لم أمتلك إلا تلبية الدعوة التي جاءتني من كتائب القسام، قرأت الدعوة بانتشاء شديد، ورهبة بالغة، فأنا أقرأ كلاماً يصدر عن مقاومين، أنا أقرأ حروفاً سبقتها الأفعال، وأتنقل بين جمل قتالية فرضت نفسها نداً على أعتى قوة غاصبة في الشرق، فهذه الدعوة من كتائب القسام التي قصفت تل أبيب، ونفذت عميلة ناحال عوز، وأذلت وأرهقت وأفزعت قوة الصهاينة الضاربة في رفح والشجاعية وبيت حانون، والتفاح، وخزاعة، والمغازي، والزنة، وأعجزت التكنولوجيا الحديثة، لقد عاودت قراءة الدعوة التي جاءتني من كتائب القسام ثانية، إنها بلون النصر، وتفوح منها رائحة المجد، ولها مذاق الكرامة التي عاش لحظاتها شعبنا الذي يفتخر بأبنائه الذين صدوا عدوان الصهاينة الغزاة.
عاودت قراءة الدعوة التي تقول: تتشرف قيادة كتيبة الأمل، لواء خان يونس بدعوتكم لتناول طعام الغذاء وذلك شكراً وحمداً لله عز وجل، بعد أن من الله على مجاهدينا بالعودة سالمين، بعدما مكثوا ما يزيد عن الثلاثة أسابيع في الأنفاق، وذلك أبان معركة العصف المأكوك.
وذلك بمشيئة الله بعد صلاة ظهر يوم السبت، الموافق 29/11/2014،
حين تحتفل كتائب القسام جهاراً نهاراً، وبهذا التواضع، فهي تهدف إلى أمرين:
الأول: إن كتائب القسام لا تخشى من العدو الإسرائيلي، ولاسيما أن كثيراً من قادة كتائب القسام كانوا في استقبالنا، وكانوا يمازحون الحضور، غير متخفين عن أعين الطائرات الإسرائيلية، ولا خائفين من الغدر، وهذا يؤكد على الثقة بالنفس، والاستعداد لكل احتمال.
الثاني: إن كتاب القسام تمتلك أمرها، ولها قدراتها، ولها قوتها الميدانية، ولها حاضنتها الجماهيرية التي لم تتخل عنها، ولن تتخلى عنها، وتفتخر بما صنعت، ولا تهاب المواجهة من جديد مع عدو أدرك حجم المقاومة.
كنت فخوراً وأنا أصافح الناجين من حرب امتدت 51 يوماً، كانت ابتسامتي لهم تخفي دمعة تذكرني بإخوانهم وزملائهم الذين قضوا نحبهم في المواجهة، صافحت رجال القسام وكلي ثقة بأنهم سيواصلون درب الشهداء، وأنهم سيواصلون مشوار التحدي حتى تحرير فلسطين.
وكم أسعدني عناق قائد كتيبة الأمل رافع سلامة وهو يقول لي: يا خال، لقد ابتسم قلبي، وهو يذكرني بالشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، حين كان يلتقي بي في السجن، كان يصر أن يناديني: يا خال.