إذا ليست الانتخابات هي المخرج لأزماتنا كما يُشاع..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

بداية عندما تنشب الخلافات ،وتدب الفتن بين الإخوة أبناء الوطن والعروبة والأرض ..فهذا يعني إلى ضرورة مسح الغبار والأتربة وبسرعة ،وليس مجرد تنفيضها تلك .. التي تراكمت فوق القلوب ،والتي تحجرت وصارت بقايا نفايات .. وما عادت تستجيب لأي إشارات استغاثة قد تنقذ السفينة الجانحة وسط الأمواج الهائجة في عمق المحيط ..نحن واهمون إذا كنا نتصور أن النجاة والخلاص لأزمتنا الفلسطينية في ظل الأجواء التوتيرية،و التي نشهدها هذي الأيام أن الحل الوحيد والسحري هو الذهاب إلى الانتخابات أيا كانت صور تلك الانتخابات سواء أكانت تشريعية أو رئاسية أو حتى على مستوى انتخابات البلدية ..والسبب هو تلوث التربة أو البيئة التي تحول دون إتمام النمو لذلك الزرع في أرض الوطن ..رغم أن الفارق ليس بسيطا بين التربة ،وبين ما يدور بجوانحنا فالتربة إذا كانت تُعرّف من الجانب العلمي بأنها الطبقة السطحية من الأرض ،أما نحن فتربتنا عميقة ..غائرة كالجرح الدفين ..تسكن حنايا قلوبنا ..لذلك أسباب التلوث والغبار الذي أصابنا ليس بسبب ..دخول مواد غريبة كما في التربة العادية أو زيادة في تركيز إحدى مكوناتها الطبيعية بسبب المبيدات أو الأسمدة الكيميائية أو غيرها ،وإنما بسبب انعدام الثقة.. وعدم صفاء النوايا.. و حب المنصب والجاه والسلطان وبسبب مزايدة كل فريق على الآخر ..،حيث يتصور أطراف النزاع أن كل طرف منهم لو أمسك جميع الحبائل بيده لأنجبت لنا طفرة جديدة يمكنا أن نعرّفها بالعصا السحرية التي تنجي الشعب المقهور والمغلوب على أمره ،من الهلاك في لمح البصر.. والحقيقة الراسخة والواضحة.. وضوح الشمس هي إيهام الشعب والمعذبين الذين ينتظرون بصيص أمل يفتح لهم الآفاق للعيش بكرامة وحرية بأن نيرانهم جنة وجنة ما سواهم نارا ..ولكن الحقيقة المفجعة هي أن الناس المساكين صاروا حيارى لا يميزون الخبيث من الطيب فما أكثر الدجالين في أيامنا ..والذين يوهمون الناس بجبالهم الزائفة ظآنين أنها يمكن أن تعصمهم من الطوفان ..والعلاج الوحيد والفعال برأيي لحل تلك المعضلة وللنجاة هي صفاء النوايا والتي تبنى عليها كل شيء في حياتنا عندها فقط يمكن.. أن ترجع البوصلة الداخلية بقلوبنا وأنفسنا لتشير من جديد طالما كان اختيارنا هو الطريق إلى الله ورسوله بدلا من هجرتنا الراهنة لِدُنْيَا نصِيْبُهَا، أَو امْرأَة ننْكِحُهَا.. !!