ثمان سنوات عجاف مضت والرئاسة والتشريعي بالحكم ثمان سنوات ونيف ولا يزال المد والجزر من هذا لهؤلاء حصار وثلاث حروب واغتيالات وتوغلات بالعشرات!!
ثمان سنوات والمناكفات لم تتوقف بين رئيس سلطة وحزبه وبين رئيس حكومة وحزبه واستمالت الأحزاب الأخرى التي تعيش متطفلة على دماء الشعب والوطن وهم كثروا.
ثمان سنوات تتوالى علينا الهموم والمصائب وحتى الابتلاءات فهذا فقد عائلته واخر فقد أجزاء منها ومنا من فقد أجزاء من جسده يعيش الان بلا معيل بلا راعي حتى بالعلاج!!
بيوت برمتها أصبحت مجرد ذرات لركام وحياة باتت اشبه بالعذاب تتقلب علينا كل لحظة وكل ساعة، خريجون بالآلاف لا يجدون حظا في مهنة يمتهنونها وإن كانت خارج نطاق تخصصاتهم وحتى عمال غير كنس الشوارع وبرامج الأونروا التسوليه لكسر نفوس هؤلاء الشباب !!
كهرباء لا نراها بقدر ما تغيب عنا فأصبحت من الكماليات لكل بيت مولد ولكل مولد قصة ورواية أودت بحياة العديد واحرقت منازل العديد فما من مهرب وسبيل ويوم فكروا بالهرب سقطوا في غيابات البحر غرقا ليصبحوا غذاء فاخر للأسماك !!
أطفال لاقت ربها مرضا بعدما عجز الإباء عن جلب الدواء ومرضى لاقوا ربهم نتيجة اهمال صحي وفشل في اختيار العلاج كثيرة هي المآسي عدد ولا حرج فيها فليس لقائمتها من نهاية !!
عقول جمدت واجساد دفنت وهي لا تزال على قيد الحياة تنادي تصرخ فلا مجيب ولا مستمع لعذابها ولا راعي لهمومها وإن كان لدينا بدل الحكومة حكومات !!
مآسي لا حصر لها نعيشها بين الفينة والأخرى بلا هوادة بلا راحة بلا استراحة انفاس، وأصحاب أولي الامر منا يعيشون الترف والرفاهية ولا يشعرون بشيء مما نحن فيه من عذابات فقط هم للجوالات الخارجية تتسارع اقدامهم فيها بلا خجل ولا وجل وعودة حميدة محملة حقائبهم بالهدايا الخاصة وعدد بعد ذلك المؤتمرات والندوات ليطلعونا على ما قاموا به من جهد مضني وحثيث ندفع ثمنه من اموالنا ومن فتات الوطن ومن الويلات, حياتهم لا عناء فيها ولا شدائد ولا انقطاع كهرباء فهناك من المولدات ما تكفي لحي بأكمله والمحروقات تسددها الضرائب والهدايا وناتج المشروعات!
توسمنا بكم خيرا فكان منكم ما كان من سلفكم لكن تعددت النكهات تعددت الأصناف وكانت آلامنا واحدة تنخر فينا حتى الأعماق فلا وطناً عاد لنا ولا سلمنا من آلة القتل يوما ولا نزال تحت مقصلة الحصار نعاني الويلات!!
باعنا القريب والغريب عنا بات عدوا يضاف لقائمة الأعداء وتستمر فينا الدموع على من فقدنا من أطفال من شباب من نساء ورجال حتى الشياب، نبكي اطلال بيوتنا وما آلت اليه حالنا فبالأمس كنا في بيوتنا معززين داخلها واليوم أصبحنا بالخيام والكرفانات.
ضاعت قضيتنا بين حزب وحزب بين الاتهامات ضاعت فلسطين والمحتل يهودها شارعا شارعا وحيي يتلوه حي الى ان وصل داخل الأقصى نفسه وما من مستيقظ من سبات اهل الكهف لكن بالملذات!!
ليس لدينا الان شيء نبكيه سوى جيش المقاومة ورجالها الاشراف الذين يضحوا ليل نهار بكل ما لديهم وهل لديهم سوى فتات ومن فوقها أرواح؟!!
سحقا لكل من عاش هنيئا باسم فلسطين وأهلها غارقون بالنكبات سحقا يا هؤلاء يوم اخترناكم لتكونوا لنا مدافعين ولحقوقنا محافظين فإذا أنتم لأبنائكم وانفسكم من اموالنا جامعون سحقا لكم ولليوم الذي جاءت الينا به سلطة ليكون لها رئيس وحكومة ومجلس تشريعي يشهد زورا على البيعات.
ستحاسبون حتما امام الله على ما اقترفت ايديكم وعما تسببتم لنا من ويلات ستحاسبون وستناولون جزائكم بالدنيا والاخرة فلا تفرحوا طويلا فان يوم الحساب من الله عنكم ليس ببعيد سحقا ليوم ظننا انكم الاوفياء لكنكم يوم عجزتم كالأخرين أصبحت بلهاء !!
سيحاسبكم المقاومين يوما على ما فرطت يداكم بحق الشعب بحق الوطن بحق المقدسات فهل استيقظتم يوما قبل ان تنالوا الجزاء؟!!