ليس من باب صناعة الخبر والحدث ...ولكن انسجاما مع حركة التاريخ وسياقه الطبيعي لمكونات الدولة المصرية ودورها ومكانتها .. والتي تتواصل برغم التحديات التي تواجهها من قوي الارهاب الاسود الذي يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد من خلال دعوة الفتنه والتخريب واثارة الفوضى والتي ستفشل كما فشلت دعوات أخري سابقة ....لأنها مصر الدولة... المكانة والدور والشعب الذي يحتضن دولته من خلال قواته المسلحة وأجهزته ومؤسساته .
برغم تحديات الارهاب ودعوات الفوضى والتخريب كانت الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي لروما وباريس لحشد مواقف البلدين والقارة الاوروبية الاكثر قربا والتصاقا بأحداث المنطقة والمتأثر الأول بكل ما يجري بها من أحداث ارهابية تسعي بالمقام الاول الي اسقاط الدول وتفتيتها وتقسيمها وادخالها في أتون الفوضى والحروب الاهلية والطائفية ..كما يجري في سوريا والعراق وليبيا .
جولة الرئيس السيسي أكدت أن مصر لا زالت بقوتها وعنفوانها وبمكانتها ودورها الكبير الذي سيوفر عوامل الامن والاستقرار بالمنطقة ...كما سيكون رادعا قويا لكل دعوات الفتنه والفوضى التي ستنتهي في مهدها لأن لا أساس لها... ولا شعبية تحتضنها ..ولا أهداف محترمة يمكن البناء عليها... بل كلها دعوات تخريبية لا يمكن لشعب مصر أن يقبل بها أو يمررها لتحقيق أهدافها الخبيثة الماكرة التي تحاول استخدام الدين من أجل تحقيق أهداف وغايات لا علاقة لها بالوطن واستقراره وتنميته ومعالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية .
جاءت زيارة الرئيس المصري الخارجية للتأكيد علي أن مصر لا زالت لاعبا رئيسيا ومركزيا لأمن واستقرار الاقليم من المحيط الي الخليج ...كما انها جاءت في سياق الانفتاح المصري علي الجار الاوروبي لزيادة أواصر العلاقات وتوطيدها وبناء جسور الثقة والتعاون بكافة المجالات وأهمها زيادة حجم الاستثمارات في المشاريع الاستراتيجية والتي ستعود علي الشعب المصري بعائدات مجزية ...وفوائد تنموية تحقق المعالجة العملية للكثير من المعضلات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية .
مصر ومن خلال جولة الرئيس السيسي أكدت علي محاربة الارهاب وضرورة التعاون الاوروبي لمحاربته علي قاعدة الامن المشترك ...وعلي أساس ان الارهاب لا وطن ولا دين له ..وهو ليس مرتبطا بمنطقتنا العربية بقدر ما هو مهددا للأمن والاستقرار الدولي .
كما أكدت زيارة الرئيس المصري أن الشعوب وارادتها الحرة واختيارها لزعمائها تفرض نفسها بقوة واحترام علي الساحة الدولية ...وأن كل ما يمكن أن يقال في فترة عابرة وفي لحظة من الزمن هو حالة من عدم الادراك والتمعن والفهم لحقيقة ما يجري .
مصر وعودة علاقاتها الخارجية بقوة وثبات وبسياسة خارجية محددة المعالم والاهداف وعلي رأسها القضية الفلسطينية وطرحها بقوة علي اعتبار أن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق أمال الشعب الفلسطيني هو المخرج الوحيد لتحقيق الامن والسلام بالمنطقة وأن كافه المحاولات للالتفاف علي الحقوق الوطنية الفلسطينية محاولات عبثية لا طائل منها الا المزيد من الفوضى والعنف والتطرف .
الدور المصري القومي وأحداث العراق وسوريا وليبيا من الملفات المركزية والتي كانت بمجملها دافعا للتأكيد علي وحدة وأراضي هذه الدول وسلامة أراضيها ..ومكافحة الارهاب بداخلها ..وتعزيز مكانة ودور الدولة ومؤسساتها علي اعتبار أن ما يجري داخل بعض الاقطار العربية يأتي في اطار الفوضى والفتن والتخريب والتقسيم وانهاك مقومات وجود هذه الدول وهذا ما لا يمكن قبوله وتمريره .
مصر وعودتها القوية ...ورسالتها الواضحة ....كانت من الاسلحة القوية التي تواجه بها هذا الارهاب الاسود وذرائعه التي لم تعد تنطلي علي أحد ...لا شرقا ولا غربا ..ولا شمالا ولا جنوبا ...جماعات تكفيريه تعيش بمفاهيم مريضة منحرفة الفكر.. وهم بحق خوارج هذا الزمن.. والذين لن يطولوا أرضا ولا سماءا ...بل سيكون مصيرهم العقاب علي ما اقترفت أياديهم بحكم القانون والقضاء .
مصر بعودتها ...وتحركها السياسي الخارجي تفتح أفاق التعاون الاستثماري لإحداث تنمية مستدامة لها نتائجها التي سيلمسها الشعب المصري خلال فترة وجيزة في ظل تعاون استثماري عربي أوروبي ...وحرص مصري رسمي علي تعزيز العلاقات مع الجميع علي أرضية التعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها وارادة شعوبها .
هذه هي مصر العربية ..بقيادتها الجديدة ..الواثقة من خطواتها ..والمدركة لكل ما تقوم به من تحركات.... وما تصدره من قرارات ...وما تفتحه من أفاق تعاون لمصلحة مصر وشعبها تعزيزا لدورها ومكانتها ... برغم كافة التحديات .
الكاتب : وفيق زنداح