أي يهودي نصدق؟

بقلم: فايز أبو شمالة

اليهودي المتطرف نفتالي بنت، واليهودي أفيقدور ليبرمان يرددان في كل مناسبة بأن السيد محمود عباس ليس شريكاً للسلام، وأن الرجل يحرض الفلسطينيين على الانتفاضة، ويحضهم على التصدي للإسرائيليين على أرض الضفة الغربية، وأنه اختار طريق حركة حماس، ويسير على خطى ياسر عرفات في رفضه للتوقيع على اتفاقية سلام مع الإسرائيليين.
كلام المتطرفين اليهود تلتقطه وسائل الإعلام الموالية للسيد محمود عباس، وتردده بفخر في كل نشراتها، ويوظفه المتحدثون باسم حركة فتح، وباسم السلطة الفلسطينية كشاهد ودليل على وطنية السيد عباس، وللتأكيد على أن الرجل لم يفرط بالثوابت، وأن حياته في خطر، وأنه يحفر نفقاً تحت دولة إسرائيل سيصل إلى مجلس الأمن، وهذا النفق أخطر من كل الأنفاق التي حفرها المقاومون في غزة.
من حق أنصار السيد محمود عباس أن يتفاخروا بما يقوله المتطرفون بحق رئيسهم، ومن حقهم أن يلبسوا قائدهم ثوب التشدد، وأن يتوجوه ملكاً للمقاومة، وأن يرتضوه سيدها الذي لا يشق له غبار، ومن حقهم أن يطلقوا عليه لقب أول الرصاص وأول الحجارة، وأول النطق بالحق في وجه الظلم، من حقهم أن يؤكدوا للمواطن الفلسطيني أن قائدهم محمود عباس هو الرجل الأخطر على أمن الإسرائيليين من كل أولئك الذين قصفوا مدينة تل أبيب بصورايخ من ورق وتنك وصفيح، ولكن من حقنا كشعب فلسطيني أن نتساءل:
طالما كان العداء لإسرائيل هو مجال الفخر، وطاما كانت كراهية الصهاينة هي مقياس الوطنية، فما هو ردكم يا أنصار السيد محمود عباس على حديث مسئول كبير في الجيش الإسرائيلي نقل عنه الصحفي بن كاسبيت، في صحيفة معاريف ما يلي:
إن موقف الرئيس محمود عباس من إسرائيل هو الذي يمنع اندلاع الانتفاضة في الضفة الغربية، فقد أصدر تعليماته الواضحة والصريحة بالتصدي بمنع الانتفاضة، ولا زال يصدر تعليماته لكافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بمنع توسيع الأحداث والتظاهرات، وكذلك فما يزال يصر على استمرار التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، والتي لم تتغير بالرغم من الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة القدس والمسجد الأقصى.
فما رأيكم؟ وما تعليقكم؟ وأي اليهود نصدق؟ هل نصدق المتطرفين اليهود الذين يهاجمون عباس، أم نصدق قائد الجيش اليهودي الذي يمتدح مواقف عباس؟
أم نصدق ما نلاحظه بأم أعيننا، وما تسمعه آذاننا من كلام للسيد محمود عباس نفسه، وفي أكثر من مناسبة، لن يكون آخرها حديثه إلى الإسرائيليين عبر القناة الثانية، حين قال لهم: يا ويلكم لو انتهت السلطة الفلسطينية، يا ويلكم من بعدي، لقد منعت شباب الضفة الغربية من الخروج في مظاهرات تضامن مع سكان غزة طوال 51 يوماً من الحرب على غزة.