نقف امام ذكرى قائد ومناضل رحل عنا وما أحوجنا اليه في هذا الزمن الرديء انه القائد الامين العام الشهيد طلعت يعقوب، حيث فقدنا باستشهاده سنديانة من سنديانات فلسطين وجبهة التحرير الفلسطينية وعلم من إعلامها ،هذا القائد الذي ارتحل ليلتحق بقوافل العظماء والشهداء، الذين اناروا لنا الطريق، فكان مع رفيق دربه فارس فلسطين القائد الامين العام الشهيد ابو العباس صمام امان الجبهة، كان الحريص على القرار الوطني المستقل ومنظمة التحرير قائدا وممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني، حيث كانت جبهة التحرير الفلسطينية وما زالت السد المنيع في وجه المشاريع الامبريالية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية
مع مرور الأيام والسنين وجدت جبهة التحرير الفلسطينية في قادتها الشهداء ليس فقط عمق الفكرة والشمول ولكن الاستعداد والحرص الدائم على النضال حيث مثلوا مدرسة فكرية ونضالية ثورية، ورسموا تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوماً في سماء الوطن ، عشقوا فلسطين الوطن والانتماء، بمثل عشقهم لأمتهم ووحدتها في مجتمع عربي ديمقراطي ، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد، وزرعوا أشجار التحرر الوطني والقومي لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء ثمنا غاليا للانتصار الحتمي القادم.
القائد المناضل شهيد اعلان الاستقلال امين عام جبهة التحرير هو ليس آخر قادة النضال الوطني الفلسطيني، لكنه كان قائدا وطنيا ثوريا كرس جلّ حياته للنضال من أجل شعبه، من أجل وطنه وقضيته ، وسيظل له حضوره البارز والمؤثر ليس على المستوى الفلسطيني، بل والعربي الاممي، وشكل قدوة ومثالاً ونبراساً لرفاقه في الجبهة كما لكل المناضلين التقدميين والقوميين الديمقراطيين في أرجاء الوطن العربي.
ان ما آل إليه وضع الجبهه كان نتيجة الانشقاق الفلسطيني الكبير عام 1983 ، حيث حصل تباين في المواقف داخل الجبهة ، فالبعض لم يتحمل الضغوطات ولا الانتقال الى موقع بعيد فاستسلم للجغرافية السياسية ، فاتخذ الشهيد القائد ابو العباس واغلبية قيادة وكوادر ومناضلي الجبهة موقفا وطنيا بحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني والدفاع عنها وانتقل الرفاق الى الاماكن والبلدان البعيدة، مما احدث خلالا محدودا داخل الجبهة، ولم ينقطع الاتصال بين القائد الامين العام طلعت يعقوب ورفيقه القائد الامين العام ابو العباس ، رغم ان بعض ضعاف النفوس مما بقوا عند مواقفهم داخل صفوف الجبهة لاثارة الفتنة انتقاما من موقفها السياسي اساءوا للامين العام الشهيد القائد طلعت يعقوب واعتقلوه ، ومن اقدمواعلى هذا العمل اصبحوا اعضاء قيادة مركزية عند الذين رفضوا استعاد لحمة الجبهة مازال يعيشون حسب ما يرتئيه لهم مزاجهم ، وقد أتقن هؤلاء اللعبة، وحولوها إلى استثمار سياسي وتنظيمي ما زالوا يحاولون التمسك به حتى اليوم، وان هذا النقد نابع من الحرص والمسؤولية.
نعم القائد طلعت يعقوب قدم الكثير عبر مشواره النضالي الطويل، ما يجعلنا ندعو إلى استخلاص الكثير من الدروس والعبر الهامة والجليلة والغنية بمعاني الفداء والتضحية، واولها معاني الشهادة، ومعاني تقدم الصفوف فـي المواجهة بكل أشكالها وأساليبها ، مناضل كبير افتقده شعبنا الفلسطيني بدأ مسيرته محاربا من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني واستشهد على ارض الجزائر ثورة المليون ونصف المليون شهيد، اثناء اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني " دورة اعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني، وبعد يوم واحد من وقوفه في المجلس الوطني الفلسطيني " دورة الشهيد القائد ابو جهاد الوزير" ليعلن مع رفيق دربه القائد الشهيد ابو العباس استعادة لحمة جبهة التحرير الفلسطينية وسط تصفيق حاد من اعضاء المجلس الوطني في الجزائر ، ولكنه فارق الحياة اثر نوبة قلبية حادة فكان شهيد اعلان الاستقلال الفلسطيني .
وفي تلك اللحظات وقف القائد الشهيد ابو العباس الذي حمل امانة الشهيد والآلام والدموع تنهمر من وجهه ورفاقٍه ،وقال كلمة يبدو لي كم هو الفراق صعب يا رفيقي ، واضاف لقد كنت يا ابا يعقوب حريصا دائما على وحدة وتنظيم الجبهة ، وكنت ترى ان التنظيم هو العنوان ، فالشهيد طلعت له تاريخ مجيد حافل بالعطاء والصدق ، وفي نفس الوقت حافل بالتضحيات ، فاعطى قدر المستطاع، دفاعا عن حقوق وتطلعات شعبنا وأمتنا ، وأذكر كم كان الشهيد القائد مفعما بالهمة والنشاط، يسابق الزمن، ولم يتعب يوما، بل كان قوي الإرادة، مؤمنا بعدالة القضية وانتصارها مهما بلغت التحديات والصعاب، كان مطمئنا لفعل وقدرة الجبهة، واستشهد وهو مطمئنا إلى استمرارها لمواجهة الصعوبات والتعقيدات والمعارك التي واجهت مسيرتها الصعبة، وفي كل مراحل صعودها أو انحسارها .
كان طلعت يعقوب نموذجا ومثالا رائعا ورائدا للكثير وامام فداحة الخسارة استمرت مسيرة الجبهة بقيادة امينها العام القائد الشهيد أبو العباس ، واستطاع أن يعيد اللحمة التنظيمية الى جسد الجبهة،ويوحد رؤيتها وموقفها السياسي من مختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية عبر موقف مركزي موحد يعبر عنه من قبل هيئات المركزية، ولم يقطع اتصالاته مع الرفاق الذين تمنعوا على العودة الى الجبهة نحو الخروج من الأزمات التي عاشتها الجبهة ، حيث بذل البعض في الساحة الفلسطينية جهودا كبيرة واستخدم ماكنة المال والتحريض والدس الرخيص ووظف كل طاقاته وإمكانياته وعلاقاته من اجل تشويه موقف الجبهة ، ولكن الجبهة لم تكترث الى كل ذلك واستمرت بنضالها ، وكانت كل مواقفها واضحة فرضت قبول اوسلو والمشاركة فيه، وتم تجفيف كل منابع المال عن الجبهة ، ،ولكن الجبهة بقيت امينة لمبادئها ووفية لشهدائها وأسراها ولشعبها ولتاريخها، وتجاوزت تلك المرحلة،رغم ما تركته على جسدها من أضرار، وفي الوقت الذي كان فيه مناضلي الجبهة يقومون بدورهم النضالي على اكمل وجه، اتت الانتفاضة الثانية لتشكل الرد على همجية العدوان الصهيوني ومحالة الارهابي شارن تدنيس المسجد الاقصى ، فكان الرد الفلسطيني واخذت الجبهة دورها النضالي الى جانب الفصائل ، وعلى اثر احتلال العراق وفي ظل استمرار الانتفاضة اعتقل رفيق درب الشهيد القائد الامين العام طلعت يعقوب الامين العام للجبهة القائد ابو العباس لمدة عام وللاسف لم يبادر من يدعون انفسهم انهم مناضلي وقادة ان يصدروا بيان ادانة ، وبعد اغتيال الرفيق الامين العام ابو العباس من قبل الاحتلال الامريكي الصهيوني ، اصدروا ملصق ينعون فيه الشهيد ابو العباس بالقائد الوطني وليس الامين العام، ورغم ذلك خرجت الجبهة امام هذه الخسارة الكبيرة بفقدان امينها العام الشهيد ابو العباس لتعطي أهمية كبيرة للعمل الكفاحي والنضالي في الانتفاضة رداً على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، ولعبت في الانتفاضة دورا بارزا وملحوظا،وتم انتخاب الرفيق عمر شبلي ابو احمد حلب امينا عاما حتى وافته المنية اثر ازمة قلبية بعد ثلاث سنوات،ولكن ورغم كل الظروف والتطورات تمكنت الجبهة من النهوض،وتم انتخاب القائد المناضل الدكتور واصل ابو يوسف امينا عاما لجبهة التحرير الفلسطينية.
من هنا نقول لاصحاب الاقلام ان جبهة التحرير الفلسطينية بوقوفها الى جانب منظمة التحرير الفلسطينية والدفاع عنها وعن مشروعها الوطني لم يكن من اجل مصالح ومنافع ، ويعلم معنا القاصي والداني، ويشهد عدونا قبل صديقنا أن الجبهة ليست جالسة في الفنادق لانها تؤمن ان زمن المغانم لا يفيد ، وهي تستكمل مسيرة هؤلاء القادة العظام،وتحافظ على تاريخ وتراث وإرث شعبنا النضالي و،ستبقى على العهد وتصون الوصية،وبوصلتها ستبقى القدس وحق العودة لانها تتمسك بالراية و المباديء والقيم النضالية،وهي تناضل الى جانب كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي برؤية مستقبلية تستحضر رموز العطاء الوطني على كل الأصعدة ، في الشهادة كما في الشجاعة والبطولة ، في الثقافة كما في الفكر السياسي المتقدم ، في التواضع كما في احترام الناس وتطلعاتهم وآمالهم .
اليوم تأتي الذكرى السادسة والعشرون لاستشهاد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، نأمل ان لا تكون هذه الذكرى من اصحاب الاقلام المعروفة مناسبة للغة الاساءة للجبهة وتاريخها وأرثها النضالي والكفاحي، وويعلم هؤلاء ان لشعبنا ثقة كبيرة بالجبهه وبأبنائها، الذين ما زالوا يحملون رايتها ونهوض دورها وتقدمها، وامام كل ذلك نؤكد ان الشهيد القائد الكبير طلعت يعقوب كان يمتلك حسا وطنيا ونضاليا وسياسيا عميقاَ تجاه التحولات السياسية ، وكان يتمتع بالارادة السياسية على اتخاذ القرار الصائب في نهاية الامر رغم العقبات التي تواجهه او التبعات التي تترتب عليه داخليا او خارجيا فحوارات الجبهة في براغ واليمن والجزائر اثمرت عن استعادة لحمة الجبهة، ولهذا حظي في مسيرته السياسية الطويلة باحترام رفاقه في الجبهة وفصائل العمل الوطني الفلسطيني، بمن فيهم من يختلفون معه بالرأي او الموقف ، وتحلى بذات الوقت بالصراحة والمصداقية، الامر الذي عزز الثقة به، بينه وبين رفاقه وزملائه قادة الشعب الفلسطيني وقيادات الحركة الوطنية الفلسطينية، ولقد لمسنا في الجبهة ثقة التصاقه الدائم بهموم المناضلين ومع ابناء شعبنا من خلال الاقوال والافعال في حياته السياسية والاجتماعية.
في بداية الانعطافات والمراحل السياسية التي مرت بها القضية الوطنية الفلسطينية وواجهتها الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، كنا نتطلع دائماً الى القادة الكبار الذين يتحلون بالخبرة والحنكة وبعد النظر والاستعداد الذاتي لتحمل مسؤولية القرار السياسي والسير به نحو آفاقه المرجوة، حتى لو كان هذا القرار من توعية اخرى والذي تحمل متخذها انتقادات جارحة من بعض رفاق الدرب احيانا ، واليوم في مجابهة تحديات المرحلة التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة نستذكر قادة كبارا قاموا بادوار بارزة في صنع تاريخنا وفي قيادة ثورتنا المعاصرة، وفي مقدمتهم الرئيس الرمز ياسر عرفات ، والثقة والامل يحدونا من تسلموا الراية منهم لقادرون على وراثة الحكمة والارادة السياسية والقدرة على استلهام دروس وعبر التجربة لشعبنا والخبرة الغنية التي خلفها لنا هؤلاء القادة ، وتوظيفها في خدمة معارك شعبنا المتعددة من اجل حريته واستقلاله وعودته، آخذين الظروف السياسية بعين الاعتبار التي بدأت تجتاح المنطقة، ممثلة بالمنظمات الأصولية الإرهابية المتطرفة، ومشاريعها التقسيمية التدميرية الفاشية المعادية حيث تمارس الاجرام بابشع مظاهره ، بحيث اصبحت القيم الإنسانية هدفا للهجمة المتوحشة بدعم واسناد القوى الإمبريالية التي تستهدف المنطقة وخصوصا في الدول العربية مصر وسوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن ، استغلت حكومة الاحتلال انشغال الدول والشعوب العربية في مواجهة شذاذ آفاق وجهلة من قوى ارهابية خضعوا لغسيل دماغ متقن جاءوا بهم من وراء الحدود، وهو أخطر داء يمكن أن يصيب الأمة، ويعزلها عن قضاياها المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين ،ممـا يدفع الكيان الصهيوني والمتطرفين اليهود للإقدام على مخططاتهم الإجرامية لهدم الأقصـى والاستفراد بالقدس وأهلها لتنفيذ اخطر مشروع تهويدي للمدينة وتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة ، ويوفر ذريعة إضافية للعدوان الإسرائيلي على شعبنا ، ولكن ارادة الشعب الفلسطيني بنضاله ومقاومته وملاحمه البطولية ، يعطي المثل لجميع شعوب الأرض بأنه لا يفقد الأمل بمسيرته وانتصار قوى المقاومة على هذه الهجمة الاستعمارية ، وان الخندق الذي يعبر عن مصالح وأهداف الجماهير الفلسطينية والعربية، خندق الصمود والمقاومة، خندق قوى الثورة التي تواصل طريق الحرية والاستقلال لتحقيق أهدافنا العادلة، الخندق الذي يسعى لتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، الخندق الذي يعرف حقيقة إسرائيل والصهيونية وحقه في النضال المستمر حتى دحر الاحتلال عن ارض فلسطين.
اننا نجابه اليوم تحديات مرحلة سياسية انعطافية تحمل الكثير من الامل والكثير من المخاطر معاً، ويتوقف على قدرة القوى والفصائل الفلسطينية وقياداتها على اشتقاق السياسة الصائبة والعمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية سياسيا وكفاحيا، والتغلب على مصاعبها الجمة، والحفاظ على الانجازات الوطنية التي تحققت بفضل صمود وكفاح ومقاومة شعبنا ، مما يستدعي انهاء الانقسام الكارثي وتطبيق اتفاق المصالحة والحفاظ على الدور الريادي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها والاتفاق على رؤية سياسية واستراتيجية عمل سياسية وكفاحية واحدة، لطابع المرحلة المقبلة، وتفعيل وتطوير المقاومة الشعبية باعتبارها ثمرة من ثمار صمود وكفاح الشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة ، التي قادها الشهداء القادة ابو عمار وطلعت وابو العباس وأبو علي مصطفى والياسين والشقاقي والوزير وغوشه والنجاب والقاسم وغيرهم، ممن قضوا معهم او لا يزالون يتابعون المسيرة، عهدنا للشهداء جميعاً متابعة مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني وقيادته نحو الحرية والاستقلال والعودة.
وامام ذكرى القائد ابو يعقوب نؤكد ان جبهة التحرير الفلسطينية، التي قدمت التضحيات وفي مقدمتهم قادتها العظام الامناء العامون طلعت وابو العباس وابو احمد حلب ، والقادة سعيد اليوسف وحفظي قاسم وابو العمرين وابو العز ومروان باكير وجهاد حمو وابو كفاح فهد وابو عيسى حجير والشهيد الاول خالد الامين " ابو الامين" وابو الرائد مصطفى دودين وابوخالد الجولان والى اصغر شهيد مقاتل في الجبهة وشهداء العمليات البطولية في الخالصة والزيب ونهاريا وبرختا والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي واكيلي لاورو والقدس البحرية والقدس الاستشهادية والعديد من العمليات التي اشرف عليها القائد الشهيد الامين العام ابو العباس ورفاق دربه سعيد اليوسف ابو العز ضد العدو ، لن ننسى شهداء الجبهة الذين اناروا الطريق في تصديهم للعدو من جهاد حمو الى ابو كفاح فهد الى نايف خالد الى حسن الشامي ورشيد اغا وعبدالله امين في الجنوب ، ولن ننسى عبد حمد وحاتم حجير وغسان كايد وشربل البني وعشرات المناضلين من عرب وامميين ، ولم ننسى رفاقنا الذين فقدوا في الاحداث وفي مقدمتهم القائد المناضل حسين دبوق ، فهي جبهة ما زالت تلتزم الفكر الثوري ومواجهة المشروع الأميركي الصهيوني ، وما زالت ترفع رايتها الوطنية الثورية من اجل تحرير الارض والانسان.
نعم شهداء الجبهة رضعوا لبان الحب والعشق الفلسطيني، و تعانق إيمانهم بحتمية النصر وعدم الاستسلام أو الانكسار، فتسلحوا بإرادة القوة التي لا تعرف الانهزام، ولا تستكين للخضوع، وفي مقدمتهم قادتها الذين مثلوا فكرا ديمقراطيا وقوميا سطرعلى صفحات التاريخ .
سنوات مرت على استشهاد القائد طلعت يعقوب ورفاق دربه ولكن سنديانة الجبهة لم تصفر أوراقها، ولم تنكسر أغصانها، بل زادتها ضربات السنون صلابة وشموخا، من أجل الحرية والاستقلال والعودة .
ولهذا نقول بكل بوضوح إن العمق العربي كان حاضنا للقضية الفلسطينية, وبالعمق العربي الشعبي نستطيع ان نغير الواقع في ظل تراجع السياسة الأمريكية في المنطقة , الأمر الذي يدفعها إلى استبدال استراتيجياتها القديمة بواحدة جديدة, فإن التطورات وتداعيات هذه السياسة قد أفرزت وقائع جديدة, تنذر بإمكانية فشل المخطط الأمريكي- الصهيوني في المنطقة, مما يمهد إلى إمكانية استنهاض المشروع القومي العربي التحرري, عبر بلورة استراتيجية مواجهة مقوماتها الصمود والثبات والوحدة الوطنية.
ختاما : نؤكد بان جبهة التحرير الفلسطينية ستبقى وفية لقائدها الشهيد الامين العام طلعت يعقوب وقادتها الامناء العامين فارس فلسطين والمقاومة ابو العباس وضمير فلسطين عمر شبلي " ابو احمد حلب ولكل شهداء الجبهة والثورة والشعب الفلسطيني وشهداء المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية وشهداء حركة التحرر العربية والعالمية ، وستبقى فلسطين الحلم والبوصلة.
كاتب سياسي