"غزة بين القائم والقادم"

بقلم: كمال الرواغ

كان لزاما على حركة حماس أن تضع يدها بيد حركة فتح وتحيي الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد ياسر عرفات وهذه المسيرة الوطنية الملحمية للرمز أبو عمار لأسباب كثيرة وأهمها تعزيز المصالحة الداخلية بينها وبين حركة فتح وبين الكل الوطني لان أبو عمار رمز وطني فلسطيني كبير حمل راية الثورة والتحرير بعد النكبة هو وإخوانه ورفاقه الكبار الذين شكلوا ناقوسا مضيئا في مسيرة شعبهم وأمتهم، وهنا لماذا حركة حماس دائما عندما تسنح لها الفرصة تضيعها وتأبى أن تكون في صورة المشهد الوطني.. ؟
كذلك ستفتح حركة حماس أفق للتعاون والشراكة مع الرئيس وحكومته، ولتمضي اللجان المختصة والمكلفة في حكومة التوافق الوطني قدما في إجراءاتها الإدارية والفنية في توحيد الهياكل الوظيفية بالشكل القانوني المتفق عليه في اللقاءات والاتفاقات السابقة .
كما أنها ستعيد شحن المخزون الوطني والتنظيمي لحركة فتح لتكون أكثر استعدادا
لمواجهة الأصعب مع العدو الصهيوني إذا ما فكر بالعودة للاسقواء على غزة وأهلها، أما غير ذلك فهو يصب في مصلحة العدو وأذنابه ومرتزقة الانقسام
وصفعة قوية لجهود المصالحة الوطنية الداخلية، ولربما ينهار بعدها ما جرى التوافق والاتفاق عليه، وسيفتح النار على غزة من كل الجبهات ومن جميع الاتجاهات فالجارة مصر لا تخفي اتهاماتها لغزة من إيواء للقتلة والارهابين والمطلوبين الذين يعبثون بأمن مصر .
فهذا سيعزز هذه الاتهامات وسيجعل مصر تمضي قدما بإجراءاتها الأمنية على الحدود مما سيفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي وإعادة الأعمار في قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا .
المطلوب الآن من حركة حماس إذا كانت صادقة بتصريحاتها أن تعلن وتقدم من أفشل أحياء هذه الذكرى الوطنية الخالدة لأبناء شعبنا وقيادته ، إذا كانت حريصة على المصلحة الوطنية ومازالت متمسكة بالوحدة الوطنية وعكس ذلك ستبقي الساحة الغزية هشة عرضة للفتن والمؤامرات ومزيدا من الحرائق والذهاب في المجهول .