هي امرأة شابه بسيطة.. بساطه الأعشاب المتمايلة على ضفاف النهر، صافية القلب كقطع الثلج الصغيرة الشديدة البياض ..إلا أنها أحيانا كثيرة تصاب بالهلوسة والشك فتهتز ثقتها بنفسها ..وحينها تضطر لأن تراجع يومياتها لكل من يحيطون بها.. فنجدها فجأة تتحول على عجالة إلى قطة برية شرسة تخدش بأظافرها أولئك الذين يحاولون الاقتراب من راية دائرتها السوداء بكل فضولية أو تطفل .. رغم تدلي خصلات الشيب التي تصبغها باللون الفضي اللامع إلا أنها ترفض بكل تحدي وعنفوان.. أن تفكر ولو للحظة في أن تقيم أي علاقة رومانسية تنتهي بها إلى الزواج من أي رجل مهما كانت تلك العلاقة حميدة وواضحة وضوح الشمس ..وسواء أكان يتمتع ذاك الرجل بقدر كافٍ من الذوق والرقي والأخلاق أو الوسامة.. إلا أن ذلك أمرا لا تكترث به كثيرا .. رغم يقينها بأنه لا يمكن طرد الذين تتعامل معهم ، بشكلٍ روتيني ومنضبط .. إلا أنها تنظر إليهم ، وكأنهم مجرد دُمى متحركة أنجبتها وقائع الحياة لا محالة.. فهي تعتبر في قرارة نفسها أنها أكبرمن مجرد اللهو أو العبث أوحتى الاحتفاظ بتلك الدمى.. بعدما ألصقت شعارا عنوانه القلب مغلق إلى الأبد ،قلبها الذي ضاعت مفاتحه منذ أمد .. إلا أن جسدها رغما عنها يرتعش بقوة .. ولا يزال ينبض متأهبا لأول لحظات حانية رقيقة تهدهدها تحاول الوصول إليها .. تخرجها من دائرة الصراع الوحدوي والعزلة والريبة .. خاصة أن أكثر ما تعانيه وسط الزحام ..هو نظرة المجتمع السلبية والتزمتيه التي لا ترحم الأرامل في بلاد العُرب أوطاني ..!!