حمى الصراع والتوتر الامريكي الروسي وانعكاسه على سوريا والملف الايراني والمنطقة

بقلم: علي ابوحبله

حمى الصراع الذي تشهده المنطقه هو انعكاس للتوتر الامريكي الروسي ، وان الصراع على سوريا ما زال على اشده بين التحالف الامريكي وقوى المحور الروسي الايراني الصيني ، وان محادثات فينا حول الملف النووي الايراني بين الدول الخمس زائد واحد تنعكس على حمى الصراع الامريكي الروسي ، وان ما يسمى محاربة الارهاب والتطرف في المنطقه هو انعكاس للصراع الاقليمي والدولي ، وان العالم العربي منشغل بمشاكله وصراعاته الداخليه وان حركة داعش هي انعكاس لهذه الصراعات ، وهي ضمن مسعى يقود لتكريس يهودية اسرائيل في المنطقه كدوله عنصريه دينيه قد تقود لحرب دينيه ، تمديد المحادثات النوويه الايرانيه مع القوى الست حتى الاول من يوليو 2015 بحيث تحصل ايران كل شهر على 700 مليون دولار من ارصدتها المجمده اثناء مواصلة التفاوض مع الدول الكبرى للتوصل الى اتفاق بشان برنامجا النووي حيث ان امريكا ما زالت تستشعر الخطر الايراني ، وان الصراع الاقليمي يحول دون التوصل لاتفاق مع ايران مما يدفع الصراع في المنطقه لاشده ، تحولت موسكو الى قبله للوفود الديبلوماسيه سعوديه وسوريا ، اضافة للحديث عن استضافتها لوفد من المعارضه السوريه ، وزير الخارجيه الروسي سيرغي لا فروف اعلن ان واشنطن تسعى بعيدا عن الاضواء لاطاحة النظام في سوريا ، مشيرا الى ان العمليه التي يشنها التحالف بقيادة امريكيه ضد تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام قد تكون تمهيدا للاطاحة بالنظام في دمشق ،كما انتقد لافروف ما وصفه بـالمنطق المنحرف لواشنطن، مضيفاً بأن سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة، ومن غير العادل"، أن يتفاوض حتى مع طالبان، عندما يستلزم الامر أما عندما يتعلق الأمر بسوريا فتصبح مقاربتهم ايديولوجية إلى أقصى الحدود بمعنى آخر " متشددة".ما الذي دفع وزير الخارجية الروسي لا فروف للإدلاء بذلك التصريح قبل وصول وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الوزير وليد المعلم إلى هناك؟، هل هي إشهار لمعلومات ما في العلن عن النوايا الأمريكية التي استشفها الروس من خلال محدثاتهم المتكررة مع ألأمريكيين وكيف ستكون الرسائل التحذيرية التي ستُقدم للوفد السوري خلال زياته؟، هل سيضع الجانبان خططاً لمواجهة النوايا الأمريكية التي أعلنها لافروف؟، وإن كان الجواب بنعم فكيف ستساعد موسكو حليفتها دمشق لمنع تنفيذ واشنطن لمخططها؟. في اللغة الديبلوماسيه فإن تصريح الوزير الروسي يعني أن العلاقات بين البلدين بلغت مؤخراً توتراً كبيراً، وهنا لا بد من التذكير بخروج أصوات روسية تتهم واشنطن بالسعي لتغيير النظام الروسي وكسر شوكته أيضا ثم يأتي بعدها توصيف لافروف للسياسة الروسية بأنها منحرفة، وهذه إشارة أيضاً لمرحلة التوتر التي وصلتها العلاقة بين الطرفين مؤخراً.الموقف الروسي سيكون أكثر تشدداً لجهة دعم الحليف السوري ومنع أي محاولات أمريكية من أجل النفاذ إلى إسقاط النظام هناك، زيارة وليد المعلم ستتضمن حتماً تباحثاً في النوايا الأمريكية بتغيير النظام من بوابة الحرب على ألإرهاب وحتماً سيكون هناك تنسيق كامل على المستوى الدبلوماسي والسياسي سيتبعه تنسيق لوجستي وأمني على الأرض تفادياً لوقوع ما حذّر منه لافروف. التغييرات الهيكلية، التي أجرتها وزارة الدفاع الروسية، والتي أعلن عنها مسبقاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتثير التساؤلات عن المدى الذي روسيا مستعدة للوصول إليه في نزاعاتها مع ألغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكيه ، من القرم إلى سورية، ومن أوكرانيا إلى أمريكا الجنوبية الى الملف النووي الايراني . لا شك ان جميع الملفات مرتبطه بعضها ببعض ضمن الصراعات التي تشهدها المنطقه على خلفية التوتر الامريكي الروسي وانعكاس هذا التوتر على المنطقه ، ايران تستفيد من حمى الصراع والتوتر في محادثاتها مع الدول الكبرى ، وان ايران لن تستسلم للضغوطات ولن تقبل بالشروط الغربيه بشان برنامجها النووي والتخلي عن تخصيب اليورانيوم المخصب ،وكان مسؤولون إيرانيون قد أعلنوا أنهم يعملون على خطة بديلة حال انهيار المحادثات تماما، وهو ما سيدفعهم للتحول شرقا وشمالا للحصول على دعم دبلوماسي واقتصادي.وقال مسؤول إيراني بارز: "لدينا بالطبع خطة بديلة. لا يمكنني الكشف عن مزيد من التفاصيل، لكن تربطنا دائما علاقات طيبة مع روسيا والصين، ومن الطبيعي إذا فشلت المحادثات النووية أن نزيد من تعاوننا مع أصدقائنا، وأن نقدم لهم فرصا أكبر في السوق الإيرانية ذات الإمكانيات المتميزة".وأضاف "لدينا آراء مشتركة (مع روسيا والصين) فيما يخص العديد من القضايا ومنها سوريا والعراق".والصين هي أكبر مشتر للنفط الإيراني وإحدى الدول القليلة التي لاتزال تستوعب كميات ضخمة من الصادرات الإيرانية دون أي نقصان كبير منذ شددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوباتهما في السنوات الثلاث الأخيرة. وباعت روسيا أسلحة لإيران، وبنت لها محطة نووية وربما زودتها بقدرات تكنولوجية.وبإمكان البلدين أن يوفرا غطاء دبلوماسيا في مجلس الأمن الدولي، حيث يتمتعان بحق الفيتو الذي يمكن أن يساعد في عرقلة توسيع نطاق العقوبات. تردك الاداره الامريكيه مخاطر مصالحها في المنطقه وان خطر اندلاع حرب ستؤدي الى خسارة امريكا لمصالحها في المنطقه وهي دفعت باتجاه تاجيل المحادثات حول البرنامج النووي الايراني مفضلة ذلك عن الاعلان عن فشل المحادثات حيث كانت تسعى الى ذلك فرنسا واسرائيل عبر حلفائها من دول الخليج ، وان امريكا سعت للتوقيع على هذا الاتفاق والتاجيل في ظل دعوة مشرعون أميركيون إلى التصويت على فرض عقوبات جديدة على إيران، وذلك ردا على تمديد المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي.وقال السيناتور الجمهوري، مارك كيرك، إنه يتوجب على الكونغرس فرض عقوبات جديدة على إيران بحيث لا تُعطَى خيارات أخرى.فيما طالب السيناتور الجمهوري، اد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الرئيس باراك أوباما بتضييق الخناق على طهران خلال فترة التمديد لفرض التنازلات التي ترفض إيران القيام بها.وأعلن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الاثنين، تمديد المحادثات النووية مع إيران حتى نهاية شهر يونيو 2015، مؤكداً أن إيران والقوى الست أحرزت تقدماً كبيراً في أحدث جولة من المحادثات النووية.وأوضح هاموند أن المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوى الكبرى ستتواصل بموجب بنود الاتفاق الأولي الذي أبرم في جنيف في نوفمبر 2013.هذا.. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني تأكيده تمديد المحادثات النووية مع القوى الست حتى الأول من يوليو 2015.من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن إيران والقوى العالمية الست حققت تقدماً كبيراً في طريق الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني ولكن على الرغم من الأفكار الجديدة التي طرحت فإن المحادثات ستبقى صعبة في الشهور المقبلة.وأضاف كيري للصحافيين: "إذا تمكنا من ذلك (الوصول لاتفاق) في وقت أقرب فسنفعل ذلك في وقت أقرب.. هذه المحادثات لن تصير أسهل من ذي قبل لمجرد أننا مددناها. إنها صعبة. وكانت صعبة. وستبقى صعبة".وتابع أن القوى لن تواصل الحديث مع إيران إلى الأبد من دون إحراز تقدم جاد. ولكن الوقت غير موات للانسحاب، مضيفا أنه ما زالت "هناك بعض نقاط الخلاف المهمة".وشدد على أنه لن يكون هناك مزيد من التخفيف للعقوبات المفروضة على إيران خلال فترة التمديد للمحادثات.من جانبه، توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتوصل الأطراف المشاركة في المحادثات النووية الإيرانية لاتفاق بشأن كل "المبادئ الأساسية" خلال ثلاثة أو أربعة شهور.ونقل موفد قناة "العربية" إلى فيينا عن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قوله إن "أفكاراً جديدة وضعت على الطاولة مع إيران ولن نقبل بغير اتفاق يضمن الأمن والسلام". في ظل هذا التباين في المواقف نتيجة صراع المصالح الذي تشهده المنطقه حيث يبقى للتوتر والصراع بين امريكا وروسيا انعكاسه على الازمه السوريه والملف الايراني ، وان حمى التصاعد في الخلافات والتوتر واعادة اقتسام المصالح والنفوذ قد ينذر بحرب في المنطقه بفعل صراع المصالح الاقليميه بين المحاور المختلفه فيما بينهما وان نذر حرب تلوح افقها بين اسرائيل وحزب الله وهي انعكاس للتوتر بين روسيا وامريكا حيث ان فتح ترسانة الاسلحه الروسيه الامريكيه وتزويد المجموعات المسلحه ينذر بنشوب حرب اقليميه تحسم الصراع والتوتر بين امريكيا وروسيا