حكومة التوافق ومنذ تشكيلها توافقيا لم نلمس منها انجازات واضحة علي واقع الحاله الفلسطينية ...خاصة في المحافظات الجنوبية وما يقال حاليا من تصريحات متضاربة ما بين توسعه الحكومة والضوء الاخضر الذي منح لرئيس الوزراء من الرئيس عباس وما بين تصريحات من قبل حركة حماس حول أن العمر الافتراضي لهذه الحكومة تبقي عليه 6 أيام كما يقول السيد موسي أبو مرزوق ....كل ذلك في اطار تصريحات عديدة تتهم فيها الحكومة وبشكل واضح أنها لم تنجز ولم تتحمل مسئولياتها ...وحملت هذه الحكومة بأكثر مما تحتمل دون أن تعطي الفرصة لممارسة مهامها ومسئولياتها والمفترض أنها في السياق الطبيعي لأي حكومة لها مهام ومسئوليات... ويمكن محاسبتها بما أنجزت وأخفقت .
الا ان حكومة التوافق والتي جاءت بعد مخاض عسير وما بعد جولات حوارية لإنهاء الانقسام وطئ صفحته ...وبداية مرحلة جديدة في ظل ما بذل من جهد سياسي حتي تكون هذه الحكومة ذات قبول اسرائيلي واقليمي ودولي وحتي لا تحاصر ....الا أن هذه الحكومة التي لم تنجز .....فلذلك أسبابه ومبرراته وأهمها عدم بسط نفوذها وسيطرتها بالمحافظات الجنوبية ....مما جعل من حكومة التوافق حكومة مقيدة لا تستطيع أن تسير أمور الوزارات والمؤسسات ...كما لا تستطيع بسط سيطرتها علي المعابر بما فيها معبر رفح .
أي أن حكومة التوافق لها أسبابها ومبرراتها التي يمكن أن تدافع بها عن نفسها ازاء اخفاقاتها وعدم انجازها.... وأبسط جواب لديها كيف يمكن المطالبة بإنجازات وخطوات ملموسة ونحن لم نستلم بعد زمام الامور بالقطاع ؟؟....جواب فيه من المنطقية والسلامة الادارية والقانونية التي لا يستطيع أن يختلف عليها اثنين .... لكن أن يبقي الحال بالقطاع علي ما هو عليه فهذه مصيبة المصائب,,,, وكارثة الكوارث وظلم بين ... لا يستطيع الشعب أن يتحمله في ظل هذا الجدل والمناكفات السياسية والحملات الاعلامية والتصريحات غير المسئولة التي تطال الرئيس والحكومة وحركة فتح.... فهذا لا يساعد علي استكمال المصالحة وتهيئة الاجواء وتوفير المناخ الذي يمكن من خلاله انجاح هذه الحكومة ...وحتي أي حكومة أخري يمكن الحديث عنها ..كما يجري الحديث اليوم عن حكومة وحدة وطنية فصائلية لندخل مرة أخري في جدل لا يتوقف ..وتقسيمات لا حدود لها ...ولنا في هذا تجربة ولا يجب أن نجرب المجرب ...فمثل هذه الحكومات الفصائلية المسماة بحكومة الوحدة الوطنية سوف تحاصر اسرائيليا ودوليا واقليميا لأسباب معروفة لا داعي لذكرها والتفصيل فيها .
ما يعنينا بالمقام الاول حكومة فلسطينية ذات قدرة وكفاءة مهنية علي ادارة المؤسسات والوزارات والنهوض بالحالة الفلسطينية ومعالجة أثار العدوان واعادة البناء وانهاء حالة مأساوية يعيشها ألاف المواطنين ممن تم تدمير منازلهم ...وبنية تحتية مدمرة ومؤسسات مدمرة وبطالة متفشية وفقر يتسع ويزداد سوءا ...أوضاع انسانية يشيب لها شعر الرأس ....وتهتز لها كل القلوب والضمائر عندما تري أن هناك من العائلات مالا تستطيع أن تشتري قوت يومها... ولا تستطيع أن تجلب علبة حليب لأطفالها ...كما لا تستطيع توفير الدواء لأبنائها ..عائلات بالآلاف يعيشون كوارث الطبيعة كما كوارث الواقع والخلاف والانقسام الذي يدمر الآمال .
تصريحات السيد موسي أبو مرزوق والتي قال فيها أن غزة ليست حمل اضافي نتوافق معه... لكن هذا الحمل ....يجب أن يكون في قاطرة الوطن بشقيه الشمالي والجنوبي وأن تكون هذه القاطرة عنوان مسئوليتها معروفة للجميع أي حكومة التوافق التي يجب أن تأخذ فرصتها وأن توسع وزارتها اذا كان هذا يخدم الوطن والمواطنين ويخفف من ألامهم وظروفهم المعيشية السيئة .
قلنا ونقول مرارا وتكرارا ...ليس مشكلتنا فيمن يحكم ...كما ليس مشكلتنا في تسمية الحكومة ومن هو رئيسها ...لكن المشكلة أن نتفق ونتوافق جميعا علي انجاح هذه الحكومة.... وتوفير أرضية نجاحها وأن لا نضع العراقيل أمامها ..حتي يمكن محاسبتها
أما استمرار الجدل ..واطلاق التصريحات ....ونحن بهذه الحالة المأساوية وبظروف غاية بالصعوبة وعلي كافة الصعد ...فهذه مسألة تحتاج الي اعادة تفكير وترتيب لأولوياتنا الوطنية ...وعدم الزج بخلافاتنا السياسية امام حكومة خدماتيه تسعي للتخفيف من أعباء المواطنين ...والتهيئة لانتخابات رئاسية وتشريعية قادمة يمكن من خلال هذه الانتخابات أن يحقق الجميع طموحاتهم السياسية وان يصلوا الي ما يريدون بحسب ارادة الناخبين ...فعلينا ألا نتعجل الامور ..وأن نترك الامور تسير دون عوائق وعقبات وتصريحات لا تخدم حالتنا الفلسطينية ...في ظل عدو متربص لا زال ينفذ مشاريعه وليس أخرها يهودية الدولة ..كما ليس أخرها استباحة المقدسات وتدنيسها ...وربما ليس أخرها عدوانه الاخير... وما يمكن أن يدفعه لعدوان جديد كمخرج لأزمته ..وفرصة لخلط الاوراق ...في ظل انجازات سياسية فلسطينية. واعترافات دولية لا يمكن التقليل بها من قبل العديد من الدول الاوروبية من خلال برلماناتها اضافه لما يقارب من 130 دولة تعترف بدولة فلسطين .
علينا ألا نظلم هذه الحكومة التوافقية ...حتي لا نظلم أنفسنا ...بأكثر مما نحن عليه في ظل مشهد مأساوي وكوارث لا نستطيع تجاهلها .
الكاتب : وفيق زنداح