في ذكرى وعد بلفور هل تكفر بريطانيا وأوروبا عن خطاياها (قراءة تحليلية)

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

بعد 97 عام من الخطيئة الإنسانية التي ارتكبتها بريطانيا ، بإعطاء وطن قومي لليهود فى ارض لست من حقهم لا تاريخيا ولا ديننا ، أعلن أخيرا مجلس العموم البريطاني مشروع قرار للاعتراف بـ «دولة فلسطين».،

ومما لاشك فيه أن تمرير القرار لن يخلق الدولة المنشودة، ولن ينهي الاحتلال الإسرائيلي. إلا أن التصويت بـ«نعم» بأغلبية 247 صوت مقابل معارضة 12 صوت مهم

لعدة أسباب.:

- على رغم الصفة الرمزية للقرار، إلا أن المصادقة عليه ستمثل حافزاً مهماً جداً للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الحصار والاحتلال. وسيوجّه رسالة أن العالم بدأ يعير اهتمامه لوجوب إنهاء الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له هذا الشعب

- المطالبة الدولية بضرورة الاعتراف بحقوقنا المشروع كافة.

- إعطاء حافزا للقيادة الفلسطينية ، للعمل بزخم أكبر للحصول على تلك الحقوق.

-الاعتراف البريطاني يعطي دافعاً قوياً أيضاً لبقية الدول الغربية للانضمام إلى الأصوات العالمية التي تطالب بتأييد تلك الحقوق.، وتأكيدا لزعمنا سارعت السويد بالاعتراف بدوله فلسطين ..

- خلق ديناميّة قوية يمكنها أن تشدّ من عضد الفلسطينيين .

- زيادة العزلة الإسرائيلية المتزايدة بسبب ممارسات الاحتلال وعدوانها المتزايد على الفلسطينيين وبالتحديد قطاع غزة.

بريطانيا وكفارة خطيئه بلفور :

97 عام مضى على إصدار الحكومة «وعد بلفور» في 2 نوفمبر 1917 وبعده التوقيع على معاهدة «سايكس- بيكو». وقضى القرار الأول بتبني مشروع يمنح أرض فلسطين كاملة للحركة الصهيونية لتأسيس دولتها اليهودية فوقها. وقضى القرار الثاني بتقاسم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا.

وكان بلفور مؤمنا بشكل عقائدي بالفكر الاستعماري الاستيطاني قبل ان يدخل معترك السياسة والحكومة . وعندما أعلن الرئيس الأميركي «وودرو ويلسون» عن قلقه البالغ من المخطط البريطاني واقترح تنظيم استفتاء لاستطلاع آراء العرب والوقوف على طموحاتهم وتطلعاتهم، كان رد بلفور عنيفاً ومتطرفاً حيث قال: «نحن في فلسطين، نرفض حتى اقتراح استشارة الشعب الذي يسكنها عن رغباته. فالصهيونية، إن كانت على صواب أو على خطأ، أو كانت حركة طيبة أو شريرة، فإن طموحاتها أكبر بكثير من رغبة 700 ألف عربي الذين يقطنون الأرض القديمة الآن».

وردا على تلك الاهاجيص التاريخية قال وزير الخارجية الأسبق (جاك سترو) في تصريح صحفي أدلى به في عام 2002: «أجد نفسي الآن في مواجهة الكثير من المشاكل التي أرى من واجبي الاهتمام بها. وهي جميعاً من مخلفات الماضي الاستعماري. فهناك وعد بلفور، والضمانات المثيرة للجدل التي أعطيت للفلسطينيين للاحتفاظ بأرضهم في نفس الوقت الذي أعطي فيه الحق للإسرائيليين في الاستيلاء عليها، وكلها تمثل تاريخاً عامراً بالإثارة إلا أنه غير مشرّف أبداً».

ان مصادقة المجلس البريطاني على مشروع الاعتراف بدولة فلسطين، يجعل من البريطانيون خطوا الخطوة الأولى باتجاه تكفيرهم عن جزء من ذنوبهم التاريخية . ويزيح عنهم الوصمة والعار من سرقة حق شعب لازال يئن تحت نير الاحتلال ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى سيؤدى إلى تسارع دول أوروبا المحيطة إلى الإقرار بهذا الحق المغتصب

وقد بدأت السويد فعلا وستتبعها لزاباً دول أخرى ، وستكون النتيجة الحتمية ، هو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وتعرية دول الاحتلال الصهيونية وحكومتها اليمينية المتطرفة

مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين ومناهضة الصهيونية والعنصرية.