسلامية القطرية التي ترتبط بالإخوان أو تنتمي إلى نفس مدرستها والتي قطعت شوطا واسعا في العمل الحزبي والتنافس على المجالس المحلية والبرلمانية أو التي دخلت تحالفات مع السلطة هي الأقرب إلى التفاهم والحوار مع الولايات المتحدة خاصة بعدما صارت أهم قوى المعارضة في بلدانها بعكس التيارات السلفية (على اختلاف بينها) التي لم تدخل بعد اللعبة السياسية التنافسية. وهنا تستوقفنا دعوات القرضاوى الذي يدعو الاسلاميين للتعامل بحكمة مع الغرب واسرائيل: نصح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الحركات الإسلامية في الدول العربية بتبني نهج الاعتدال، متوقعا أن يتعامل الإسلاميون في الدول العربية التي يصلون فيها إلى الحكم بشكل عاقل وحكيم مع الغرب وإسرائيل. لكنهم لن تقبلوا القمع في إشارة إلى ممارسات إسرائيل. حيث نشرت صحيفة الفايانانشيال تايمز تقريرا مطولا يستند إلى لقاء مع القرضاوي. وتقول الصحيفة إن أهمية المقابلة مع القرضاوي هي بروز دوره في الثورات العربية التي قادت إلى صعود الإسلاميين في عدد من دول الربيع العربي. وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أن إجازته التدخل العسكري في ليبيا ساعدت في تشجيع الموقف العربي وقتها. وكذلك فان دعوته للقضاء على النظام السوري تشكل دعما للموقف العربي الصلب تجاه نظام بشار الأسد في سوريا. وتنقل الصحيفة عن القرضاوي قوله: إنه إذا لم يتمكن العرب من وقف المجازر بحق المدنيين سيكون من حق السوريين طلب التدخل الدولي. وتعود أهمية القرضاوي إلى الملايين من متابعيه والمتأثرين به ويحظى برنامجه الأسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية بملايين المشاهدين. ويقر القرضاوي بدوره في دعم الثورات في العالم العربي ويقول: إن صعود الإسلاميين في الدول التي تشهد تغييرا أمر حتمي. ويبرر ذلك بقوله: "الممنوع مرغوب، ونحن (الإسلاميون) كنا دائما ممنوعين". وتقول الفاينانشيال تايمز: إن الشيخ القرضاوي، الممنوع من دخول أمريكا، ينظر إليه على أنه يمثل صوت الاعتدال في الإسلام وأنه أكبر مؤثر في المسلمين السنة. وفي لقائه بالصحيفة ينصح القرضاوي الحركات الإسلامية في الدول العربية بتبني نهج الاعتدال. ويتوقع أن تتغير السياسة الخارجية للدول العربية التي تشهد ثورات ويقول: إن على الغرب أن يفكر كيف يتعامل مع الإسلام الصاعد في تلك الدول. ويضيف أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل في التصرف بسياسة تستند إلى القوة. يقول القرضاوي: "ستكون الدول التي تشهد الصحوة ويحكم فيها الإسلاميون عاقلة وحكيمة في تعاملها مع الغرب وإسرائيل، لكنها لن تقبل القمع". علاقة امريكا مع الاخوان المسلمين هي ليست وليدة قصريه وانما هي علاقه طويله حسب ما تبرزه صحف امريكيه فقد كان المرشد حسن الهضيبي اول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي والجماعة اليوم سارعت بالارتماء في الحضن الأمريكي ففي 29 يونيو الماضي صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات (دا نيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسؤلة منظمة المشروع الاسرائيلي جاء فيه ان الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي كانت قد بدأت في عام 2006 علي حد تأكيد الخبر ، ونشر الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الاسرائيلي في أمريكا ونشر بجوار الخبر السابق ان اسرئيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين ، ولقد ردت الإدارة الاسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس وكانت المفاجأة في الاجابة التي اطلقها (دانيال بورين) حيث قال لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس.. ومن لايعرف فان دانيال بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا ، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان ايضا وجون كارسون هو صاحب نظرية طحن البيانات حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس اوباما وقد اشترطت الإدارة الأمريكية علي الإخوان ـ علي حد ما نشرته الصحف الأمريكيةـ ان تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الامريكي ومجابهة الاصوات المعادية لأمريكا واسرائيل والتمهيد للمفاوضات العربية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر وتم تحديد السيدة (أن دي بارل نانس) نائب موظفي البيت الابيض لتكون المسئولة عن ترتيب اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان وترتيب المواعيد والبروتوكول ولقد شنت المنظمات اليهودية هجوما علي اسناد ملف العلاقة مع الإخوان إلي جون كارسون وعلقوا علي الامر بان أمريكا تريد أمركة الإخوان ، وتم ضم جون فافيرو إلي الاسماء السابقة في متابعة ملف العلاقات مع الجماعة وهو الشاب الذي قام بكتابة جميع خطابات اوباما السياسية في ايام الثورة المصرية كما تم تكليف مكتب البيت الابيض لشراكات الاديان بالانضمام إلي المجموعة السابقة لتولي ملف العلاقة مع الجماعة، الجماعة بذلك وضعت نفسها في حضن الشيطان وتناست تاريخ أمريكا في افغانستان والعراق مما جعل المحامي ممدوح اسماعيل وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري وأحد أبناء التيار الديني يوجه كلمة للإخوان يحدد فيها مخاوفه من جلوس الجماعة مع الأمريكان، ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة منذ ايام الثورة المصرية تحاول ان تكون في دائرة الضوء السياسية وقد وجدت أمريكا ضالتها في الإخوان وذلك بهدف فتح الابواب المغلقة في الشرق الاوسط.
والغريب ان الجماعة لم تتطرق بعد الثورة إلي مسألة الغاز المصدر إلي اسرائيل أو حقوق الشعب الفلسطيني ولاينسي احد زيارة التلمساني وعاكف إلي أمريكا وحصولهما علي هدايا من المسئولين الأمريكيين كما لاينسي احد حضور قيادات الجماعة احتفالية كبري بمنزل السفير الأمريكي في عام 2003 عندما كانت الطائرات الأمريكية تدك العراق. علاقات متميزة سهلت كل شئ الان حتي ان خرج عصام العريان الوجه الإخواني المقبول أمريكيا وصرح بأنه لامساس بقانون الخمور في مصر ولا مساس بالسياحة وهو بذلك يبعث رسالة غرامية جديدة إلي أمريكا والغرب. امريكا والغرب يعمدون عبر مشروعهم لاسلمة المنطقه عبر الاسلام السياسي بوجهة نظرهم وتفكيرهم استغلال الصحوة الدينيه لضرب الحركات الوطنيه ، يعد كتاب "لعبة الشيطان" للكاتب الأمريكي "روبرت داريفوس" مرجعا مهما للمهتمين بمتابعة المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط . يترجم عنوان الكتاب رؤية الكاتب لعلاقة الولايات المتحدة بالإسلام السياسي في المنطقة والتي يرى أنها بدأت من زيارة الرئيس الأمريكي "روزفلت" الشهيرة إلى الشرق الأوسط في العام 1945•• ولقائه الأشهر بالملك عبدالعزيز آل سعود في الباخرة !! في البداية يقدم الكاتب تسلسلا دقيقا لعلاقة أمريكا وبالتحديد وكالة الاستخبارات الأمريكية بحركات الإسلام السياسي في كل المنطقة العربية ••ويبين كيف استخدمت الولايات المتحدة مشروع الصحوة الدينية في الشرق الأوسط لضرب الحركات الوطنية والقومية ويمضي المشروع الأمريكي في إيران وأفغانستان والمغرب العربي وسورية وفلسطين •• إلى أن هزت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أساسات المشروع الأمريكي ،وبدأت الحرب على الإرهاب ضد "معسكر الشر"• وهي الحرب التي يرى "روبرت درايفوس" أنها لن تعالج المشكلة بشكل صحيح •• وأن الولايات المتحدة تقف الآن في مواجهة تحديين ••بالنسبة لروبرت درايفوس فإن المخرج السليم من هكذا مأزق لايكون إلا من خلال معالجة الأسباب التي تدفع بعض المؤسسات السياسية للجوء إلى الإخوان المسلمين وغيرها ••وأيضاً على الولايات المتحدة أن تتخلى عن طموحاتها الاستعمارية في المنطقة، وأن تكف عن التدخل في النزاعات السياسية بشكل غير عادل وغير أخلاقي..! يبحر بنا "روبرت درايفوس" إلى أعماق وجذور العلاقة الغربية بحركات الإسلام السياسي•• يبدؤها "بجمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" مسترسلاً في تفاصيل دقيقة حول فكر وأنشطة الإسلاميين في المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الأولى•• وكيف ساندت بريطانيا وفرنسا آنذاك تلك الأنشطة وإن لم يكن بشكل مباشر•• "فالأفغاني" و"عبده" مثلاً كانا يتمتعان بهامش كبير من الحرية في باريس حيث استقرا لفترة من الزمن•• بل إن الحكومة الفرنسية كانت تساعدها سراً في إصدار جريدتهما الأسبوعية ...ثم يتناول الكاتب نشأة الوهابيين وحركة "محمد بن عبدالوهاب"•• وكيف أعاد الإنجليز ترسيم المنطقة•• وتمكين آل سعود من إقامة مملكتهم بصورة أعطت الإسلاميين قاعدة لعقود قادمة ومع ذلك فإن "روبرت درايفوس" لايعتبر الحركة الوهابية في بداية نشأتها حركة سياسية•• وإنما دينية بحتة•• وبذلك فهو لايرى فيها مقومات الإسلام السياسي الذي يشهده العالم اليوم في أعقاب "الحرب العالمية الأولى"•• وفي محاولتها للحفاظ على إمبراطوريتها•• عقدت بريطانيا العظمى عدة صفقات مع عدة شياطين•• (على حد تعبير الكاتب) .. ! فبين عشرينيات القرن الماضي•• وتأمين قناة السويس في العام 1956•• قدمت بريطانيا دعماً غير محدود لأبرز أعلام الإسلامي السياسي•• "حسن البنا" في مصر•• و"أمين الحسيني" في القدس!! فكان أن أنشأ "حسن البنا" جماعة "الإخوان المسلمين" بدعم مباشر من شركة قناة السويس المملوكة لإنجلترا آنذاك وبدأ الإنجليز والملك آنذاك باستخدام "الإخوان المسلمين" وخاصة جناحها السري حين تستدعي الظروف ذلك!! ينوّه الكاتب هنا إلى أن "حركة الإخوان المسلمين" التي نشأت في العام 1928 ماهي إلا امتداد لفكر ونهج "جمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" !! وإن الإخوان في أربعينيات القرن الماضي كانوا يتمتعون بنفوذ وحضور قوي لدى الملك•• لدرجة أنهم احتلوا مناصب قيادية وسياسية مهمة في حكومة الملك في مصر آنذاك!! بل إن الرئيس المصري السابق "أنور السادات" كان عضواً نشطاً في الإخوان المسلمين في الأربعينيات..!أما مايتعلق "بأمين الحسيني" فقد كان هو الآخر يحظى بدعم كبير من الإنجليز•• واستطاع في العام 1946 أن يتحد مع الإخوان وأن يشكلوا "جبهة الخلاص"..يسترسل "روبرت درايفوس" في وصف الحراك السياسي في منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية•• ويشير إلى أن الولايات المتحدة قد اتخذت أولى خطواتها في قلب الشرق الأوسط من بين حطام الحرب العالمية الثانية..! وحيث كان الإخوان المسلمين في انتظارها..!يؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة لم يكن لها دور يذكر في الشرق الأوسط على الرغم من دورها البارز في حسم الحرب العالمية الثانية•• فعلى المستوى السياسي•• لم يكن للإدارة الأمريكية إلمام جيد بطبيعة المنطقة•• بل إن وكالة الاستخبارات الأمريكية بقيت وإلى فترة الخمسينيات مساندة للمخابرات البريطانية!! لكن توغل الاستخبارات الأمريكية وبحسب العديد من المؤرخين بدأ في العام 1945 مع ذلك اللقاء المشهور بين روزفلت والملك عبدالعزيز آل سعود!! والذي أعلنت خلاله أمريكا مسؤوليتها في الدفاع عن السعودية، وهي السياسة التي أخذ بها فيما بعد كل الرؤساء الأمريكيين!! ولتلعب السعودية دورها البارز في المنطقة •• وذلك من خلال تبني حركة الإخوان المسلمين•• وبجهود بعض البارزين في الحركة مثل "سيد رمضان" زوج ابنة حسن البنا•• الذي كان بمثابة السفير غير الرسمي للإسلاميين والمولود في "شبين الكوم" إحدى قرى مصر•• والذي اشتهر بنشاطه مع الإسلاميين المتشددين خاصة في فلسطين والأردن•• وهو أيضاً صاحب الزيارة الشهيرة للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض في العام 1953•• ولعل أجندة "رمضان" تؤكد حساسية دوره•• حيث كان عنصراً أساسياً في كل مظاهر تطرف الإسلام السياسي•• من إرهاب الإخوان في مصر في الخمسينيات والستينيات•• إلى قيام إيران الخميني في السبعينيات•• وأيضاً في أعمال العنف في الجزائر في التسعينيات!! وعلى الرغم من أن الأدلة تشير إلى تجنيد الاستخبارات الأمريكية لرمضان ليست دامغة، إلا أن حضوره لندوة برنستون ترسخ احتمال تجنيده بشكل كبير!!يؤكد "روبرت درايفوس" ومن خلال أمثلة كثيرة أن الإسلام السياسي لم يشكل سداً واقياً في وجه الإلحاد •• ففي العالم الإسلامي كله•• كانت الأغلبية المضهدة من قبل أنظمتها تجد ملاذها في الأحزاب الشيوعية اللادينية!!يستند "روبرت درايفوس" في حجته على التغلغل الاستخباراتي وأنشطته في منطقة الشرق الأوسط على مثالين•• فشلت أجهرة المخابرات الأمريكية والبريطانية عن احتوائهما:الأول كان في الحرب الاستخباراتية المنظمة ضد الفكر القومي الذي يمثله "جمال عبدالناصر" والثاني كان في انقلاب "محمد مصدق" في إيران•• وفي كلا الحالتين•• لجأت الاستخبارات الأمريكية إلى التيار الديني المتشدد لمواجهتهما!!وكان ان اعتمدت امريكا على السادات الذي انقلب على تراث وفكر عبد الناصر كما يروي روبرت داريفوس كما جاء في لعبة الشيطان "لكن "السادات" وبهذه الخطوة يكون قد فتح "صندوق باندورا" أو الصندوق الذي ستنطلق منه كل الشرور!! فالحضور الإسلامي في الشارع المصري كان كثيفاً بشكل لافت للنظر!! والسعودية•• وبفضل جهود "كمال أدهم" رئيس الاستخبارات السعودية أصبحت على وئام مع مصر بعد غياب عبدالناصر وبفضل سياسة السادات الجديدة التي كانت تسعى لتحجيم مسؤولي الحقبة الناصرية••في مقابل تقريب الإسلاميين والإخوان!! ثم كانت حرب أكتوبر التي عززت العلاقة المصرية الأمريكية ومهدت لاتفاقيات فك الاشتباك، وأيضاً خلقت صورة جديدة للعلاقة المصرية السعودية خاصة في ظل الموقف السعودي إبان حرب 1973 وخطر النفط!! ولم تخل تلك العلاقة من ملامح اقتصادية ظهرت في ترحيب الإخوان المسلمين في مصر بسياسة السادات الانفتاحية وبداية حقبة البنوك الإسلامية التي دشنها في مصر بنك فيصل الإسلامي في العام 1976•• وهو البنك الذي خطا بدعم غير مسبوق من الحكومة المصرية••وقد كان من مؤسسة "القرضاوي" الناشط في حركة الاخوان المسلمين، و"يوسف ندا" العضو في الحركة إبان الحقبة الناصرية!! يخصص "روبرت درايفوس" فصلاً كاملاً يستعرض فيه نشأة الاقتصادي الإسلامي في المنطقة•• ويبين أثر هذا الاقتصاد على المناخ السياسي بشكل عام•• وحجم الدعم الذي تلقاه من هيئات وبنوك عالمية مثل "سيتي بانك" الذي كان أول بنك غربي يدشن نافذة إسلامية، وقد ساعد على ذلك كون الإسلام دين رأسمالي في أساسه، يؤمن بالاقتصاد الحر والمفتوح، ثم يتوقف "درايفوس" طويلاً عند بيت التمويل الكويتي، حيث يستخدمه هنا كمثال على حجم النفوذ السياسي الذي أصبحت عليه مؤسسات المال الإسلامية•• وكيف كان لبيت التمويل الكويتي الحظوة سياسياً واقتصادياً منذ بداية التعاون الحكومي - الإسلامي في الكويت مع مطلع السبعينيات!!!! ثم تأتي الثورة الإيرانية لتكشف عن حجم الجهل الأمريكي والتقصير الاستخباراتي الذي أخفق في أن يفهم أبعاد ثورة الخميني!! فبينما تجاهل فريق كسينجر المسؤول عن وضع الإستراتيجية الأمريكية في إيران وجود الخميني•• كان كل هم إدارة الرئيس كارتر مسألة التسلح الإيراني فقط!! وعلى الرغم من أن هنالك آلاف من المواطنين الأمريكيين والمسؤولين المتواجدين في إيران، إلا أنهم جميعاً كان يجهلون تركيبة المجتمع الإيراني والمعارضة الدينية التي تنشط في الخفاء في بداية الثورة الإيرانية، حاولت الولايات المتحدة أن تخلق حواراً مع إيران الخميني، وأن تغير من صورتها كشيطان أكبر، إلا أن الشجب الأمريكي الرسمي لآية الله الخميني في العام 1979، قطع كل السبل!! ولتغيير الثورة فيما بعد كل التضاريس السياسية، ليس بالنسبة لأمريكا وحسب، وإنما كذلك لروسيا التي كان الاستقرار في إيران يشكل عنصراً هاماً في استقرار أقاليمها الشاسعة!! وليتسرب الذعر من إرهاصات الثورة إلى كافة دول المنطقة ولتبدأ فيما بعد حروب أمريكا في الاتجاه الآخر أي دون حليفها القديم، الإسلام السياسي!!أول تلك الحروب كانت حرب أفغانستان التي كلفت الإدارة الأمريكية أكثر من ثلاثة بلايين دولار، ومع هذه الحرب•• اقتحمت مفردة "الجهاد" ولأول مرة كل شيء متعلق بهذه الحرب!!
في العام 1979، تحولت نظرية استخدام الإسلام لإضعاف الإتحاد السوفييتي إلى تطبيق•• وذلك حين بدأت الولايات المتحدة، وباكستان، والمملكة السعودية رسمياً حربا جهادية هددت حكومة كابول، ودفعت الاتحاد السوفييتي لغزو أفغانستان!! وبدأت مرحلة جديدة وعلاقة أقوى بين باكستان •• والأفغان المسلمين!!ويستمر الدعم الأمريكي للمجاهدين في حقبة "ريفان" على الرغم من المؤشرات الواضحة على مدى خطورته وتستمر الدول الإسلامية في تغذية تلك الحرب بالمجاهدين!! لكن المعضلة الحقيقية بدأت حين انسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان وبقي الفكر الجهادي والمجاهدين في مواجهة الفراغ، خاصة وأن الولايات المتحدة لم تكن لديها خطة عودة!! في البداية لم يكن الأمر مقلقاً بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين الذين لم يترددوا في الاعتراف بدعمهم وتعاونهم مع الإسلاميين المتشددين! وهنا يرى "درايفوس" أن الوضع كان بإمكانه أن يكون أسوأ بكثير لو أن مبادرات ريغن السرية مع إيران قد حالفها النجاح!!يختم "روبرت درايفوس" كتابه بطرح عدة تساؤلات حول الوضع الراهن•• يبدأها بقوله إذا ماكانت الحرب الباردة التي انتهت في العام 1991 هي حرب عالمية ثالثة•• فهل يعني ذلك أن الولايات المتحدة قد أصبحت الآن على شفا حرب رابعة في مواجهة الإسلام؟ وهل يعني ذلك أن الإسلام هو الشيوعية الجديدة؟ ومامدى جدية الخطر الذي يشكله الإسلام؟ وأيضاً سؤال حول كيفية تحول العلاقة بين الولايات المتحدة والإسلام السياسي بعد نهاية الحرب البارد
تساؤلات كثيرة لاتزال بالنسبة "لروبرت درايفوس" بانتظار الإجابة!! لكن الإجابة التي يدركها "درايفوس" أن صراع الحضارات•• والحرب على الإرهاب، وحملة بوش لإعادة رسم الشرق الأوسط كلها مليئة بالتناقضات، والأكاذيب!! فعلى مدى ستين عاماً، أي منذ بدأت الولايات المتحدة أولى خطواتها في المنطقة، كانت الولايات المتحدة حليفاً مباشراً للإسلاميين لضرب اليسار، والاشتراكية العربية!! الآن وبعد كل هذه السنوات، تعود الولايات المتحدة للتفكير في التحالف مع المتشددين الشيعة في العراق، لعلها ترمم بعضاً من سياستها الفاشلة في المنطقة!! ولتستمر بذلك لعبة الشيطان!!•وفق كل التحليلات المشار اليها وعبر كل الوثائق فان امريكا قد فشلت في الترويج لمشروعها لاسلمة المنطقه وتمرير مخطط الاسلام السياسي وفق ما سعت لتحقيقه لاعادة تكريس نفسها كقوه احاديه ، معادلة سوريا والصراع على سوريا غير في معادلات المنطقه وعرى حقيقة المشروع الامريكي للاسلام السياسي وفق المفهوم والاستراتجيه الامريكيه ، ان الصراع في سوريا بين الاجنحه الاسلاميه المتصارعه وظهور تيارات اسلاميه متشدده دفع الاداره الامريكيه لتخرج من عباءتها الحريرية لتكشف عن قناعها الثابت الذي لا يتغير وهو البطش في المنطقه عبر العمل على تغذية الارهاب ودعم المجموعات الارهاب عبر مساعدة ومعاونة حلفائها في المنطقه ، مع حسم الصراع لم ينته بعد الا ان مؤشرات الاحداث تشير لصراع طويل الامد سيدفع الجميع ثمنه وسيدفع المنطقه والعالم لاتون الصراع الذي تغذيه امريكا التي جهلت معنى الاسلام ومميزات تظام الحكم في الاسلام وهو ما دفعها لهذا الوضع الذي وصل اليه الشرق الاوسط حيث فشل المشروع الامريكي وسقوطه السقوط المدوي بفعل الفشل الامريكي للتسويق للاسلام السياسي المتامرك