الاعلام العربي.. والارهاب !!

بقلم: وفيق زنداح

وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء تعتبر من الوسائل الضرورية لبناء الرأي العام وتصويب توجهاته وتفنيد ما بداخل هذا الرأي العام من أفكار متطرفة وتكفيرية لا تعبر بالمطلق عن تعاليم ديننا الحنيف وموروثنا الثقافي والاجتماعي وما تربينا عليه عبر أجيال متتابعة زرعت بداخل شعوبنا العربية والاسلامية سمات وصفات المحبة والتسامح والعدل والتعايش وأن تحب لأخيك كما تحب لنفسك .

الارهاب المستجد ...والفكر التكفيري والذي ظهر في الآونة الاخيرة علي الساحة العربية لم يكن بالأساس موجودا منذ عقود ...فما الذي وفر أرضية ومناخ هذا الفكر المنحرف ليقنع القلة القليلة من الشباب العربي ؟؟ ليس صحيحا أن الفكر التكفيري والمنحرف قد جاء نتيجة لأنظمة الحكم الشمولية أو لما يقال عنه الانظمة الدكتاتورية بل انتشرت هذه الافكار المريضة والمنحرفة في ظل شعارات الانفتاح والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني والتمويل الخارجي... حتي أن هذا الفكر التكفيري قد ظهر مع الاحتلال الامريكي للعراق وما شهدته الساحة السورية من تدخلات لقوي خارجية وما حدث علي الساحة الليبية ...وأن كل ما تم من فكر منحرف ومتطرف قد جاء علي خلفية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان والدعوة التي أطلقت في ذلك الوقت من أجل تحرير أفغانستان من الشيوعيين والذي تم استبدالهم بالأمريكيين الذين ساعدوا علي تهيئة أجواء ومناخات اعلان تنظيم القاعدة كتنظيم يحارب المد السوفيتي في أفغانستان هكذا كانت المقولات والشعارات المرفوعة في ذلك الوقت ومن ثم انقلب السحر علي الساحر... واصبحت القاعدة ضد أمريكا فأين اليوم تنظيم القاعدة ؟؟ بدأ يخفت ويتلاشي مع ظهور مسمي أخر وبصناعة أمريكية أخري تحت مسمي تنظيم داعش الذي لم يكن هناك أدني تمهيد يمكن رصده لهذا التنظيم في العراق وسوريا وليبيا وما كان يحدث من اشتباكات واقتتال بين جبهه النصرة في سوريا والقاعدة من جهة وداعش من الجهة الأخرى أي أن كافة التشكيلات الارهابية التكفيرية قد تصارعت وتقاتلت مع بعضها البعض ولا نعرف لذلك سببا يمكن أن يروج لهذا الاقتتال الا أنه محاولة لاظهار تشكيله جديدة وانصياع الاخرين لها حسب الاوامر والتوجيهات من مصادر التمويل والتسليح والتي اصبحت معروفة ويشار اليها عبر وسائل الاعلام .

تنظيم بيت المقدس التكفيري والارهابي والذي عرف عنه في شمال سيناء ما بعد ثورة 30 يونيو والذي أدي الولاء والطاعة لتنظيم داعش انما يؤكد أن الارهاب والارهابيين ذات تشكيل تكفيري منحرف ويمول ويسلح من ذات الاطراف التي أنشأت ومولت كافة التشكيلات الارهابية .

الارهاب بمجموعه الكلي والذي يرفع شعار الاسلام ..والاسلام منهم براء ..لان تعاليم ديننا الحنيف لا تدفع الي القتل والتخريب واسالة دم المسلمين وتدمير منشأتهم وممتلكاتهم واعاقة تقدمهم وضرب مقومات اقتصادهم ....الاسلام يدعو الي التكاتف والمحبة والتسامح والعمل من أجل البناء وليس الهدم ....أما أن يخرج علينا مثل هذه التسميات علي الساحة العربية انما يدلل بالملموس عن خطة تخريبية تتشكل وتنفذ وتمول بأيدي وبفكر وبأموال لا تريد للعرب أن تقوم لهم قائمة ...ولا يريدون للامه العربية أن تنعم بالاستقرار والامن والتقدم ...ولا يريدون لشعوب أمتنا العربية الاطمئنان علي حاضرها وبناء مستقبلها ....مخططات هدامة وقاتلة للانسانية ومبادئها ...قاتلة لروح المحبة والتعايش والتسامح والازدهار .

هذا الفكر التكفيري المريض والمنحرف يتطلب مواجهه اعلامية قوية لكشف زيفهم ..وابراز وجههم الحقيقي ..وعدم التسليم بهذا الارهاب الاسود ..بل حشد كافة الطاقات الفكرية والثقافية والدينية لمحاربته ووأده في مهده حتي لا يتنشر ويتغلغل في بعض نفوس شبابنا العربي استغلالا لظروف اقتصادية وثقافية وتعليمية لم تمكن بعض هؤلاء الشباب من امتلاك ناصية الوعي والقدرة علي التمييز ما بين الالتزام الديني ...وما بين الانحراف والتكفير الديني ...فالفرق شاسع وكبير ...وهذا ما يستوجب علي رجال الدين أن يتحركوا بصورة كبيرة وفعاله لتوضيح حقيقة الدين وتعاليمه وابراز مدي الجنوح الفكري المنحرف لبعض هؤلاء التكفيريين .

الاعلام العربي بكافة وسائله ورجاله مطالبين بالمزيد من الجدية والعمل علي محاصرة هذه الافة المرضية وهذا الفكر التكفيري المنحرف والذي جاء علي خلفية الشرق الاوسط الجديد وفكرة تقسيم المقسم ..وتجزئة المجزأ في اطار الفوضي الخلاقة بعد أن فشلت أمريكا وبعض اذنابها بالمنطقة من انجاح الربيع العربي وحججه الواهية وشعاراته الكاذبة ...والتي تأكد كذبها من خلال الديمقراطية المزيفة ..وحقوق الانسان ..وبعض مؤسسات المجتمع المدني والتي تأكد مدي ارتباطهم بالمشروع الامريكي الهادف الي احداث التخريب لنظام الدولة واسقاط الجيوش الوطنية ونشر مليشيات الموت والتكفير من خلال ما يسمي( بإمارات الموت ) التي لا تتسم بديننا الاسلامي الحنيف وسنة رسولنا الكريم وتعاليم قرأننا لكنه يأتي في اطار محاولات وهمية كاذبة تحت شعار الدين ..والدين برئ منهم ومن أفعالهم وجرائمهم .

الاعلام العربي بكافة أشكاله ووسائله مطالب بأداء دوره في محاربة الفتنه والحفاظ علي سلامة وتماسك الدول من خلال احداث توعية شاملة لمحاصرة هذا الفكر المنحرف والتكفيري والذي يسئ الي ديننا الاسلامي وما يحدثه هذا الفكر من تخريب وعدم استقرار من أجل اجهاض كافة المقومات الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية للشعوب العربية وزعزعة أمن واستقرار الدول ..فلقد جربوا ما يسمي بثورات الربيع وبعد كشف زيفها وارتباطها وتمويلها ارادوا أن يجدوا طريق اخر ....طريق الدم والقتل ومن خلال المليشيات التكفيرية التي تحمل شعار الاسلام استغلالا لطبيعة الشعوب العربية المؤمنة والموحدة ومدي تمسكها بالدين الاسلامي ...الا ان الشعوب قد أيقنت الفرق الشاسع ما بين الاسلام وتعاليم الدين الحنيف وسنه رسولنا الكريم... وما بين الخزعبلات والفتاوي التكفيرية والتي حتما ستسقط وتتهاوي ...وستنعم أمتنا وشعوبنا بالأمن والاستقرار والتقدم ...الا أن هذا يحتاج الي تحرك واسع لرجال الدين واستخدام المنابر لإيصال رسالة الدين الصحيح وحصار هذا الفكر التكفيري الهدام ..كما ويجب ايصال رسالة الدين الحنيف ومواجهه هذه الجماعات التكفيرية من خلال القنوات الدينية ذات الرسالة الاسلامية الوسطية كما القنوات الفضائية العربية وضرورة تنويع برامجها الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية ومخاطبة المواطن العربي لإحداث التوعية المطلوبة وألا يسمح لبعض القنوات القليلة التي تعطي غطاءا اعلاميا لهذه الجماعات التكفيرية والمنحرفة ومحاولة تضخيم وجودها ..كما يجب الاهتمام بكافة الوسائل التكنولوجية واستخدامها بما يحدث المزيد من التوعية ومن خلال متخصصين لكشف زيف وارهاب هذه الجماعات المنحرفة وسد الطريق عليهم .

لقد بات من الضرورة الوطنية والقومية للإعلام العربي أن يواصل كشف زيف هذا الفكر التكفيري حتي تتم محاصرة هذا الفكر المريض ومليشياته من خلال توضيح حقيقتهم ومصادر تمويلهم والجهات التي تقف وراءهم ومخططاتهم الحقيقية والتي لا علاقة لها بالدين ...حتي تنعم أمتنا وشعوبنا بالأمن والاستقرار والتقدم .