المحامي وصديقه اللدود

بقلم: أسامه الفرا

تجربة المخرج والسياسي الأمريكي الساخر "هورويتز" في جامعة كاليفورنيا، التي تعد واحدة من أهم الجامعات الأمريكية، فريدة من نوعها، حمل المخرج الساخر علم "داعش" ودخل به إلى باحات الجامعة، أخذ يلوح بالعلم وهو يصيح بأن الولايات المتحدة وليست داعش هي المسؤولة عن القتل في جميع أنحاء العالم، ويد أمريكا ملطخة بدم الشرق الأوسط، رد فعل الطلبة لم يكن سلبياً كما كان متوقعاً، بل اتسم بعدم المبالاة مع بعض التعليقات الإيجابية، من ضمنها أن إقترب منه أحد الطلبة ليقول له "أتمنى لك حظاً سعيداً، عاد السياسي الساخر إلى الجامعة ذاتها ملوحاً بعلم إسرائيل، استقبال الطلبة له أيضاً هذه المرة جاء أيضاً خلاف ما توقع، ردود الأفعال جاءت حادة، ما بين اللعنة على اسرائيل ومن قال له صراحة أنتم قتلة الأطفال، فيما اقترب منه أحد المارة ليصرخ في وجهه "هذا العلم الذي تلوح به يمثل الابادة الجماعية النفسية لهذا الكوكب.

لا أعرف إن كان رئيس حكومة الاحتلال قد سمع بتجربة المخرج الأمريكي الساخر، قد يتطلب أن يجلس مع صديقه أوباما ليطلعا سوياً على تفاصيلها، يمثل اللقاء فرصة سانجة لأن يعاتب كل منهما الآخر، يمكن للسيد أوباما أن يحمل نتانياهو وسياسته الخرقاء المسؤولية عن ذلك، حيث سبق له أن نصحه مراراً بضرورة لجم حكومته دون أن يستمع إليه ولو لمرة واحدة، سيجدها أوباما فرصته ليعيد على مسامع ضيفه مقتطفات من خطابه الشهير في جامعة القاهرة وموعظته التي ألقاها أمام الطلبة الإسرائيليين في "مباني الأمة"، لكنه قبل أن ينهي عتابه لصديقه اللدود "نتانياهو" سيؤكد مرة تلو الأخرى بأن إدارته ملزمة بالدفاع عن إسرائيل في كل المحافل، وأنه يتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بكل قوة.

بعد أن يؤكد نتانياهو لصديقه أوباما على عمق العلاقة التي تربط بلديهما، ويقدم له شكره على المواقف الجادة للإدارة الأمريكية في الدفاع عن سياسة حكومته، سيجدها فرصة للتنوية إلى تنامي اللاسامية في العالم، وسيؤكد على قلقه من تواجد من يروج لها داخل جامعة كاليفورنيا المرموقة، وهذا يتطلب تحركاً جاداً من قبل الإدارة الأمريكية لملاحقة هؤلاء وجلبهم للعدالة، وقبل أن ينهي عتابه لا بد وأن يعيد على مسامع مضيفه الأفرع الأخرى التي تشارك داعش في الشجرة السامة "حسب تعبيره"، سيعقب اللقاء مؤتمراً صحفياً يؤكدان فيه على أن اللقاء كان إيجابياً وبناءاً وأنه تم الإتفاق خلاله على مواصلة حربهما ضد الإرهاب، وبطبيعة الحال لن يتم التطرق إلى تجربة السياسي الساخر من قريب أو بعيد.

يمكن لرئيس حكومة الاحتلال أن يواصل صم آذانه وإغلاق عينيه، ويمكن للسيد أوباما مواصلة لعب دور المحامي عن السياسة الإسرائيلية، لكن ذلك لن يوقف التنامي المتواصل الذي يرى في إسرائيل الراعي الأكبر للإرهاب في العالم.