حال القدس بين الصراع الإسرائيلي والحل السياسي

بقلم: محمد مصطفي شاهين

شهدت القدس في الاشهر القليلة الماضية عملية مسعورة لاقتحام الأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة وهذا يحدث الآن بغطاء سياسي رسمي إسرائيلي في ظل استغلال المستوي الرسمي الاسرائيلي لما يحدث علي الصعيد العربي من صراعات واقتتال وانشغال الأنظمة العربية بداعش و الثورات .
هل ما تقوم به العصابات اليهودية المتطرفة من اعتداءات يومية بحق المسجد الأقصى ومواطنو ا مدينة القدس يوميا عمل فردي ؟
علي العكس تماما فإن اعتداءات وتضييق القوات الإسرائيلية انما هو جزء من العقيدة اليهودية لحسم الصراع الديني حسب الرؤية التوراتية لديهم ان ما يفعلونه هو صراع لاقتلاع القدس من عروبتها وتهويدها، لقد أصبح المجتمع الاسرائيلي مجتمعا يسوده التطرف اليهودي علي مستوي الجماعات الدينية المتشددة التي أصبح لها وجود فاعل وقوي علي السياسة الإسرائيلية مما يحول دون التوصل لأي حل سياسي في ملف القدس وهم كذلك لا يؤمنون بالحل السياسي للصراع العربي الاسرائيلي بل يعتقدون ان المؤشرات الدولية الان تدعم تسلطهم علي القدس.
محمد أبو خضير والذي عاش في حي شعفاط بالقدس كان مهتماً قبل مقتله بأيام بتزيين شوارع شعفاط بالفوانيس الصغيرة ، كان يدرس الكهرباء في مدرسة اللوثري الصناعية ليستطيع العمل مع والده ومساعدة عائلته ، كان محمد قد غادر المنزل متوجهاً لأداء صلاة الفجر، حيث توقف عند محل تجاري قرب المسجد منتظراً أصدقاءه للتوجه إلى المسجد، وعندها توقف سيارة تقل مستوطنين إسرائييلين قاموا باختطافه وهربت السيارة

حسب المصادر الإسرائيلية فقد تم اعتقال ستة اشخاص لعلاقتهم بمقتل الطفل أبو خضير وهم حاخام واثنين من أبنائه وثلاثة آخرين ، قام المتهمين بتمثيل الجريمة بدءا من عملية الاختطاف ونقل المختطف إلى غابة قريبة ثم التنكيل به وإضرام النار به ،ان ازدياد الكراهية و عقيدة التصفية للآخر لهي وليدة العقلية المتطرفة التي ترفض السلام و تحاول الوقوف ضد أي حل سياسي يطرح .
أصبح مما لاشك فيه أن إسرائيل تقتل أي حل سياسي و تسعي لتأجيج الصراع ،أدركت المرجعيات الدينية الصهيونية أن تعاظم تمثيل أتباعها في سلك القيادة في الجيش والمؤسسة الأمنية يمكنها من التأثير على دوائر صنع القرار السياسي، بحيث تقلص فرص التوصل لأية تسوية للصراع.
ويجزم يسرائيل شاحك و نورتون ميزفنسكي في كتابهما "الأصولية اليهودية في إٍسرائيل" أن انقضاض أتباع التيار الديني الصهيوني على المواقع القيادية في الجيش كان ضمن خطة محكمة ،هذا يؤكد أن القدس الآن تشهد صراع للسيطرة عليها من قبل المتطرفين اليهود ولكن هذه المرة من خلال سيطرتهم علي دوائر صنع القرار .
ويتوقع دانيل كارلي في كتابه ملائكة في سماء يهودا أن يسارع الجيش الإسرائيلي تحت قيادة المتدينين إلى إجبار الحكومة الإسرائيلية على السيطرة على المسجد الأقصى وتدميره وإعادة بناء الهيكل الثالث على أنقاضه، إلى جانب طرد الفلسطينيين الذين يقطنون القدس والضفة الغربية في شاحنات إلى الدول العربية المجاورة.
"