بصراحة ..للجميع !!

بقلم: وفيق زنداح

تحدثنا بالعديد من المقالات ان احوالنا ليست علي ما يرام ...وان علاقاتنا الداخلية لا تسير بحسب ما نتمنى ونرغب ...وان استهدافنا من قبل عدونا الاسرائيلي لا يتوقف ...بل تتصاعد وتيرته كلما اقتربنا من انهاء انقسامنا وتولي حكومة التوافق مسئولياتها وبسط نفوذها علي كافه ارجاء القطاع .
تحدثنا كثيرا ان هناك هشاشه بالعلاقات....واننا علي جاهزية تامة لإطلاق الاتهامات...في ظل التجاذبات والحملات الاعلامية وردود الافعال ومحاولة الإساءة لبعضنا البعض ...في ظل مناكفات سياسية ...وجدل عقيم ..واستباحة لا مبرر لها للفصائل والقيادات ...حالة من الفلتان الاعلامي وسوء استخدام المفردات الاعلامية للتعبير عن الآراء والمواقف ...مما انعكس بالسلب علي واقعنا وما يمكن أن يستغل من قبل فئة متربصة لا تريد خيرا لهذا الوطن ,,,فئة انزعجت من أن تمضي المصالحة علي طريق انهاء الانقسام ...فئة أزعجها كثيرا تشكيل حكومة توافق بما يتعارض مع مصالحها وأنانيتها ومكاسبها الشخصية ...فئة منفلتة لا واعز ولا ضمير يحكمها ....ولا قيود علي أفعالها ...ولا قانون يحاسبها ...كل شى مباح ومستباح في ظل التجاذبات والمناكفات والفوضى الاعلامية التي أوصلتنا الى حضيض الواقع ...ومأساة المشهد ..وسوء الصورة التي أصبحنا عليها .
محاولة ادخالنا في دهاليز وأنفاق مظلمة واضاعة الوقت في الدفاع والتبرير عن سلامة ساحتنا الفلسطينية وخلوها من الارهابيين ...وأن كل ما هو موجود داخل القطاع مقاومين بواسل أشداء ذو بأس عظيم ...قاوموا المحتل الاسرائيلي ..ودافعوا عن أرضهم وشعبهم وكرامته الوطنية ...مقاومة تتطلع لحرية الارض والمقدسات واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ... وأن هذه المقاومة الباسلة والشريفة والتابعة لكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي لها رسالة واضحة وثابتة ...أن سلاح المقاومة لمواجهه العدو الصهيوني ...ورفض استخدامه لصراعات ومنازعات لا طائل منها ...ولا مردود لها الا المزيد من التراجع والضعف ...وافساح المجال لعدونا المتربص بنا لتنفيذ مخططاته التأمرية وارباك جبهتنا الداخلية ...واضعاف وحدتنا الوطنية ..هذه الرسالة المقاومة التفت الجماهير حولها ....هذه الجماهير التي دفعت من دمها وارواح أبنائها وممتلكاتها ثمنا باهظا من أجل نصرة قضيتنا و مقاومتنا وانتصارها وانجاز مشروعنا الوطني القائم علي الحرية والكرامة والاستقلال وحقنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وانهاء كافة اشكال هذا الاحتلال الجاثم علي صدورنا وازالة كافة المستوطنات وانهاء الاحتلال الظالم والجائر علينا وانهاء كافة أشكال الحصار .
ما حدث من تفجيرات صوتية هدفها يخرج عن اطار ما كنا نقصف به من عدونا المجرم والغاصب لأرضنا ...تفجيرات لمنصة زعيمنا وقائدنا ورمزنا الشهيد ياسر عرفات استهداف واضح لكافة الشهداء ورموز نضالنا الوطني ...كما أن استهداف قادة حركة فتح في قطاع غزة استهداف لكافة قيادات فصائل العمل الوطني والاسلامي ...هذا الاستهداف المدان يهدف للإساءة وتشويه الصورة واثارة الفتنة ووقف عجلة المصالحة واعاقة عمل حكومة التوافق وتعطيل عملية اعادة الاعمار وكما ويستهدف الى اطالة أمد حل المشاكل العالقة علي طاولة المصالحة وطاولة حكومة التوافق ونشر حالة من اليأس والاحباط ...وتراجع المعنويات داخل نفوس المواطنين التي اساءهم هذا الفعل المدان والمرفوض وطنيا وأخلاقيا ودينيا .
محاولة ايهامنا وخداعنا أن داعش من يقف وراء هذه التفجيرات يجعلنا أمام منزلق خطير يصعب الخروج منه ..وأمام معضلات يصعب علينا ايجاد الحلول لها.... وتشويه لصورتنا المقاومة واعطاء المزيد من المبررات والذرائع للاحتلال الاسرائيلي ...وان ما كان يدعيه من اكاذيب وافتراءات انه يحارب داعش كما التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ... لنجد أنفسنا أمام العديد من التساؤلات حول من الذي أعطي هذا الكرت المفتوح حول داعش لتبرير وخلق ذرائع لإسرائيل لشن عدوان جديد علينا ؟؟ وما المصلحة الوطنية العليا بأن يقال ان داعش وراء التفجيرات ونحن نعرف بأن ليس هناك داعش بالقطاع ؟؟ ولماذا نسقط سيناريو المصلحة الاسرائيلية في تخريب المصالحة واثارة الفتنة والتخريب علي المفاوضات غير المباشرة لتثبيت التهدئة والاستجابة للمطالب الفلسطينية ومحاولة ضرب النسيج الوطني للمجتمع الفلسطيني ؟؟ كما لا نسقط احتمالية وجود فئة متطرفة لا يروق لها تحقيق المصالحة ما بين حركتي فتح وحماس وبسط هيمنة حكومة التوافق لولايتها علي المحافظات الجنوبية ؟؟ تساؤلات كثيرة وستكون لنتائج التحقيق شواهد واثباتات علي من فعل هذه الفعله المدانة من الكل الوطني .
محاولة ارباك الساحة الفلسطينية بأكثر مما هي عليه مصلحة اسرائيلية ...ومصلحة لكل من لا يري في المصالحة والوحدة الوطنية خيارا بالنسبة له .
وايجازا للفكرة المراد ايصالها من خلال هذه المقالة سأختصره بالنقاط التالية :
أولا : حركة حماس وبحكم مسئوليتها الأمنية علي القطاع مطالبة بالكشف عن حقيقه ما جري والقبض علي الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة بعد أن اثبتت الحركة ادانتها الواضحة لهذا الفعل الغادر .
ثانيا: حركة فتح مطالبة بالتريث وعدم اتهام أحد حتي يتم الكشف بنتائج التحقيقات والاطلاع عليها وتحديد مسئولية من قام بهذا الفعل الجبان.
ثالثا: القوي الوطنية والاسلامية ملزمة بحكم واجبها ومسئولياتها وحرصها علي الوحدة وتماسك الجبهة الداخلية بالإدانة الواضحة والصريحة وهذا ما تم بالفعل ومنع اي محاولة لتمرير المخططات الاسرائيلية التي تستهدف جبهتنا الداخلية واضعاف مقومات قوتنا .
رابعا : ان ما حدث من فعل جبان مصلحة اسرائيلية مائه بالمائة ولا مصلحة لأي فصيل ان يكون مشارك او متواطئ في ضرب وحدتنا والاساءة لصورتنا في ظل واقع لا زالت تحدياته ومصاعبه بأكثر من قدرتنا.
خامسا : لدينا من الملفات والمشاكل ما يزيد عن الحد الذي نستطيع تحمله وايجاد الحلول له ... وبالتالي لا نري في هذه التفجيرات اي مصلحة داخلية لأي فصيل سياسي .
سادسا : القدس تنهب ..والمقدسات تستباح ..والاستيطان ينتشر كالسرطان ونحن في ظل هبة نصرة القدس والاقصي لمنع المخططات الاسرائيلية لا يعقل لعاقل أو وطني شريف ان يقبل بمثل هذه التفجيرات المدانة من شعبنا وقواه السياسية .
سابعا : صورة المشهد العام الفلسطيني وعلاقتنا بمصر الشقيقة وأن يكون داخل القطاع داعش أو غيرها يسئ لنا ويضعنا في موقف لا نحسد عليه في ظل الجرائم التي ترتكب في سيناء من قبل جماعات متطرفة .
ثامنا : اسرائيل المحتلة لأرضنا والتي تطلق تصريحاتها وأكاذيبها أن حل المشكلة الفلسطينية لا يتم بالانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية حتى لا تكون داعش وحزب الله وايران وأنه لابد من وجود أمني اسرائيلي داخل هذه الدولة وهذا ما يضع علامات استفهام كبري حول المصلحة من احداث مثل هذه التفجيرات المدانة والحديث ان من يقف وراءها داعش ...أليس في هذا مصلحة اسرائيلية ؟؟
تاسعا : مقاومتنا الباسلة وفصائلنا المقاومة تتهم صباح مساء بأكاذيب وافتراءات اسرائيلية بصفة الارهاب ...حتى ان الرئيس محمود عباس يتهم بالتحريض والارهاب فهل نأتي بالقول بأن لدينا داعش وهي تقوم بتفجيرات لمنازل قادة ومناضلين من قيادات حركة فتح أليس هذا مصلحة اسرائيلية ؟؟
عاشرا : فصائل العمل الوطني والاسلامي وبمجموعها والمنتمين لها والمناصرين وقواعدها الجماهرية عمدت مسيرة كفاحها ونضالها وجهادها بعشرات الالاف من الشهداء والجرحى فلا يعقل أن من قدم الشهداء يستهدف منصة رمز الشهداء ويستهدف حركة الشهداء فهذا لا يقبله عقل أو دين .
عناويننا وأولوياتنا الوطنية لا تقبل بهذه الافعال المشينة ... لأن عناوين فعلنا النضالي صوب فلسطين وحريتها ...صوب كرامتنا وتحقيق ثوابتنا ...صوب وحدتنا وتماسكنا الداخلي ...صوب قدسنا ومقدساتنا ...عناوين نضالنا انهاء الاستيطان والحصار والاحتلال .
عناويننا الوطنية واضحة ومعروفة ومجمع عليها ...أما أن يخرج علينا فئة ضاله مدانة بفعلها ...أن يخرج علينا خفافيش الظلام بعمل جبان لا يتسم ببطولة أو شجاعة بإحداث تفجيرات هنا وهناك في منتصف الليل فهذا العمل الاجرامي يسئ لنا ويضعف موقفنا ويثير الفتن بداخلنا وهذا ما لا يقبل به كل وطني شريف .
حقا لقد أخطأ الفاعلون ....باستهداف حدث كبير تلتف من حوله الملايين...وهذا بصراحة للجميع .
الكاتب : وفيق زنداح