قرأتنا التاريخية لمجمل الاحداث والتطورات لا توفر لنا أي صدمة يمكن أن نتحدث عنها بقدر ما تأكدنا أن هذه الدولة الغاصبة تريد أن تستمر في سلب حقوقنا ..وسلب أرضنا ... وشطب تاريخنا ...والتوغل الي الحد الذي قالته جولدا مائير بأن ليس هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني... و بالتالي ليس هناك شئ اسمه فلسطين... وكأننا من قارة أخري ...ومن مواليد وطن أخر ...لا علاقة له بتراب هذا الوطن ...تزييف تاريخي عنصري فاشي ...يتواصل مع كل حكومة اسرائيلية أيا كان رئيسها أو الاحزاب الحاكمة فيها ..فالعمل كما الليكود كما كاديما كما اسرائيل بيتنا ..كما المستوطنين العنصريين الفاشيين هذا اليمين المتطرف والمتصاعد والمستمر بجرائمه لن يوفر أمنا ولا استقرارا .
اسرائيل وادارتها للصراع وعبر حكوماتها المتعاقبة والمنسجمة والمتطابقة مع السياسة الامريكية لا زالوا علي مواقفهم وسياساتهم .
ما يجري في اسرائيل من موافقه علي قانون القومية بمجلس الوزراء بالأغلبية والطرح المؤجل للكنيست للإقرار... وما يحاولون تصديره لنا حول خلاف ائتلافي ما بين الاحزاب حول هذا المشروع العنصري الفاشي لا يخرج عن اطار ادارة الصراع وبالونات الاختبار وقياس ردود الافعال والتي بمجملها لن تغير من واقع القانون واقراره والسير علي خطاه وتنفيذه بحذافيره دون أدني مشكلة مع المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة
والتي كان رد فعلها الاولي المحافظة علي الديمقراطية وحقوق الاقليات علي أن تكون اسرائيل دولة يهودية ومتاح لكافة يهود العالم أن يأتوا اليها فهي وطنهم اليهودي الوحيد في اطار ادعاءاتهم العنصرية وتنفيذا لمخططات تاريخية وليس مخطط جديد يقوم نتنياهو علي طرحه وتنفيذه .
فما يجري استمرارا لمخطط تحددت معالمه منذ اتفاقية سايكس بيكو 1916 وما سبق ذلك في المؤتمر الصهيوني الاول في العام 1897 وما تلي ذلك من وعد بلفور بالعام 1917 والذي كان واضحا في نصوصه وأهدافه وحتي قرار قيام هذه الدولة العنصرية الفاشية وسياساتها التي تأسست عليها والقائمة علي العنصرية والتطهير العرقي ويهودية الدولة والتي لم يقدم المؤسس الاول بن غوريون علي اقرار هذا القرار المدفون في جعبه الحركة الصهيونية انتظارا للظروف الموضوعية والذاتية التي يمكن أن تسمح بتمريره وتطبيقه دون أدني ازعاج أو اعاقة اقليمية أو أمموية أو حتي داخلية فالأرض ممهدة ..والطريق سالكة ..والظروف مهيأة ..والطرف الفلسطيني صاحب الحق الاول بالمعارضة في أسوء أحواله وما زال مشغول بانقسامه المتحكم بمواقفه وتفاصيل الحالة الفلسطينية .
رغم أن اسرئيل تمتلك القوة لتنفيذ ما تريد ...كما وتمتلك الحليف الاستراتيجي الأقوى في العالم الولايات المتحدة الامريكية ...الا أنه قد فاتها الشي المهم والقادر علي افساد ما خربه الدهر والتاريخ والظروف الدولية والاقليمية ...أن هناك شعبا فلسطينيا عربيا ذات جذور تاريخية ..صاحب الارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية لا يمكن أن يمرر مثل هذه المخططات ...ولا يمكن أن يشطب في غفله من هذا الزمن الرديء والصامت أمام هذا الاحتلال الاسرائيلي الذي يصعد من وتيرة احتلاله بالمزيد من العنصرية والتطهير العرقي واستباحة وتدنيس المقدسات واستمرار الاستيطان وتوسيعه والعمل علي اختراع القوانين ومحاولة تشريعها في سباق مع الزمن لخلق وقائع علي الارض ...لا توفر للفلسطينيين امكانية اقامه دولتهم ولا حتي انجاح أي جهود سياسية لتنفيذ حل الدولتين والذي أصبح سرابا وخيالا في ظل ما تقدم عليه اسرائيل .
مشهد الصراع القائم حاليا سيدفع بالفلسطينيين الي خيارات متعددة ومهما كانت النتائج والثمن المدفوع ...لأن المسألة وقد أصبحت صراع وجود وصراع حدود وصراع بقاء واعتراف بأحقيتنا في وطننا وطن الاباء والاجداد ..,وطن الكنعانيين ..ولا يمكن أن نقبل بمن هجروا من أوطانهم ..ومن خدعوا للمجي الي أرض السمن والعسل أن يعيشوا بأمن وسلام ونحن نعيش بالخلاء ودون أمال نسعي لتحقيقها والتي صبرنا وقدمنا التضحيات علي مدار عقود طويلة من أجل أن نري الحلم وقد تحقق بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ....ليأتي علينا هذا اليمين المتطرف العنصري ليحاول اقتلاعنا من أرضنا لحساب يهود العالم .
فنحن أصحاب الارض وأصحاب الحقوق والأقوى من كافة القرارات والمخططات ...وتجربة الصراع قد أثبتت للإسرائيليين قبل غيرهم أن الفلسطيني صاحب الارض والحقوق اما أن يبقي علي أرضه ...واما أن يموت من أجلها ...فلا خيار ولا اختيار ولا احتمال ...الا أن نصمد ونقاوم هذا المحتل الاسرائيلي العنصري ولتكن النتائج مهما كانت .
ان اسرائيل بسياساتها العنصرية لا تخدم نفسها ...ولا تخدم أمنها واستقراراها ...ولا تخدم الامن الاقليمي والدولي ...لأن ما تفعله وتخطط له وتنفذه ...سيجعل من هذه الارض لهب ونار يصعب اطفائها .
الكاتب : وفيق زنداح