مع حلول الذكرى العاشرة لرحيل الشهيد ياسر عرفات يتذكر شعبنا انجازات القائد الشهيد على مدار سنوات نضاله والتي كرسها فكراً وممارسة لتكون قاموس دلالة الشعب الفلسطيني وبوصلته نحو الغايات والاهداف التي أسس لها القائد الشهيد ياسر عرفات. ان من لا يقرأ التاريخ الفلسطيني جيداً لا يستطيع الوصول الى قرارات حاسمة بما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية وخاصة ان جوهرها بالاساس قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا بالقوة عن ارضهم ووطنهم الام فلسطين.
لقد استشعر الرئيس الراحل حجم معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة النكبة سنة 1948 وأصر منذ نعومة أظافره على أن يقاوم المحتل الغاصب بكل الوسائل المتاحة لتحقيق حق العودة لكل اللاجئين افراداً وجماعات. نعم استطاع ياسر عرفات ان ينشئ حركة فتح في 1/1/1965 مع باقي اخوانه الاحياء والشهداء لتكون شرارة العمل الوطني الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال ... بدأ ابو عمار مشواره النضالي مسلحاً بتأييد ابناء شعبه ليحقق لهم الحلم الواقعي بتسلم حركة فتح بطرق ديمقراطية منظمة التحرير الفلسطينية الذي استطاع من خلالها تثبيت القضية الفلسطينية على مستوى العالم كشخص من اشخاص القانون الدولي لتكون حركة تحرير عالمية معترف بها حسب الاصول والقوانين الدولية.
استطاع ياسر عرفات ان يجعل من منظمة التحرير الفلسطينية قناة حوار العالم مع فلسطين منذ اوائل السبعينات عندما بدأت دول العالم بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وفتح مكاتب دبلوماسية لها نتيجة موقعها القانوني كعضو مراقب في اعمال هيئة الامم المتحدة بمختلف فروعها ووكالاتها المتخصصة.
عرفات الشجاع استبسل في صد غزو اسرائيل للبنان في بداية الثمانينات واتخذ قرارات هامة منها الانتقال الى تونس بهدف العودة الى ارض الوطن وتحقيق هذا الحلم في 1/7/1994م ... اما قبل ذلك فقد حقق اعلان الدولة الفلسطينية في 15/11/1988 على ارض الجزائر باقرار وثيقتين في الدورة الاستثنائية في المجلس الوطني واعلان الاستقلال والبرنامج السياسي .. مما حذا بأغلبية دول العالم أن تعترف باعلان استقلال فلسطين ومنذ ذلك التاريخ والاعترافات الدبلوماسية تتزايد حتى أن اصبحت منظمة التحرير الفلسطينية في نظر الامم المتحدة دولة مراقب واحتفظت بنفس الامتيازات التي كانت قد تحصلت عليها منظمة التحرير الفلسطينية .
وفي أواخر الثمانينات من القرن المنصرم فتحت الولايات المتحدة الامريكية قناة اتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية وقد تم عقد مؤتمر مدريد في اواخر شهر كانون أول سنة 1991 حتى توجت جميع المفاوضات السرية الى اعلان المبادئ الذي وقع في واشنطن بتاريخ 13/9/1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل وتوالت بعد هذا التاريخ الاتفاقيات والمذكرات الاخرى بين الطرفين في الاعوام التالية 1994 – 1995 – 1997 – 1998 – 1999 حتى اصطدمت مباحثات كامب ديفيد سنة 2000 بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتي فيها رفض القائد الرمز القرار الذي ينتقص من حقوق الفلسطينيين وعاد الى ارض الوطن لتندلع الانتفاضة الثانية سنة 2000.
وبقي ياسر عرفات متمسكاً بحقوق شعبه رغم الحصار الذي تعرض له ليستشهد بتاريخ 11/11/2004.
نعم عاش ياسر عرفات واقفاً واستشهد واقفاً ليقول للعالم اجمع بأن فلسطين للفلسطينيين .. أما للاسرائيليين فقال ياسر عرفات بأن يديه ممدودة للسلام لكن بشرط احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الاراضي المحتلة في الرابع من حزيران سنة 1967، حق عودة اللاجئين وفقاً للقرار 194 لسنة 1948 والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.
رحم الله القائد الخالد في قلوبنا ياسرعرفات