مقال قديم ...وبدون تعليق .

بقلم: وفيق زنداح

يجب ان يكون هناك حدا فاصلا بين (المجاملة) في سياقها الطبيعي .... وما بين (النفاق) الذي يفوق التوقع وطبيعة المواقف والاحداث والعلاقات ... كما لم يعد مقبولا استمرار جهلنا وتجاهلنا بغطاء التعالي والاستكبار والغرور والمكابرة التي اصابت العقول وحرفة السلوك واربكت الخطوات حتى تضاربت الاولويات .... مما اضاف الكثير من النتائج الكارثية وما جعلنا بحالة الاستمرار في مسارات الضياع .... الي حيث المجهول !!؟؟
وحتى لا ابدوا قاسيا على نفسي وغيري .... ومتشائما الي حد قطع الامال وقبل الخوض بفكرتي ومضمون تحليلي ..... يجب ان يكون هناك اتفاقا (دون زعل)وهذا يعني ان لا نحمل بعضنا البعض وان لا نتحامل الي درجة فقدان الصواب والتوازن والموضوعية دون قدرة المشاهدة
(للسرطان الذي ينخر بلحمنا وعظمنا) وكان هناك في هذا الوطن مجموعة من التناقضات والمتناقضات ما بين الانبياء والشياطين المصلحين والفاسدين الحريصون والمفرطون من يخطئون ومن لا يخطئون ..... بمثل هذه المفردات التي لم تعد تنطلي على احد .... كما انها لا تعتبر قاعدة يمكن قياس الامور عليها وتحليل القضايا واستخلاص النتائج الموضوعية ... لانه ليس بهذه الطريقة وبمنهجية التفكير (العدمي) يمكن ان نخطوا خطوة صحيحة صوب الوطن الجميل المزدهر والمستقر .... الوطن لكل مواطن والذي يوفر كافة المستلزمات والمتطلبات في اطار الانظمة والقوانين وبما يحفظ الكرامة وادمية البشر وبناء علاقات قائمة على العدل والمساواة .
يجب ان لا نبقي دون مرتكزات وركائز .... حتى لا تعصف بنا الرياح بحسب الاجواء والانواء وخماسية الفصل وهذا ما يجعلنا امام موقف مخاطبة السادة لنقول لهم .........................................................................
يا سادة ... لسنا عبيد الامس .... ولن نكون عبيد اليوم .... وحتما سنبقى الاحرار عبر كافة المحطات والمنعطفات ....
يا سادة .... نحن لم نكن ولن نكون ضمن ممتلكات (الباشا) ولن نقبل بالعودة الي تاريخ الاقطاع والاقطاعيين .... لقد تفجرت ثورة يناير (65) وانطلقت ثورتنا الفلسطينية المعاصرة ثورة كافة الشرائح والطبقات والفئات ولا زالت بديمومتها وسياساتها وشرعيتها التي نستند عليها والتي تصوب طريقنا وتبني مؤسسات دولتنا القادرة على استيعاب واحتضان كل مواطن وتحديد حدود الوطن وسيادته وفق النظام والقانون وبعيدا عن (العنتريات والخربشات) .
المواطن في وطنه وحقوقه الكاملة .... بان تتوفر له كافة الظروف والامكانيات والمقومات الحياتية والانسانية وان تحترم معتقداته وافكاره ومواقفه وان يفسح المجال متسعا لابداء الراي وحرية التعبير بكل ما للمواطن من حقوق .... باعتبارها مصانة ومكفولة بحكم القانون .. وبالمقابل وفي ذات السياق والمضمون واجبات الجميع لبذل كافة الجهود والطاقات من اجل الرقي بهذا الوطن بكافة المجالات والميادين ... هذه المعادلة المتوازنة معادلة المواطنة التي لا يجب ان يحدث عليها اي خلل او انتهاك .
لنا ان نقول يا مواطن التزم .... ويا ايها المواطن عليك واجب التنفيذ .... ويا ايها المواطن عليك بالصمود والتضحية والعطاء من اجل الوطن وحريته ...لنا ان نطالب المواطن بالكثير من الواجبات والالتزامات ...... ولكن بالمقابل يجب ان نصغي للمواطن عندما يكون له حقا يطالب به من خلال فعل ملموس ..... وليس من خلال الكلمات والشعارات .... عندما يتحدث المواطن عن حق العمل فيجب ان تتوفر له فرصة عمل .... وعندما يتحدث المواطن عن حق السكن يجب ان يتوفر له حق السكن .... وعندما يطلب المواطن حق التعليم يجب ان تتوفر له كافة الظروف والامكانيات لتعليم متطور ومتقدم ..... وعندما يطالب المواطن بمستوى متقدم من الخدمات الصحية والخدماتية فيجب ان تتوفر له مثل هذه الخدمات بكفاءة نوعية متميزة ونتائج افضل .
المواطن يتحدث بلغة (بسيطة) .... وبما يجول بخاطره وما يتحسسه على مدار يومه وحياته من خلال ابسط الكلمات .... ولا يجب ان يرد عليه بخطابات وشعارات اكبر من (الكرة الارضية) وليس فيها من خطوة عملية كما ليس فيها من انجاز ملموس يخفف من ظروف القهر والحرمان التي يعيش فيها المواطن .
المواطن داخل وطنه يلتفت يمينا ويسارا وبنظر للاعلى كما ينظر للاسفل ويدور حول نفسه متسائلا هل انا مواطن وفلان مواطن هل نحن جميعا في وطن واحد ؟؟؟؟ فاذا كنا جميعا داخل وطن واحد وليس داخل (اوطان) لكل منا وطنه ولكل منا عالمه الخاص به من خلال مواطن تفتح له الابواب ومواطن اخر تغلق في وجهه كافة الابواب مواطن سيد .... ومواطن ....!!؟؟ فهل هذا المواطن وذاك المواطن في وطن واحد !!!؟؟؟ ام ان لكل مواطن وطنا واوطاننا !!؟؟ .
يا سادة .... مشكلتكم .... انكم تصدقون انفسكم ..... وتريدون من المواطن ان يصدقكم ..... وهذا ما يشكل صعوبة واستحالة ان نصدق ما تقولون ونحن نشاهد ما تفعلون ..... الا اذا كنتم تريدون منا ان نقول (امين) وان لا (نفكر) وان نغمض الاعين ونصم الاذان حتى لا يساء لنا او على الاقل لا يساء فهمنا ومقاصدنا .
يا سادة .... مزيدا من الاهتمام في المواطن ..... ومزيدا من الحرص حتى نتجمع ونحلم مع بعضنا البعض في وطن الخلاص والانعتاق من هذا الواقع المزري والكارثي بفعل احتلال غاصب وانقسام مدمر وظروف حياتيه غاية بالصعوبة والتعقيد في ظل حصار جائر ومميت .
يا سادة ..... كفانا خطابات وشعارات ولنوفر الوقت للعمل والعطاء وان نسقط هذه المسافة التي تباعد بيننا وهذا الوقت الضائع والمدمر في ظل ما يمارس من تحريض وتشهير يسيئ للجميع .... وشعبكم لم يعد يسمعكم .... وحتى ان سمعكم لم يعد راضيا عما تتحدثون ..... لقناعة راسخة وثابتة لدى المواطن ان الافعال يجب ان تسبق الاقوال .... وان بقاء الحال من المحال وان كل صوت يخرج لانهاء هذه الاوضاع الكارثية يعبر عن صوت كل مواطن فلم يعد المواطن يريد طحن للكلام والماء والهواء.... بل يريد فعلا ملموسا لتغيير مجمل ظروفه التي لا تعبر عن الحد الادنى لمتطلباته الحياتيه ولا تلبي احتياجاته الانسانية ولا تجعل من واقعه المعاش منطلقا لمستقبل زاهر ومشرق صوب حريته واستقلاله الوطني ودولته المستقلة .
يا سادة ... لن اقول لكم ... فانتم لا تحبون الاستماع ..... ولا تريدون معرفة مخاطر البطالة وانعكاساتها ..... والفقر ونتائجه ..... والامراض وتدني مستوي الرعاية الصحية ...... كما تدني كافة الخدمات ..... ولا تريدون ان تعرفوا عن (الهجرة) وتزايدها وعن حالات (الانتحار) ولا حتى عن مشاعر الاغتراب وحتما لا تريدون معرفة ظاهرة (الادمان) ونسبة الاوضاع الصحية والنفسية ..... وتدني كافة ظروف حياتنا ..... وكانكم تقولون دون ان تقولوا ....... ان ما وصلنا اليه ليس بيدكم معالجته .... ونسيتم او تناسيتم ان التكلفة الباهظة ان نصبح على (وطن دون مواطن) وربما ان (نصبح دون وطن ومواطن وربما دون مواطن ووطن واوطان) .
يا سادة .... هل انتم سادة ..... ام ان كل منكم مواطن مثل كل مواطن ... ولا تستطيعون فعل شئ ..... فلا تجعلوا من انفسكم سادة ..... كلنا سواسية ومغلوب على امرنا ....
يا سادة ..... فكروا قليلا اعملوا قليلا احرصوا قليلا افيقوا قليلا فاحوالنا اكثر صعوبة مما تتوقعون وحزني الشديد وخوفي المتنامي ان لا نصبح لا على وطن ولا مواطن وحتى يمكن ان تلفظنا الاوطان والعواصم
فهل ادركتم ماذا عليكم ان تفعلوا ؟؟؟؟؟ ام لا زلتم تتجادلون وتتناكفون وتقضون اوقاتكم دون خطوة بالاتجاه الصحيح صوب انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا .
ملاحظة :
المقالة بعنوان مواطن وطن أوطان .
والتكلفة الباهظة!!!؟؟.
تم نشرها قبل ما يقارب 5 سنوات
بمواقع اخبارية متعددة .
الكاتب : وفيق زنداح