ما تشهده سوريا هو نتيجة صراعات دوليه وإقليميه بعيده عن مصالح السوريين ، وان محاولات الترويج ان هناك ثوره في سوريا ان هي إلا خدعة كبرى حاولت قوى دوليه وإقليميه تسويقها عبر وسائل الاعلام ، هذا الكم والعدد الكبير من المجموعات المسلحه العامله في سوريه ومن جنسيات مختلفة وغالبيتها تخضع لولاءات غير سوريه وتأتمر بأوامر مشغليها لخدمة اهداف محاور اقليميه في المنطقه ضمن مخطط يستهدف اضعاف الدوله السوريه وتقسيمها لدويلات عرقيه مذهبيه خدمة وتوطئة لخدمة امن اسرائيل في المنطقه ، تناقض المصالح بين المحاور الاقليميه انعكس على استمرارية ألازمه السوريه والاضطرابات التي تشهدها المنطقه العربية ضمن مسعى لاستدامة الفوضى الخلاقه بحسب تعبير وزير الخارجية الامريكي السابقه كوندليزا رايس وعضو الامن القومي الامريكي ، فشلت امريكا في تسويق مشروعها للإسلام الذي حاضنته تركيا بزعامة رجب طيب اردغان ، بسقوط نظام مرسي في مصر وجدت امريكا نفسها بمأزق وان التمحور الاقليمي نتيجته صراع المصالح الذي تشهده المنطقه حيث رفضت تركيا الانضمام للحلف الاقليمي بقيادة امريكا لمحاربة داعش وان السعوديه تسعى لترسيخ وجودها الاقليمي بقيادة التحالف الاقليمي بغياب مصر وانشغال سوريا بأزمتها الداخليه ، وان الصراع على النفوذ للمجموعات المسلحه في سوريا بات واضحا بين تركيا وقطر والسعودية وحلفائها من جهة اخرى وان المحاولات التي تسعى اليها تركيا والسعودية لتدريب ما تسميانه معارضه معتدلة سوريه تصطدم بوقائع ومتغيرات على الارض السوريه والجغرافية السوريه بثبات الجيش العربي السوري ونجاحه في مواجهة المجموعات السوريه ومحاصرتها ، ألاستراتجيه الامريكيه لمحاربة داعش تصطدم بمأزق كبير نتيجة التناقض في المصالح الاقليميه ، وان الاستراتجيه الامريكيه لمحاربة داعش تصطدم بصراع المصالح التي تتقاطع مصالحها مع داعش وجبهة النصره ، لم تنجح امريكا في مخططها لايجاد معرضه معتدله وفق المقاييس الامريكيه نتيجة تناقض الاهداف والمصالح المنضوية تحت التحالف الامريكي لمحاربة داعش ، وان الرئيس الامريكي بعد اخفاقه وعد الكونغكرس بعرض ما سماه خطة ثانية لتدريب وتسليح معارضه معتدله وهو ما زال غير متيقن من ايجاد مجموعه تحظى بثقة واشنطن بحسب تصريحاته المتكرره عما وصفه استراتجية امريكا طويلة الامد لمحاربة داعش ، الجنرالات الامريكيين يصرحون ان استراتجية الرئيس الامريكي اوباما تتمحور في ان امريكا لا تريد توسع داعش ولا تمدد النصره وهي بانتظار الحصول على صفقه بين حلفاء امريكا ، تركيا ترى مصالحها مع داعش وهي ترى داعش ظاهرة طبيعيه وليست خطرا قائما بذاته ، وان تركيا تسعى لتحقيق هدفها في ايجاد المنطقه العازله والامنه لاقامة معسكرات لتدريب المعارضه بموازاة ذلك تدعم السعوديه في انشاء جبهة اسلاميه تنضوي تحت لوائها فصائل عدة وان هذا التناقض في المصالح يؤكد ان ما تتعرض له سوريا بعيد عن مصالح السوريين ، رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلوا الذي كان يشغل سابقا وزير الخارجية التركي عراب المشروع الامريكي الصهيوني واحد اهم المسئولين الاتراك الداعمين للإرهاب على سوريا والذين يدعمون المجموعات المسلحه ويقدمون التسهيلات لهذه المجموعات طمعا في بسط الهيمنه والسيطره على سوريا والشعب السوري ، يعلن عن تخوفه من تمكن الجيش العربي السوري من استعادة حلب خوفا من ان تتكشف حقيقة الدور التركي في الارهاب الذي مورس ضد حلب واستعمال الاسلحه المحرمه دوليا وان تتكشف حقيقة السرقات للمعامل السوريه في حلب الى تركيا ومساعدة تركيا في ذلك ، احمد داوود اوغلوا يحرض على ضرب الجيش العربي السوري من قبل قوات التحالف داعيا الى اسقاط الدوله السوريه ، وفي تصريحات اوغلوا للصحفيين مساء الثلاثاء بعد الاجتماع مع كبار قادة الجيش التركي قال نحن نراقب التطورات في حلب بقلق ورغم ان المدينه ليست على وشك السقوط حسب توصيفه فإنها تحت ضغط شديد وان مصدر تخوف اوغلوا في حال عادت حلب الى حضن الدوله السوريه فان ازمة لاجئين كبيره سوف تنزح الى تركيا بحسب ادعائه ومن اجل هذا تسعى تركيا لإنشاء المنطقه العازله بمنطق رئيس الوزراء التركي الذي تنتهك حكومته السيادة السوريه وتخرق القوانين الدوليه وتسهل عبور المسلحين الى سوريا ، تركيا لم تكتفي اقتطاعها للواء الاسكندورنه بموجب اتفاقيات الحرب العالميه الثانيه فهي تطمح للاستيلاء على المزيد من الاراضي السوريه وبسط هيمنتها عليها وهي عيونها على حلب وادلب ، وكذلك الحال مع الدول المناكفه للدور التركي ، هذا التناقض في المصالح والتخوف الامريكي من مجريات احداث المنطقه وصمود سوريا بمحورها الدولي والإقليمي دفع الرئيس الامريكي اوباما بتوجيه رسالة الى مرشد الثورة الايرانيه خامنئي يدعوه فيها للمشاركة في حرب داعش ، وهذا ما يجعلنا امام تقاطع في خيوط اللعبه الاقليميه وأمام مراجعه امريكيه لسياستها في المنطقه وربما اعادة تحالفاتها الاقليميه وفق مستجدات تغير موازين القوى الاقليميه بعد فشل النظام العربي بتحقيق اهداف امريكا للحفاظ على المصالح الامريكيه الغربيه في المنطقه.