رسالتنا ...بذكري الوعد المشئوم

بقلم: وفيق زنداح

ما بعد الحرب العالمية الاولي وما تم في اتفاقية سايكس بيكو 1916 لتقسيم المنطقة العربية بين الاحتلالين البريطاني والفرنسي ...وفي ظل المشهد الدولي خرج وزير خارجية بريطانيا في الثاني من نوفمبر 1917 بوعد مشئوم وعد من لا يملك ..الى من لا يستحق ..وعد ظالم تم اتخاذه بغفله من الزمن في واقع عربي هزيل ما بعد حرب عالمية ومحاولة ارضاء اليهود وانهاء التنافس الاقتصادي ومحاولة سيطرة الصهيونية علي مقدرات اوروبا الاقتصادية وبعد ان أشيع ما يسمي بالمحرقة ومحاولة التعويض بما يسمي بالظلم الواقع علي اليهود خرج هذا التصريح الاسود الذي سيبقي مسجلا بالتاريخ أن بريطانيا قد ارتكبت ظلم تاريخي لا يغتفر بمنح اليهود حق اقامه دولة علي أرض فلسطين وعلي حساب شعبنا وحقوقه المتجذرة بعمق التاريخ وما ترتب علي هذا الوعد الظالم من قتل ومذابح ومجازر من خلال عصابات الهجانا وشتيرن والذين تم تمؤيلهم بالمال والسلاح لمواجهه الفلسطينيين والتضييق عليهم وتشريدهم من مناطق سكناهم .اصحاب الارض الاصليين الكنعانيون الفلسطينيون يطردون من أرضهم الممتدة جغرافيا من رأس الناقورة شمالا حتي رفح جنوبا ..ومن نهر الاردن شرقا وحتي البحر المتوسط غربا .
هذا الوعد الاسود والمشئوم والذي صدر عن وزير خارجية بريطانيا والذي أعطي حق اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لا يستند الى ادني حق للانتداب البريطاني في اعطاء فلسطين لليهود وللحركة الصهيونية والذي سيبقي مخالف لكافة قواعد القانون الدولي بشقيه السياسي والانساني القانوني .
ان الحديث عن ذكري الوعد المشئوم ليس تباكيا علي عتبات تاريخ مضي ...وليس تناسيا لمن ظلمنا ..وليس تغييب لتاريخ اسود.. بل تأتي الذكري المشؤومة وشعبنا يعيش مأسي وكوارث ونكبات متجددة تزيد من فداحة هذا الظلم التاريخي .
ان العبر والدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الذكري السوداء نلخصه بالتالي :
أولا : لم يعد هناك أدني فائدة تذكر عن الحديث عن ظلم تاريخي ونحن نتعرض للمزيد من الظلم في ظل صمت مريب وازدواجية واضحة للمعايير .
ثانيا : ما وقع من ظلم تاريخي من خلال هذا الوعد المشئوم كان في ظل خلافات ما بين القيادات التقليدية التي ساعدت علي تهيئه أجواء سلب أرضنا وحقوقنا وتشريدنا وتهجيرنا وما وصلنا اليه اليوم من أوضاع كارثيه مأساوية .
ثالثا : علينا أن نصحوا من غفلة التاريخ وظلمه وظلماته بتعزيز وحدة الموقف والقرار الفلسطيني بعيدا عن سياسة المحاور والاجندات الخارجية .
رابعا :يجب أن لا ننسي أو نتناسي العهد العثماني والأستانه الذين مرروا سلب أرضنا واضاعه حقوقنا .
خامسا: رغم طبيعة الانظمة العربية التي كانت سائدة في ذلك الوقت الا انها دخلت في حرب عام 48 واحتفظ الجيش الاردني بالضفة الغربية والقدس الشرقية ..كما احتفظ الجيش المصري بقطاع غزة والذين يشكلون الاطار الجغرافي للدولة التي نطالب بها اليوم .
اننا في هذه الذكري السوداء لابد أن تكون رسالتنا الفلسطينية للإسرائيليين واضحة وصريحة .
انتم من سرقتم ارضنا ..وشردتم شعبنا ..قتلتم وذبحتم وارتكبتم من المجازر والجرائم ...والتي لا تنسي ولا تغتفر... حتي انكم خالفتم القرار الدولي 181 الذي اسس لوجودكم ...كما خالفتم كافة القرارات والمواثيق والاعراف الدولية ...وبنيتم وجودكم علي ظلم بين اعتمادا علي قوة غاشمة... وها أنتم ما بعد عقود طويلة لم تحققوا امنكم المطلوب ولم تحققوا السلام ..ولا زلتم تدفعون للمزيد من الدماء وازهاق الارواح وانتم تستولوا علي المزيد من أرضنا ..تواصلون ارتكاب المجازر والقتل للأبرياء وتدفعون جزء بسيط من الثمن في ظل معادلة دولية منحازة وظالمة تأسستم علي ظلم... واستمريتم بظلم أكبر... وأنتم تواصلون عدوانكم واستيطانكم واغتصابكم للمزيد من حقوقنا ..مارستم العنصرية والقتل كما استبحتم مقدساتنا ..ماذا تريدون منا أن نفعل ؟؟؟هل نستسلم لكم ؟؟؟ لم نستسلم منذ عقود طويلة فهل سنستلم اليوم ونحن أكثر دراية ومعرفة وقوة لمواجهتكم علي الساحة الدولية كما ساحة المواجهة والمقاومة لوجودكم علي أرضنا .
محاولة شطبنا ..وانهاء وجودنا ..حتى وانكار وجود شعبنا قد فشلت فشلا ذريعا ..ولا زلتم تمارسون تجاربكم بالمزيد من الاستيطان وفرض العقوبات وارتكاب المجازر والجرائم بمحاولة الاستيلاء علي أقصانا وقدسنا وانتهاك مقدساتنا ...تدعون السلام وأنتم أبعد ما تكونون عن السلام ...تدعون حقكم بالأمن علي حساب أمننا وسلامة شعبنا... أكاذيبكم أصبحت مكشوفة للعالم بأسره الذي بدأ يتململ من سياساتكم ومنهجيه فكركم وعدم انصياعكم لقرارات الشرعية الدولية ...تدفعوننا لاستمرار المواجهة ولم نعد في موقف الاختيار الا أن نواجهكم بكافة الوسائل ومهما تكن النتائج لأنكم أثبتم للقاصي والداني انكم لا تريدون السلام بل أظهرتم تصميما علي استمرار ظلمكم الذي تجلي بأساس وجودكم كما استمرار ظلم واقعكم .
خاطبناكم وأيدينا ممدودة للسلام ولعدة مرات ...كما خاطبكم العرب بمبادرة سلام عربية أهملتموها وأدرتم الضهر لها معتمدين علي غطرستكم وقوتكم والانحياز الامريكي لكم .
لن تستطيعوا الاستمرار بما أنتم عليه الان ..ولن تستمر مطالبتنا بدولة فلسطينية علي 22 % من فلسطين التاريخية وأنتم لا زلتم تتجاهلون وجودنا وحقوقنا ...أنتم تدفعوننا الى نقطة الصفر التاريخي بصراعنا معكم وحقنا بفلسطين التاريخية التي اغتصبت بقرار اسود ووعد مشئوم ...تدفعوننا الى استمرار الصراع ...واسالة المزيد من الدماء ..أبدينا مرونة عالية وتجاوب كبير مع المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية ...لكنكم لازلتم علي تنكركم وتجاهلكم وعدوانكم واحتلالكم .
اخرجوا من اوهامكم ..وكوابيس أحلامكم ...فهنا قنبلة ديموغرافية تتعدي الثمانية ملايين فلسطيني وما يقارب ثلاثمائة مليون عربي وما يزيد عن مليار مسلم فهل أنتم علي استمرار نهجكم وعدائكم للسلام ؟؟ وهل انتم لا زلتم لا تمتلكون زعامة تاريخية قادرة علي اتخاذ قرار السلام ؟؟...نقولها وبصراحة وأمام هذه الذكري السوداء والوعد المشئوم ..اما سلام حقيقي ...واما الخيارات المفتوحة... وعندها سيبطل الكلام ...ولكم الخيار .

الكاتب :وفيق زنداح