الغرب والأنظمة الفاسدة صدروا للعالم بعض المصطلحات التي اقترنوها " بالإسلام " وبالمقابل صدروا لنا مصطلحات أخرى مقرونة " بالأنظمة الفاسدة " ليكرهوا الناس وتنفيرهم من حكم الإسلاميين .. فمن المصطلحات التي اقترنت بالإسلاميين ( الإرهابي - المتطرف - الأصولي - المتأسلم - المتشدد )، أما المصطلحات التي اقترنت بالأنظمة العلمانية والليبرالية (السلطات - النظام - الشرعية - المشروعية )!!!
هم يعملون صباح مساء منذ أن أعادت بعض الحركات الاسلامية ترتيب أوراقها من جديد، على اظهارهم أنهم كذلك، يحاربون الاسلام ما قبل انتشاره لأنهم يعلمون جيدا بأن ظهور الاسلام وعدله من جديد سيلغي وجودهم لذلك يشوهونه ويسعون لاجتثاث قوامه.
في المقابل فأن الحركات الاسلامية مازالت تستخدم بعض المصطلحات التي بحاجة للتجديد، بالتحديد ليس توقيتها لأننا لم نصل إليها حتى اللحظة وفق ترتيب الأولويات كـ ( الأمر بالمعروف - النهي عن المنكر - القصاص - قتال الطائفة الكافرة - الأنظمة المرتدة - إقامة الحد ) مما قد تؤخذ بالعقل البشري الذي استوغل فيه الأفكار التي حشاها الغرب في ذهنه على أنها حركات تسعى فقط لتكفير الأنظمة أو قيام الحدود بتغيير المنكر بالقوة أو الخروج عن الحكام، مما يستدعي لمن يأخذ الاسلام على أنه فقط وفق هذه المصطلحات إما بالنفور من الاسلام أو فهم الاسلام على أنه هكذا مما قد يولد في فهمه الخاطئ للإسلام العنف والسعي للتغيير بالقوة وتولد الفرق المتشددة وتبني هذه الأفكار.
ومن الإشكاليات التي مازالت تقع بها الحركات الاسلامية على أنها مازالت تستند للمرجعيات العلمية والشرعية التي كانت لها زمانها ومكانها في أوقات سابقه وتستند لفتواها ومواقفها الفكرية، مع أننا ندعو بنفس الوقت من الاستئناس بها كـ( ابن تيمية - ابن القيم - سيد قطب - محمد الغزالي - حسن البنّا )، هؤلاء علماؤنا ولكن ما يؤخذ الان بأن واقعنا ليس كواقعهم وكم نحن بحاجة لبناء مناهجنا الفكرية والتنظيمية من جديد بما يتناسب الواقع بزمانه ومكانه، ولعل الفهم الخاطئ من بعض التيارات الإسلامية وأبنائها لهؤلاء العلماء الكبار والاسترسال بأفكارهم ومناهجهم القديمة والتي قد لا تصلح بعضها لواقعنا يستدعي نوعا من الفهم لبعض الشباب؛ يؤدي في طريقه للعنف من خلال البحث عن " الفريضه الغائبة " مرورا بـ " فلسفة المواجهة " وصولا لمفهوم " إقامة الحدود أساسا لبناء الدولة الاسلامية "، بناء على فهمهم بأنها منطقيه في تصوراتهم لأنها خلاصة ما تعلّموه وعلموه من تلك الأفكار التي بحاجة للتجديد مما يجعله يتصور على أن هذه المجتمعات مجتمعات كافره ويستدعي عقله البحث عن العنف في ارهاب هذه المجتمعات وأنها هي الوسيلة الرادعة لهذه المجتمعات لإقامة الدولة الاسلامية.
خلاصة الأمر بأن الحركات الإسلامية التي تؤمن بالوسطية ولا تؤمن بالمغالاة او التشدد بحاجة ملحة لنفض أوراقها من جديد، وتجديد تصوراتها وأفكارها بما يتلاءم مع الواقع الذي يحارب الإسلام من مهده ويحاصره، ويصور للمجتمعات على أنه دين ارهاب وتطرف من جهة، ومن جهة أخرى تجديد الفهم لدى الشباب المسلم والذي يتصور بأن العنف وإقامة الحدود وشرع الله بالقوة هو الطريق الوحيد لإقامة الدولة الإسلامية.