عمليات الدهس والثمن القادم

بقلم: فهمي شراب

إن تكرار عمليات الدهس التي قام بها فلسطينيون ضد جنود ومستوطنون يهود في القدس هي عبارة عن رد لعمليات دهس سابقة ليهود ضد أطفال فلسطينيون، ورد على اقتحام المقدسات الفلسطينية وتدنيس المستوطنين لباحات الأقصى والتنكيل اليومي للفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية الكثيرة، ونقاط التفتيش في كل مكان في الضفة الغربية والقدس. إن هذه العمليات أثلجت صدور الأمهات الثكلى والآباء الفلسطينيين المكلومين على أولادهم الذين قتلوا وجرحوا واعتقلوا على يد الجيش الإسرائيلي، إن هذه العمليات رد فعل عفوي وطبيعي على الجرائم التي ترتكب على أيدي المستوطنين والجيش الإسرائيلي وسط قناعة بان العرب والنظام العربي عاجز ولن يفعل أو يقدم شيء..
عندما حرق المستوطنون الطفل " محمد ابو خضير"، انتفضت غزة، واتسعت دائرة ردود الفعل الفلسطيني الإسرائيلي في غزة حتى وصلت إلى مستوى الحرب، أيضا،، ان المردود لا يذهب سدا، فان مشاهد القتل والقصف والدمار المروع في غزة و التي عرضتها وسائل الإعلام والقنوات كان لها ابلغ الأثر في عقول وقلوب وضمائر أهلنا في جميع المناطق الفلسطينية، بما يشمل القدس، وان الشاب الذي يقوم بدهس جنود ومستوطنين تكون تلك المشاهد ماثلة أمام ناظريه، مترسخة في قناعاته وعقله الباطني، وتدفعه للتضحية من اجل الثأر المتأصل في دم الإنسان العربي، لان الإنسان العربي المسلم لا يرضى بضيم ولا يعيش بدون كرامة "Dignity" ،، هذه المعادلة لا يزال لا يفهمها اليهودي أو يتجاهلها.
إن مباركة الفصائل الإسلامية لتلك العمليات، و الترحيب الكبير والتعاطف الواسع من الأهالي والمدن الفلسطينية والإعلام الفلسطيني والعربي لتلك العمليات سيشجع كثير من الشباب في القدس، ومناطق تماس أخرى مع إسرائيليين لتنفيذ مثل هذه العمليات في القريب. هذه العمليات – التي سجلت عجزا إسرائيليا- تعتبر بمثابة الفكرة الأولية والشرارة الأولى ""First Spark لتنفيذ كثير من هذه العمليات التي ليس لها أي حل إسرائيلي Unsolvable" ". لن تنفع قبة حديدية ولا أجهزة الأمن والاستخبارات، ولا بنادق ولا أي سلاح أمام سيارة كبيرة عريضة تسير بسرعة 120 كيلو في الساعة في إحدى الشوارع وتنعطف " تنحرف فجأة" لكي تأخذ في طريقها "غير مأسوف عليهم" أربعة أو خمسة أو عشرة أشخاص من اليهود إلى حيث مثواهم الأخير.
إن هذه العمليات جزءا من الثمن الغالي الذي سيدفعه الإسرائيليون نتيجة ما شنوه من حروب على غزة وأهلنا في كل فلسطين. والقادم أسوأ.