القدس ...المخرج قبل الانفجار !!!

بقلم: وفيق زنداح

ردود فعل اسرائيلية غير محسوبة العواقب من خلال عقوبات جماعية... وتزايد الضغوطات ...والانتهاكات والاستباحات... وتدنيس المقدسات... واستمرار المساس بمشاعرنا الوطنية والدينية ...من خلال أفعال اجرامية عنصرية من قبل المستوطنين وصلت الي حد الحرق والشنق وحتي اطلاق النار والتهجم علي ممتلكات المواطنين والتخريب ....ومحاولة اثارة الخوف والذعر... والوهم والخيال المريض لهؤلاء المتطرفين العنصريين بإمكانية ترك المكان لقطعان المستوطنين وجيش الاحتلال العنصري بعد سنوات طويلة من الاجراءات والقوانين بحق القدس والمقدسيين والتي حاولت انتزاع وجودهم عن أرضهم من خلال فرض الضرائب بكافة أنواعها والضغط السياسي والامني ومحاصرة المقدسيين ومحاولات الضم والاحتواء أملا مريضا في انصهار مجتمع المقدسيين داخل هذا المجتمع الاسرائيلي استغلالا لاحتلال طويل وأحزمة استيطانية التفت من حول القدس لخنقها ومحاوله تشريد أهلها .
لم تألوا حكومة نتنياهو العنصرية كما غيرها من الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة علي ممارسة المزيد من الاجراءات التعسفية ضد المقدسيين من أجل اركاعهم وحتي يسلموا بالمقولات الاسرائيلية (ان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ) وأنه من المستحيل اعادة تقسيمها واعطاء الجزء الشرقي منها كعاصمة للفلسطينيين .
وها نحن اليوم في ظل المواجهة واحتدام الصراع يرسم المقدسيين خارطة مدينتهم وعاصمتهم الابدية برغم كل ما يجري من قبل قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال العنصري ...الذي يحاول أن يفسح المجال للمزيد من ارهاب المستوطنين باستباحتهم وتدنيسهم لمقدساتنا وأقصانا .
سياسية اسرائيلية فاشلة ومنذ عقود ...ولا زالت اسرائيل تحاول ضم الجزء الشرقي من مدينة القدس وعملت ما لا يعمل ...وارتكبت من الجرائم ما لا يمكن قبوله ...ولا زال المقدسيين علي موقفهم الوطني وصمودهم الاسطوري مدافعين عن قدسهم واقصاهم .
اسرائيل وعبر حكوماتها المتعاقبة وحتي هذه الحكومة العنصرية التي تهتز أركانها ومعالم وجودها عندما شعر الاسرائيليون بعجزها وعدم مقدرتها علي توفير الامن والسلام .
لقد وصل للإسرائيليين من الرسائل وعبر عقود مضت وحتي اللحظة ومن خلال كافة محطات الصراع أن الشعب الفلسطيني لن يسلم بالاحتلال ...ولن يسلم بالظلم الواقع عليه ..ولن يقبل باستمرار الاحتلال الذي لا يدفع ثمن احتلاله ...والذي يريد أن يحقق أمنه واستقراره علي حساب أمننا واستقلالنا وسيادتنا الكاملة علي أرضنا من خلال دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
ابدينا مرونة سياسية ...وقبلنا أقل من حقوقنا التاريخية ...وتعاطينا مع المجتمع الدولي وقراراته ...وقبلنا بحل الدولتين من أجل تحقيق السلام والامن للجميع... الا ان هذا الاحتلال الاسرائيلي ما زال علي ارهابه وتصعيده الخطير غير أبها بحقوقنا ...وغير مستجيبا لقرارات الشرعية الدولية .
اسرائيل الغاصبة والمحتلة والمعتدية بتجاهلها المستمر ...ونهجها العدواني المتصاعد انما تدفع بالقدس وكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة للمزيد من فرص الانفجار والذي سيقلب خارطة الواقع ...وسيحدد خارطة جديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
ونحن اليوم وأمام ما يجري بالقدس من ارهاب اسرائيلي يدفع المقدسيين الفلسطينيين الى المواجهة مهما تكن النتائج ....وهذا شاهد علي ردات فعل ارتجالية غير منظمة وباستخدام وسائل بدائية من أجل ايصال رسالة المقدسيين أنهم لا يقبلون بانتهاك المستوطنين لقدسنا ومقدساتنا ...وأنهم لن يقبلوا بإخراجهم عن اطار شعبهم ودولتهم .
رسالة أهل القدس كانت قوية ومدوية وخارج توقعات هذه الحكومة العنصرية التي توهمت أن أهل القدس قد ارتضوا بواقعهم .
شعبنا الفلسطيني بكافة أماكن تواجده ...شعب واحد ..وأصحاب قضية واحدة ...أصحاب مشروع دولة وطنية عاصمتها القدس الشرقية ولن يكون بإمكان اسرائيل مهما استخدمت من اجراءات ومهما فعلت من ممارسات وحشية أن تركع شعبنا ..او أن يسلم أحد منا باستمرار احتلالها ...وهنا تكمن عوامل تفجير الاوضاع داخل القدس وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وعدم امكانية التهدئة ...في ظل احتلال جاثم علي صدورنا واستيطان لا زال يلتهم المزيد من الارض ..واستيطان لا زال يتسع ويطوق مدننا وقرانا وقدسنا .
من هنا فان الكرة ستبقي بالملعب الاسرائيلي... وستبقي حكومة نتنياهو تتحمل مسئولية تفجر الاوضاع وأن ألا يستمروا بأسطوانتهم المشروخة بتحميل الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية مسئولية ما يجري .
حكومة نتنياهو ومجلسها الامني المصغر تجتمع لاتخاذ تدابير واجراءات وعقوبات جماعية بحق اهلنا بالقدس وقد تكون القرارات التي صدرت أبعد من ذلك بحق السلطة الوطنية الفلسطينية .... وكان الاجدر بهذه الحكومة العنصرية أن تتخذ من القرارات ما يدفع الي تهيئة أجواء اتخاذ قرارات شجاعة بالقبول بمشروع التسوية السياسية والمحدد بالانسحاب الاسرائيلي الي حدود الرابع من حزيران 67 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وازالة كافة المستوطنات وانهاء وجود كافة المستوطنين .
ان حرية شعبنا واستقلاله الوطني بعاصمته قدس الاقداس ...والسيادة الوطنية الكاملة علي كافة الاراضي الفلسطينية ...هو المخرج الامن لنزع فتيل الانفجار الكبير الذي يمكن أن ينفجر ويدخل منطقتنا في أتون حرب دموية سيدفع الجميع ثمنها .
ليس بإمكان نتنياهو وحكومته العنصرية أن يحققوا الامن والسلام دون أن يتوفر امن وسلام الاراضي والشعب الفلسطيني .
وعلي حكومة نتنياهو وقبل انهيارها أن تفكر مليئا بالمخرج الامن ...والذي يتطلب قرارات شجاعة ...والا فان الامور تسير باتجاه الانفجار ...والذي لا يحمد عقباه .

الكاتب : وفيق زنداح