رغم أن يد السلام مدت لهم منذ سنوات طوال إلا أنهم كعادتهم دائماً يمكرون ويراوغون ويأتون على الأرض غير ما يدعون من زيادة في الإحتلال والعدوان والبعد عن كل قيم السلام .
فكل مخططات الإحتلال قائمة على الضم والتوسيع لكيانه على حساب الوجود الفلسطيني فهو يتنقل في عدوانه ما بين القدس وغزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني لينوع في عدوانه كل يوم على أرواح الفلسطينين .
وبما أن أكثر البقع الفلسطينية توتراً في الأونة الأخيرة بعد حرب غزة هو القدس الشرقية حيث باتت كل يوم تستيقظ على روح شهيد أزهقت بأبشع صور العدوان من قطعان مستوطنين أو جنودهم .
فهدف الإحتلال بتحريض قطعان مستوطنه داخل الضفة الغربية والقدس الشرقية بزيادة عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني هو محاولة لبث روح الخوف والرعب في قلوب الناس والإستسلام لما يرغب به الكيان من أطماع لتوسيع مشروعه الإستيطاني، ومحاولة لتهجير المواطنين من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، وجعل وجود المستوطنين كأمر واقع يغلب في وجود الشعب الفلسطيني، ولفرض حلول ترتضي مع مخططات الإحتلال وقطع الأمل لديهم بأن دولة فلسطينة ستقام لهم على أرض الضفة الغربية كما يحلمون ، ورداً على أي خطوات تتخذها القيادة الفلسطينة بالتوجه للأمم المتحدة أو التوقيع على إتفاقيات لمحاسبة الإحتلال من خلالها .
الشعب الفلسطيني لم يعتد على الخنوع والإستسلام منذ بداية قضيته بل كان يتفنن في طرق المقاومة والدفاع عن الأرض والحق ولم يعطي للإحتلال فرصة أن يحقق فيه إنهزاميته أو إستسلامه لمخططاه حتى لو نجح الإحتلال في فرضها بالقوة فكانت يد المقاومة لا تصمت ولهم بالمرصاد بكل أنواعها وأطيافها .
ورغم إختلال ميزان القوى بين الإحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الأعزل إلا أن قدرته على أن يوصل الأثر في قلب الكيان الإسرائيلي بنفس القدر بل أكثر في معظم الأوقات عما يحاول أن يزرعه في قلب الشعب الفلسطيني فصاحب الحق دائماً لا يخاف ولا يرعبه كمشة من المستوطنين أو طائرات وصواريخ الموت بل يزداد شموخاً وقوة في البحث عن طرق الدفاع عن وجوده والرد عليه بالمثل في كل مرة يتم فيها قتل روح فلسطينة .
فملاحظ أن الرد الفلسطيني على كل عدوان إسرائيلي أصبح سريعاً حيث يأتي دون تخطيط ولا حاجة لبيانات ولا غيره بل في أكثره يصدر عمن رفضوا الظلم والإستسلام وبوسائل بسيطة و بدوافع الإنتقام للحق والوجود وعدم السماح أن تمر مخططات الإحتلال على أجساد وقلوب الفلسطينين وبث روح الإنهزامية في قطعان مستوطنينه .
أن هذا الرد السريع على كل إعتداء على روح فلسطينية لا بد أن يولد الراحة والطمأنينة في قلوب الفلسطينين حيث يشعرون أنهم ليسوا ضعفاء وأن هناك رجال قائمة على حماية الحق والوجود وأن كل روح تستشهد سيموت مقابلها الكثير من الإحتلال فليست أرواحهم بأغلى من أرواحنا بل نحن أحق منهم بالحياة والوجود على هذه الأرض وهم الذين لا يستحقون الوجود وليرحلوا عن الأرض التي لا يملكون أو ليكونوا جثثاً تحت التراب .
إن المتغيرات الإقليمة والعالمية العديدة أثرت على القضية الفلسطينية في اكثرها بصورة سلبية وخاصة ما يدور في العالم العربي من صراعات أشغلتها عن الإلتفات لقضية فلسطين بالشكل المطلوب والدفاع عن المقدسات الإسلامية فيها فتركت الشعب الفلسطيني يدور بمعركته وحده في الميدان ورغم الشعور بالحزن لذلك إلا أن هذا الشعب الذي لا ينحي يصنع معجزاته بيده ويبقى كشجرة الزيتون صامداً لا يثنيه ولا يرهبه صنائع الإحتلال مهما تنوع عدوانه .
آمال أبو خديجة