ترحيب الرئاسة المصرية بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز أل سعود ملك المملكة العربية السعودية والتي يناشد فيها مصر الشقيقة بدعم اتفاق الرياض التكميلي والذي جري التوقيع عليه بين السعودية والامارات ومملكة البحرين والكويت ودولة قطر والذي طوي صفحة الخلافات التي كانت قائمة ما بين دول مجلس التعاون الخليجي والذين اكدوا في اتفاقهم علي الدور المصري وأهميه فتح أفاق جديدة من العلاقات خاصة ما بين مصر الشقيقة ودولة قطر .
كانت المطالبة السعودية من مصر الشقيقة دعم هذا الاتفاق التكميلي .....كما وتم دعم هذا التوجه من خلال وسائل الاعلام والمثقفين والمفكرين واصحاب الرأي تعزيزا لوحدة الصف العربي وانهاء كافة الخلافات التي نشبت نتيجة مواقف قطرية خارجة عن ارادة الموقف العربي والمجمع عليه بتأييد الموقف المصري.... وتعزيزا لمكانة هذا البلد العربي الكبير ودوره الاقليمي والعربي ...والتي تأكد عبر كافة المراحل والمنعطفات التاريخية أن مصر ....بيت العرب ...وهي الأحرص دوما علي أمة عربية واحدة موحدة حفاظا علي الامن القومي العربي وتعزيزا للقدرات العربية لمواجهه كافة التحديات التي لا زالت تعصف بمنطقتنا نتيجة للارهاب الاسود والتدخلات الخارجية التي تحاول زعزعه أمن واستقرار المنطقة من خلال تمويل وتسليح بعض الجماعات المتطرفة .
مصر الشقيقة أكدت للجميع ومنذ عقود وحتي يومنا هذا أنها تفتح قلبها لكل العرب وأنها تعتبر قاهرة العروبة بيت لكل العرب ...وليس لها أدني خلاف مع اى قطر عربي بل تعمل جاهدة وبكل السبل الممكنة علي تحمل الهفوات من أجل المصالح العربية وحفاظا علي الامن القومي العربي ...لكنها في ذات الوقت لا تقبل بالتدخل بشئونها الداخلية تحت اى ذرائع واسباب يمكن تسويقها او تبريرها ....فليس هناك من اسباب مقنعه ...كما ليس هناك من مبررات يمكن ان تكون مقبولة... للتدخل بالشأن المصري ...حتي تبقي العلاقات العربية علاقات أخوة وطيدة وعلاقات تنسيق مشترك لمعالجة كافة المشاكل والتحديات التي تواجه أمتنا العربية من المحيط الي الخليج في ظل تحديات ومخاطر حقيقية لا تستهدف مصر وحدها لكنها تستهدف كافة الاقطار العربية وخاصة منطقة الخليج العربي .
مصر ستبقي تفتح قلبها لكل العرب ولا تتعامل بردات فعل ...بل تتسم سياستها الخارجية بالاتزان والموضوعية والحفاظ علي المصالح العربية من خلال كل قطر عربي .
دور الاعلام العربي وكافة المثقفين والمفكرين وأصحاب الرأي يحرصون علي دعم كافة التوجهات لتعزيز وحدة الموقف ورص الصفوف وتحقيق الوئام والمصالحة ما بين الاقطار العربية....الا ان هذا التوجه الواجب من منطلق الوطنية والقومية العربية يتطلب أن نشاهد علي أرض الواقع ما يمكن أن يعزز مثل هذه التوجهات وأن يدفع بالاعلام والمفكرين والمثقفين واصحاب الرأي باتجاه تعزيز المواقف ورص الصفوف لمواجهه التحديات المتصاعدة والمتنامية من خلال ما تعيشه بعض دول المنطقة من أزمات تهدد وحدة أراضيها وتماسك مجتمعها.... وهذا ما يحدث اليوم في ليبيا وسوريا وما تتعرض له مصر من أعمال ارهابية جاري القضاء عليها من خلال أكبر عملية تقوم بها القوات المسلحة المصرية في منطقة شمال سيناء .
نامل أن يكون الموقف القطري بمستوي التحديات والمسئوليات الوطنية والقومية لصالح أمتنا العربية وتعزيز استقرارها وأمنها ...وأن يكون الدور القطري مساهما وفاعلا بالمشاركة بإحداث التنمية من خلال المشاريع الاستراتيجية ذات العائد المجزي والتي تساهم بمعالجة الازمات الاقتصادية والاجتماعية .
ان الدور القطري المأمول أن تجعل من قناة الجزيرة قناة وطنية قومية لا تتدخل بالشئون الداخلية للدول وأن تساهم في احداث نقلة نوعية في مستوي الوعي العربي تعزيزا للآمال وانهاءا لكل ما يشاع من محاولات احباط المعنويات .
ان زرع الأمال وتناميها من خلال استقرار وامن وتنمية مستدامة ومشاريع استراتيجية ذات عائدات مجزئة لمعالجة البطالة والفقر والارتقاء بمستوي الخدمات المقدمة للمواطن العربي يشكل عاملا هاما من عوامل مواجهه هذا الارهاب الاسود .
كلنا امل وثقة بدور جلاله الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وحرصه الدائم علي وحدة الموقف العربي ...لاننا نحن في فلسطين أحوج ما نكون الي وحدة الموقف ورص الصفوف ...وقدسنا تتعرض للتهويد وأقصانا يستباح علي مدار اللحظة من قبل المستوطنين ..وأرضنا تنهب وتسلب من خلال الاستيطان ..ولا زلنا صامدين ومرابطين وبأمس الحاجة الى وقفة عربية جامعه تساندنا وتدعمنا وتعزز من صمودنا حتي نتمكن من تحقيق اهدافنا الوطنية الثابتة واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
نتمنى لكل أمتنا العربية الرخاء والازدهار ...الامن والاستقرار والتقدم ..والقوة والمناعة لمواجهه كافة التحديات والمخاطر التي لا زالت تهدد أمتنا .
الكاتب : وفيق زنداح