كانت إنتفاضة الأقصى ...هل سيكون العنوان القادم ( إنتفاضة القدس )
بعد أن برزت القدس على سطح الأحداث من خلال ما يجري في القدس
القدس ببركة الأقصى تتحدى العالم بأن يواجهوا إسرائيل ويرفرضوا عليها إرادتهم
فبعد أن تم تأجيلها إلى الراحل الاخيرة فالقدس اليوم تعلن أنها هي الأولى ولن تسمح بالتأخير وعلى الفصائل أن تراجع نهجها وتترك الغوغاء والتنافس على المواقع
القدس تُعلن بكل وضوح أنها وبها يبدأ التاريخ الفلسطيني الجديد
فهل نحن أمام إنتفاضة ثالثة فعلاً وهل ستلقى دعماً خارجياً وعلى مستوى عالٍ.!
العالم العربي وأولهم روسيا غاضبون من إسرائيل فعلاً وليس قولاً
يغض النظر عن ثقتنا بالمجتمع الدولي الذي لنا تجارب مريرة معه طوال قرن من الزمان علينا أن ننظر إلى الواقغ بمستجداته التي تختلف تماماً عما كان عليه الوضع طيلة عقود مضت
نحن لا نثق ببريطانيا التي هي من ساعدت الكيان الصهيوني باحتلال فلسطين ولا نثق بأوروبا التي كان لها مواقف داعمة للكيان الغاصب
طبعا لا نثق بأمريكا مطلقاً
الظروف المستجدة بما لفها من ظهور قوى ظلامية مدمرة إستفحلت وعاثت في المنطقة فساداً حتى وصل خطرها إلى عقر دار القوى الغربية
مما يُنذر بالفوضى في كل مكان
من الواضح أن العالم تنبه أن قضة فلسطين أصبحت ككرة الثلج المتدحرجة
ومن خلالها برزت هذه القوى التي تدعوا إلى الجهاد رغم أنها بعيدة كل البعد عن الجهاد من أجل القدس وفلسطين
إلا ان أبعاد هذه الحركات ربما سينتج عنها ما يتجه نحو القدس فالتجربة الأفغانية
ما زالت ماثلة وتداعياتها تتوسع منذ ذلك الوقت
إذاً العالم الغربي يريد أن يبعد الخطر عن نفسه خاصة أوروبا والخطر يداهم الخليج العربي بشكل متقطع والخوف أن يتواصل
أما نتنياهو الذي وجد في هذه القوى التي تحارب في سوريا والعراق والمنطقة العربية
سنداً له من خلال تفريغ المنطقة من عنفوان وقوة جيوشها التي في صميم وجدانها القدس وفلسطين مهما كان رأي حكانهم
نتنياهو وهو يرى العالم يسارع للإعتراف بالدولة الفلسطينية وهو أمر تم الإتفاق عليه بين بعض الدول العربية وبعض دول أوروبا وبدعم روسي وصيني
مما يجعل إسرائيل في معزل اللهم إلا من أمريكا التي ستضع الفيتو كما هو معهود
ثلاثة عوامل تؤكد أن الإنفاضة لا يدَ منها
أولاً : إسرائيل تضغط على الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين الذين ما عادوا يتحملوا حتى العيش مع القيود الإجتماعية والإقتصادية والدينية
نتنياهو يعتقد أنه ومن خلال قلب رأس المجن وقلب الطاولة من أجل فرض وقائع جديدة على الأرض رغم المحاولات التي جرت من قبل بعض الدول كالأردن وقدحصل إجتماع عاجل ضم كيري ونتنياهو نتيجة تسارع الأحداث خاصة في القدس تخوفاً من عواقب السلوك الإسرائيلي في المسجد الأقصى والقدس وما يمكن أن ينتج عنه من إنتفاضة كبيرة ...إلا أن كل هذه المحاولات بائت بالفشل
وعلى ما يبدو أن نتنياهو هو من يريد هذه االإنتفاضة تحول دون قيام دولة فلسطينية ربما يعتقد أن في مثل هكذا أمر يخرج من عزلته
ثانياً : وفي المقابل نجد أن الدول التي تريد دولة فلسطينية تراهن هي على إنتفاضة تطيح بنتنياهو وتأتي بحكومة أقل تطرفاً تتجاوب مع القرارات الدولية
ثالثاً : أبو مازن الذي يحاول ضبط الأمر قدر المستطاع ظناً منه أن العالم يريد وضعاً هادئاً حتى يتحقق ما تعهدوا له من دعم في الهيئات الدولية
إلا أن أبو مازن نفسه سيجد نفسه مضطرا ً بالقبول والتعايش مع هذه الإنتفاضة
لأنه أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يكون مع شعبه.. أو مع من .!؟
فالقدس اليوم بشبابها ورجالها ونسائها هم من سيقررون مصير القضية الفلشسطينية وعلى ما يبدوا أنها ستكون هي القائد الذي سيمضم له كل من يريد إنقاذ تاريخه ومستقبله
وبمراقبة لما يجري عالمياً نرى أن روسيا تضع ثقلها مع أوروبا لتحقيق
الدولة الفلسطينية وهو أمر تقتضيه مصالحهم أكثر من مصلحة فلسطين
إن ظهور الجبهة الشعبية في عملية الكنيس وليس أي تنظيم آخر له دلاله هامة يجب أن نضعها في الحسبان خاصة إذا توالت عملياتها
فبعد أن كانت إيران هي من تضع أصبعها في الملف الفلسطيني من خلال حماس
يبدو أن روسيا سيكون لها اليد الطولى في هذا الملف الذي تتقاذفه الأمواج العاتية
وللدلاله على قولي فقبل خمسة أيام وفي مؤتمر العشرين الذي عُقد في أستراليا وقبل الاختتام غادر الرئيس الروسي بوتين الجلسة الختامية وبلا دبلوماسية وقال بالحرف الواحد سأغادر لأني أشعر بالنعاس وبالفعل غادر القاعة دون أن يسلم على زعماء العالم وذهب الى المطار وصافح كل من كان حتى سائقي الدرجات النارية كإهانة للجالسين في قاعة المؤتمر
ورداً على موضوع أوكرانيا والذي مورس عليه الضغط للخروج من أوكرانيا
" قال وفي كلمة مقتضبة ما دمتم تتحدثون عن الشرعية الدولية فعليكم أن تنفذوا القرارات الدولية على إسرائيل ولو بتنفيذ قرار واحد من القرارات التي صدرت عن الشرعية الدولية التي تتغنون بها طيلة نصف قرن " نريد أن نرى قوتكم على إسرائيل في إعلان فلسطين دولة فلسطينية
أما نتنياهو ..
فنتنياهو يحفر قبره بيده ولن يحقق أهدافه وسيرحل حتماً ومن سيأتي بعده سيحمل إرثاً من الكوارث أو سيضطر لوقف النزيف الذي لا طائل منه ويرضخ للحقوق الفلسطينيه
إذا ً وكأننا أمام واقع جديد يفرض نفسه من خلال تصعيد إسرائيلي وشعب فلسطيني سيقوم بواجبه للتصدي والدفاع عن كرامته ومقدساته
وعالم يريد أن يرى حراكاً فلسطينيا ً يستحق البناء عليه
فهل سيكون هناك مفاجئات لصالح قضيتنا..!
المسألة تحتاج لتضحيات كبيرة ...
وشعبنا شعب بطل لن يقصر في أداء دوره الريادي