بعد سنوات من رحيله اتضح بأن الرئيس أبو عمار لم يموت فهو لازال حياً "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم "في يوم 11/11 غاب القائد والأب الرمز الخالد الكاسر الجاسر ألياسر أبو عمار .. الرجل الذي قال شهيداً شهيدا شهيداً ونالها .هذا الرجل الأسطورة عاش معنا منذ طفولتنا ولدنا وماسمعنا عنة ولأزلنا وسنبقي نسمع عنة قائداً ولازال يتذكره الملايين فالطفل ينظر للكوفية برمزيتها لأبي عمار .. والشباب ينظرون للمستقبل بذكرى أبو عمار والتيمن بخط سيره .. والنساء لن ينسين ذلك الرجل لم يسمح بأن تنهان امرأة في عهدة منذ عقود ولن يجرؤ احد أن يهين امرأة.... يذكره العمال في فقرهم وحرمانهم.. يذكره الطالب يذكره المعلم والفلاح ويذكره الشيوخ والرجال حتى الأعداء يتذكرونه في صموده وعنفوانه أمامهم قائد ومقاتل شرس في المعارك ورجل سلم وسلام الشجعان كما كان يقول.
عندما نريد أن نسرد حكايات الأبطال و الرجال المؤسسين والقادة العظام من قادة الثورة الفلسطينية وعندما نريد أن نخلد ذكرى رجل سار على نهجه أجيال يجب علينا جميعا أن نعلم بأننا لا نتحدث عن إنسان عادي فنحن نتكلم ونتحدث عن رمز من رموز النضال وقائد من القادة العظام , ورائد من رواد الفكر الثوري .فهناك نظرية في التاريخ تسمى نظرية البطل. وتعني أن الأحداث الكبرى في التاريخ من صنع أبطال وهبهم الله والطبيعة ما لم يهبه لغيرهم من البشر. فهم الذين غيروا مجرى التاريخ ووجهوه الوجهة التي أصبح عليها الآن أو سيصبحون عليها غدا. إنهم أفراد يسيرون والعظمة تسير في ركابهم وهي بادية على أفكارهم وأعمالهم وملامحهم، فما على الآخرين سوى الاقتداء بهم وخدمتهم.وسواء أكانت النظريات صحيحة أو باطلة، كلها أو بعضها، فإنها قد ظهرت في عصر القوميات والاشتراكيات. ثم جاء من تحدى هذه النظرية وطعن فيها وجعل حراك التاريخ يعود إلى الشعوب صانعة الأحداث وقاهرة الجبابرة، أما الأفراد فهم خلاصة لهذه الشعوب في حركاتها وفي ثوراتها الزلزالية فأبا عمار أحدث زلزالا في عصر القيادة والعظماء..فمهما كتبنا لم ولن نجد في قواميس اللغة العربية كلمة تفي هذا الرجل حقه ولو بحثنا في كتب البلاغة جميعها لم نجد صيغة بلاغية تشبيهيه نشبه بها هذا الرجل من بداية حياته حتى استشهاده حتى جنازاته حتى ذكراه حتى سيرته لازالت عالقة في كل بقعة علي هذا الوطن ...
فقليلة هي الشخصيات التي تصنع التاريخ وقليلة هي الشخصيات التي تبقى راسخة في القلوب والوجدان , والشهيد/ ياسر عرفات " أبو عمار " من علم الرجال كيف تصنع الثورات وكيف يصنع التاريخ وليس السير في ركبه . هذا هو ياسر عرفات الذي صنع الثورة وحول شعبا من أناس يحملون كارت التموين وشعب يبحث عن خيام تؤويه إلى شعب مناضل يبحث عن وطن وأرض وشعب له هوية , أبو عمار جعل من كوفيته رمزا يرتديها كافة أحرار العالم .لم يكن أبو عمار في حياته مجرد مناضلا حاملا بندقية فقط ، بل عمل على إرساء أسس ودعائم الدولة الفلسطينية بدءا من دوائر منظمة التحرير وانتهاء بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية على ارض الوطن. وحول القضية من قضية لاجئين إلي قضية محاربين .. واليوم نقول إن الشعب الذي عاش عقوداً من الزمن مع اسم أبو عمار وتحت قيادته مني بخسارة لا تعوض بفقدانه هذا القائد الذي ترك بصماته على كل خطوة من خطواته.فعلينا نذكره كرجل سجل أروع ملاحم الصمود أمام الحصار .. نذكره كصاحب نظرية وتجربة سياسية وشخصية قوية قال كلمته في كل مكان وعبر بصدق عن القضية.. أبو عمار سقط شهيدا من أجل فلسطين ولم يضعف ولم يبع ، وأسس بقوة وحزم لمستقبل الدولة الفلسطينية ، وكان عنوانا للوحدة الوطنية والشريك الحقيقي برغم كل ما أحيك حوله من مؤامرات وما واجه من تعثر وخروج عن سياسته وتعكير لإستراتيجيته ، وكم خرج عليه الضعفاء وشككوا بتجربته وبسياسيته لكن التاريخ أنصفه والشعب ما زال يعتز ويفتخر بالقائد الخالد صاحب البدله العسكرية . .فلازال القائد حي لم يموت في قلوبنا جميعاً فهو موجود في جدران القلوب وجدران بيوتنا .