وهل من حب أو زواج ناجح عبر الفيس ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

 

قرأت عبر الفيس في أحد الأيام ومنذ فترة قريبة .. تساؤل جميل وغريب في ذات الوقت من إحدى الأخوات الفاضلات ،وهي كاتبة مرموقة ومجتهدة ولها مكانتها الأدبية ..الكاتبة /نادية طاهر حيث طرحت تساؤل مفتوح للحوار المستنبط من عمق كتابها الثالث " أسرار الفيس " حيث أني هنا أنقل ما قالته بالنص وبالعامية : ترى سمعتم عن الزواج الفيسيوبكي ..أيه رأيكم فيه ؟؟؟

...أنا كتبت عن الحب الفيسيوبكي لكن الزواج الفيسيوبكي مينفعش فيه كتابة ..ياسلام على العقد زوجتك نفسي بشهادة الفيس والياهو بدل على سنة الله ورسوله ...الناس دماغها فرقعت على الفيس .

أنا أقول قبل أن أجيب على هذا التساؤل .. من وجهة نظري الخاصة أن العلاقات التي تحاك هنا أو هناك عبر الفيس سواء على صعيد الصداقة الفيسيوبكية مع خالص احترامي لكل أصدقائي عبر الفيس ،والذين لم التقي بهم من قبل .. أو على صعيد الحب الفيسيوبكي أو الزواج الفيسيوبكي لا يمكن أن تكون مثل تلك الروابط قوية وراسخة كما أشجار السنديان أو الزيتون ..طبعا وحتى أكون موضوعيا أن هناك بعض الحالات قد تنجح علاقاتها ، وتتجسد على أرض الواقع يعني أن يلتقي صديق بصديقة.. أو شاب بالفتاة التي يحبها.. أو يحدث زواج رسمي بعد التعارف على الفيس يعني الانتقال من الشاشة الصغيرة إلى المحكمة لعقد القران وبناء عش الزوجية السعيد.. لكن تلك حالات نادرة بل واعتبرها شاذة لأن الأصل أن على صفحة الفيس تقام تعارفات وصداقات وحب غالبا ماتكون بأسماء مستعارة وهمية غير حقيقية يعني ذلك أن البداية تبدأ بوهم أو أكاذيب سواء أكانت تلك الأسباب لدواعي أمنية، وإفلات من الرقابة العامة أو.. لإشباع غريزة النقص وحب الأنا أو لمصالح مادية محضة ..وهي أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع أولئك القوم لأن يقيموا مثل تلك العلاقات سواء بصورة واسعة كانت أو محدودة ،وبكل جرأة لكن.. لا تتجاوز تلك العلاقة المكانية شاشة الحاسوب مهما كبرت أو صغرت .. ولو كان التعامل كما يقولون وجه لوحه .. لا اختلفت أمور كثيرة لأن العلاقات الإنسانية برأيي تُبنى من خلال المواقف.. فسقراط فيلسوف اليونان الشهير قال لأحد الطلاب الذين جاءوا ليتعلموا منه وكان ذاك الطالب يلتزم الصمت فقال له سقراط : تكلم حتى أراك ..!! فالشاب الذي صور لفتاته صورة الدوجوان أو الفتاة التي لصقت صورة إحدى ملكات الجمال لفتاها على أنها هي فتاة الأحلام ..ستكون أول مقابلة حقيقية بينهما هي نقطة صدام بل ارتطام عنيف لا كما ترتطم أمواج البحر بصخور الشاطيء ..وحينها يذهب كل منهما إلى طريقة وبلا رجعة ..أعرف أن الزواج الفيسيوبكي بدون عقد هو أمر مستحدث وشاذ لأنه يخالف كل الأديان و الأعراف والعادات والتقاليد ..فكيف تسمح فتاة لقبول شخص عبر الفيس لتقول له وأنا قبلت منك الزواج ..أي سخافة وحماقة تلك ..وكيف بها الحال لو اكتشفت أن الزوج الزائف هو فتاة مثلها وأنها.. قد ابتدعت كذبة خطيرة من باب الدعابة وصدقتها ..وقد يحدث العكس ..بكل صراحة أقولها من وجهة نظري الخاصة على الذين يتعاملون ويشغلون بالهم بالجلوس طويلا عبر الفيس أن لا يحلقوا كثيرا في الفضاء فتأخذهم أحلامهم الوردية ،ومخيلتهم إلى أعنان السماء وإلا ويكتشفوا فيما بعد أن صعودهم يتجه للهاوية.. وحينها فقط تبدأ لحظة الانكسار ..وما أقصى انكسار قلوب البشر ..أما الأجساد فأمرها سهل وبسيط ..كنت قد حذرت كثيرا من قبل في كتاباتي عن العلاقات المفتوحة عبر الفيس ..وبعودة سريعة لنقطة التساؤل الذي أسلف من قِبل الكاتبة /نادية طاهر أعلاه أقول.. أن الحب الفيسيو بكي أو الزواج الفيسيوبكي فاشل بكل المقاييس لأن أخطر ما فيه هو.. عندما يدب النزاع أو الخلاف ولو في الرأي نجد أن كلا الزوجين أو الحبيبان أو أحدهما ..يسارع لإنهاء ذاك الحب أو تلك العلاقة الزوجية الوهمية فينهي كل شيء بطريقة سريعة لايدري بها أحد إلا الله سبحانه حيث يدخل على خيار إنهاء الصداقة أو ينقر بالماوس فيقوم بعمل حظر وحينها ينتهي كل شيء ..وهنا لا داعي طبعا اللجوء إلى المحاكم لتثبيت الطلاق أو الخلع أو غيره..!!