الحمله الامنيه التي تشنها قوات الجيش المصري لاستهداف ما تسميهم اوكار الارهابيين في سيناء وإنشاء المنطقه العازله مع قطاع غزه بعمق 500 متر وطول ثلاثة عشر كيلو متر تتم بالتنسيق مع اسرائيل ، وقد سبق وان كشفت صحيفة وورلد تربيون الامريكيه عن وجود تنسيق عال بين مصر والكيان الاسرائيلي فيما يتعلق بالعمليات التي تتم في شبه جزيرة سيناء المصريه ، وقد أشاد رئيس اللجنة السياسية والأمنية في وزارة ألأمن الإسرائيلية "عاموس جلعاد" بالعملية العسكرية للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء وعملية استهداف الأنفاق على حدود قطاع غزة ونقلت وسائل إعلام عبرية عن جلعاد قوله، "لأول مرة نرى مثل هذه العمليات الحازمة ضد ألإرهاب في سيناء بغض النظر عن مصالح إسرائيل فإنه من المهم السماح باستمرار العملية المصرية".وأضاف جلعاد في خطاب ألقاه في مؤتمر التكنولوجيا والاتصالات الذي عقد الأحد 8-9-2013 في هرتسيليا "العملية التي يقوم بها المصريون مثيرة للإعجاب إن المصريين يدركون الآن أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007 تشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري ونحن سعداء بهذا الردع".. ,وأوضحت صحيفة هارتس : إن العلاقات بين الطرفين لا تقتصر على تنسيق أمني تكتيكي على الأرض وإنما التقاء مصالح إستراتيجية بعد سلسلة من التطورات الدراماتيكية التي حدثت في مصر منذ يناير عام 2011.ورأى الكاتب المختص بالشئون العربية "عاموس هرئيل"، أنه من الصعب جداً تنبؤ بما سيحدث في الأشهر ألقادمة ولكن على الأقل سجل على المدى القصير تغيير كبير لمصلحة إسرائيل الأمنية في الجبهة الجنوبية والغربية.
وأضافت الصحيفة "إن (إسرائيل) تجني ثمرة ذلك تغيير كبير لصالح الوضع الأمني على الجبهة ألجنوبية في إشارة إلى الحرب التي يقودها الجيش المصري في سيناء وتدمير الأنفاق وخنق قطاع غزة.وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تحسنت بشكل ملحوظ بشكل أعاد العلاقات الغرامية بين الجانبين بعد فترة عجفاء ، الاذاعه العبريه الرسمية قالت ان جيش الاحتلال يتابع بترقب الاحداث الجارية في مصر وفي جزيرة سيناء. واكد مصدر عسكري اسرائيلي استمرارية التنسيق والتعاون مع الجيش المصري مرجحا ان يعمل الجيش المصري بحزم في شبه جزيرة سيناء لإعادة الهدوء الى نصابه لا سيما في ظل تحدي العناصر الجهادية له. وقال المصدر العسكري ان اغلاق الانفاق المؤدية الى قطاع غزة يعد ضربة مؤلمة لحركة حماس متوقعا ان تستمر حماس في الحفاظ على الهدوء الذي يخدم مصالحها، قبل العدوان الصهيوني علي سيناء بـ 48 ساعة ، واغتيال أربعة من أبرز محاربي عملاء الموساد في سيناء – منهم حسين التيهي نجل الشيخ التيهي المجاهد في حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني - كتب المحلل الاسرائيلي (رون بن يشاي) في صحيفة يديعوت أحرنوت متسائلا لماذا أغلق مطار إيلات؟ وأجاب بالقول : "خط طيران الطائرات القادمة لإيلات في مرمى صواريخ تحمل على الكتف من سيناء، وهي من نفس نوع الصواريخ التي استخدمت في هجمات على إيلات، وهذا ما أدى لإغلاق مطار إيلات ) .ولكنه كشف ضمنا – هو وزميله (عاموس هارئيل) المحلل العسكري لصحيفة هآرتس – عن أكبر عملية تعاون وتنسيق أمني بين مصر واسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، وقيام اسرائيل بخرق حدود مصر عدة مرات منذ ذلك الحين حتي ولو غضبت مصر !.وكتب عن القصف الإسرائيلي الأخير في سيناء فقال : (إن القصف للأراضي المصرية يجلب المشاكل لكنه ضروري (!) .. وللمرة الثانية منذ توقيع اتفاقيات كامب 1979 تقصف إسرائيل في الأراضي المصرية، الحديث يدور عن ضربة تشكل خطورة على العلاقات المشتركة مع مصر، لكنها عملية ضرورية ومقبولة عندما يدور الحديث عن قنبلة موقوته) .وكلاهما أشار الي أن العملية منسقة مع (النظام السياسي الجديد في مصر) لأن عملية إطلاق صواريخ من سيناء تعتبر تهديد أمني خطير يبرر تهديد العلاقة مع مصر !!.ولهذا كي نفهم حقيقة ما جري علينا أن نقرأ بدقة ما قيل وما تنشره تل ابيب تحديدا ، لنعرف هل بالفعل اخترقت طائرة اسرائيلية الحدود المصرية وقصفت منطقتين مختلفتين بالتنسيق مع القياده في مصر كما قالت القناة الاولي الاسرائيلي ، وكما روي شهود عيان وكما شاهدنا في فيديوهات بثت علي يوتيوب للحظة الضرب قرب معبر رفح وجنود حرس الحدود المصريين يهربون من المكان ؟! ، أم أن الجريمة نفذتها الطائرة (الزنانة) الاسرائيلية التي تطير بدون طيار من طراز "هيرميس" ويمكنها القصف من منطقة الحدود دون العبور لداخل المجال الجوي المصري والتي أكد شهود عيان أنها تحوم حول المكان منذ 20 يوما وتراقبه ؟ ، أم هي عملية مصرية خالصة قامت بها قوات الجيش المصري ؟ أم لا يزال الأمر مجهولا حتي الان بدليل قول المتحدث الرسمي للقوات المسلحة (رغم نفيه انتهاك اسرائيل حدود مصر والتنسيق مع اسرائيل) أن عناصر القوات المسلحة لا تزال تقوم بتمشيط المنطقة المحيطة بموقع الانفجار ترافقها عناصر فنية وتخصصية "لجمع الأدلة للوقوف على أبعاد وملابسات ألحادث ؟! ، وقوله أنهم عثورا علي جثة واحدة في مكان القصف ثم ظهور أربعة جثث تم تشييعها بالفعل في سيناء ؟!ولا يجب أن نغفل ما قاله اللواء أ.ح عبد الحميد عمران الخبير العسكري و الإستراتيجي الذي أكد أنه بعد مشاهدة الانفجار الناجم عن قذيفة صاروخية من طائرة اسرائيلية بشمال سيناء يمكنه التأكيد أن القذيفة من نوع شديد الانفجار وغير تقليدي يستخدم فيها ال DIW وهو ما يعرف باليورانيوم المستنفذ وهو له اثر تفجيرى اكبر عشر مرات من نفس القذيفة بدونه كما أنها تعتبر عملية للتخلص من الوقود النووى الخاص بالمفاعلات واستخدمت في العراق و في البوسنة سابقا . وأكد ان تأثيرها الإشعاعي لا يقل عن تأثير القنبلة الذرية وأن اسرائيل بهذا تتخلص من النفايات النووية وستبقى سيناء فارغة غير مستغلة لعقود اذا ما استخدمت تلك القذائف بصفة مستمرة !!الشهادات التي نقلت عن مصادر عسكرية أو أمنية مصرية تؤكد أن القصف كان اسرائيلي وأن مصر لم تكن تعرف عنه شيئا أو أنه تم بالتنسيق مع قيادة الجيش ، وتؤكد أن من قتلوا هم أربعة لا واحد كما قال المتحدث العسكري ، كما أن بعضهم هم من المتربصين لعملاء الموساد في سيناء وفيما أبرز هذه الشهادات :1- نقلت وكالة "الأسوشيتدبرس" الأمريكية عن مسئولين أمنيين مصريين قولهما إن طائرة إسرائيلية دون طيار أطلقت صاروخًا على الشريط الحدودي مع مصر فقتلت 5 متشددين جهاديين محتملين ودمرت منصة صواريخ، وأضاف المصدران أن هجوم الطائرة كان بالتنسيق مع السلطات المصريه ،ان ما تواجهه مصر من تامر يستهدف امنها القومي هو بفعل ان جهات دوليه واقليميه ومحليه تسعى لتحويل شمال سيناء ليكون مركزا للمتشددين من مختلف دول الاقليم ، وان سيناء بمخطط المتامرين على مصر ان تصبح مركز للمتشددين وعصابات التهريب والهاربين من وجه العداله ، وان هناك جهات اقليميه وعلى راسها اسرائيل لها مصلحه في استنزاف قدرات الجيش المصري ، وان المخطط ليس وليد اليوم اذ قد نجحت هذه الجهات في استنزاف الجيش المصري ايام الرئيس مبارك وايام المشير الطنطاوي وايام الرئيس مرسي كما هو الحال الان وبضراوة تحت حكم ألرئيس عبد الفتاح السيسي. ،
في شمال سيناء ست مدن اهمها العريش و82 قرية ويسكن 11 نسمة فقط في كل كيلو متر مربع وعدد سكان ألمحافظة لم يصل بعد الى نصف مليون نسمة ، كما ان لسكانها لهجة تختلف عن اللهجة المصرية الدارجة . وقد كان الاحتلال الاسرائيلي لهذه المنطقة هو السبب الاساسي لكل ما تعانيه الان من توترات وتهريب وقتل وجهوية . ولا يحتاج الامر الى اثباتات تقود الى ان الاحتلال الاسرائيلي لسيناء وما اعقبه من اطماع اسرائيلية جعل الوضع في هذا الحال.
امن سيناء لا يخص مصر وحدها وإنما تتأثر به السودان وليبيا والسعودية والأردن الى جانب فلسطين, ولكن في جزئية التعاون الامني المصري الفلسطيني ؛ الامر ممكنا وان طرائق تنفيذ ذلك يستطيع تحديدها مجلس الامن القومي الفلسطيني وقيادة الجيش المصري. وهي فرصة لقلب الصورة ونزع التوتر وفتح معبر رفح بحيث تكون التنظيمات الفلسطينية جزءا من اخلاقيات هذا التعاون الامني لإعادة ضبط الحدود وتحويل سيناء الى جنة التجارة الحرة وإعادة الاعمار والسياحة. لكن جل اهداف اسرائيل هو اغراق الجيش المصري بمشاكل سيناء ضمن عملية الاستنزاف التي تشهدها المنطقه ، وان اسرائيل التي تسيطر على ثلثي سيناء من ممرات متلا والجدي تؤكد ان من يعبث بالأمن القومي هو اسرائيل وليس الفلسطينيون ، ان الازمة الداخليه المصري والصراع الداخلي المصري ينعكس على الوضع الفلسطيني حيث ان هناك من له مصلحه في تازيم العلاقات مع الفلسطينيين والدفع بالوضع لحمى الصراع ، وما تقوم به قوات الجيش المصري عقب استهداف قوات الجيش المصري في بني زويد وشمال سيناء وتحميل الفلسطينيين للمسؤولية وتفريغ منطقة شمال سيناء المحاذيه لقطاع غزه من السكان يحقق الهدف الاسرائيلي اصلا لإفراغ سيناء من سكانها ، هناك خطأ في التقديرات والحسابات وهناك من يعبث بأمن مصر من المصريين انفسهم وهناك طابور خامس له مصلحه بتوتير العلاقات مع الفلسطينيين من خلال الحملات الاعلاميه ، حيث ان بعض الاعلاميين المصريين يتعمدون في حملاتهم الاعلاميه تحميل الفلسطينيين لأحداث سيناء ضمن استهداف يستهدف محاصرة الفلسطينيين في قطاع غزه بما يحقق امن اسرائيل ، ان فرض المنطقه العازله مع قطاع غزه لن يحقق الامن للمصريين كما انه لن يحقق امن واستقرار سيناء إلا اذا عدلت مصر اتفاقية كامب ديفيد وبسطت كامل سيطرتها وهيمنتها وسيادتها على كامل سيناء ، وعلى القياده في مصر ان تعيد حساباتها وفق ما يحقق لمصر موقعها الاقليمي والدولي لتعود مصر لموقعها العربي والاسلامي ودعمها لحركات التحرر العربي وقوى المقاومه بعيدا عن اية ضغوطات تمارس على القياده المصريه لحرفها عن اولوية القضايا العربيه والاقليميه.