الانتخابات الإسرائيلية وقطاع غزة

بقلم: فايز أبو شمالة

هل ستؤثر الانتخابات الإسرائيلية على حياة الناس في قطاع غزة؟ وكيف سيكون ذلك؟ ولماذا قطاع غزة بالتحديد، وليس الضفة الغربية والقدس؟
كان الأجدر أن يكون الاهتمام بتأثير الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية بشكل عام، ولكن الإفلاس السياسي الذي تعيشه الساحة الفلسطينية جراء تعلقها المطلق بحبل المفاوضات، أعط الأمان للإسرائيليين، وجعلهم يسقطون من حسابهم السياسي ردة فعل سكان الضفة الغربية، وعليه أمسى تطور الحدث السياسي داخل الساحة الإسرائيلية لا يأخذ بعين الاعتبار حال الضفة الغربية، إن عدم الاكتراث الإسرائيلي لإمكانية تطور الحدث في الضفة الغربية، هو الذي يؤثر سلباً على مجمل القضية الفلسطينية.
إن قصر الحديث على تأثير الانتخابات الإسرائيلية على حياة الناس اليومية في قطاع غزة، ينطلق من اهتمام الرأي العام الإسرائيلي بما يجري داخل قطاع غزة، وتطور حياة الناس هنالك، ومن ثم ردة فعل المقاومة الفلسطينية على هذه التطورات، وقد دللت التجربة أن المقاومة قادرة على أن توقف إسرائيل على ساق واحدة، وبالتالي فهي قادرة على قلب طاولة الانتخابات، وإحداث تأثيرات سلبية أو إيجابية على مجمل الخارطة الحزبية في الدولة العبرية.
أمام إسرائيل فترة انتقالية مدتها ستة أشهر على الأقل، ستجرى خلالها الانتخابات، ومن ثم مفاوضات تشكيل الحكومة، وتسلمها لمهماتها، إنها فترة حساسة وهامة بالنسبة لرئيس الوزراء نتانياهو الذي سيحرص على أن تعبر الأيام بهدوء، ودون أي اشتباك أو معركة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لأن نتانياهو يدرك أن أي انفجار للوضع الأمني سيؤثر سلباً على مستوطني غلاف غزة، وهذا بدوره سيؤثر على مجمل الرأي العام الإسرائيلي الذي سيكتشف أن ثلاثة حروب على قطاع غزة لم تحقق أي من أهدافها التي يتفاخر فيها نتانياهو.
لما سبق، فإنني أتوقع أن تحرص القيادة الإسرائيلية في الأيام القادمة على تسهيل عبور البضائع من وإلى قطاع غزة، وستحرص القيادة الإسرائيلية بشكل خاص على إدخال مواد البناء دون إعاقة، وسترسل القيادة الإسرائيلية أكثر من رسالة هدوء على حدود قطاع غزة.
لا بد من التذكير هنا إلى أن الضفة الغربية والقدس لهما التأثير الأكبر على الأحداث، وهما قادرتان على إسقاط نتانياهو، وقادرتان على تغيير التركيبة الحزبية في إسرائيل، ومن ثم تحديد شخص رئيس الوزراء القادم، ولكن ذلك مشروط بانفلات حبل الأمن، وانطلاق الجماهير الفلسطينية على سجيتها في مواجهة الاحتلال.