لا... للإرهاب والتطرف .

بقلم: وفيق زنداح

عقد بقاهرة العروبة والاسلام المؤتمر العالمي لمكافحة الارهاب والذي تنظمه مشيخة الازهر الشريف وعلي رأسها الامام الاكبر شيخ الأزهر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب والذي يشارك فيه أكثر من 120 وفدا من كافة دول العالم .
هذا الملتقي الذي يجمع النخب الفكرية والثقافية والاعلامية وكبار رجال الدين الاسلامي والمسيحي وأصحاب الفكر والرأي والذي يدلل علي مدي خطورة المرحلة وما يعصف بالمنطقة من أفعال ارهابية تخريبية تحت ذريعة الدين ..والدين منهم براء ..حيث أكد المجتمعون في جلساتهم الأولية أن لا علاقة للدين الاسلامي الحنيف بوسطيته وتعاليمه الداعية للمحبة والتسامح والعدل أي أدني علاقة قريبة أو بعيدة يمكن أن تذكر من خلال هذه الافعال المستنكرة من الجميع .
وكما قال الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور الطيب أن ما يجري من ارهاب وتطرف يأتي في سياق مؤامرات الأعداء علي المشرق العربي بهدف أن تكون هناك حرب مفتوحة ...وأن ما يسمي بداعش تنفيذا لمؤامرة لدعم اسرائيل ...وأن أفعالهم الاجرامية الارهابية انما تهدد الدين والاوطان ...كما أكد البابا توا دروس باسم الكنيسة المصرية مختصرا حديثه بعبارة ذات مدلولات هامة وعظيمة عندما قال ....
وطن بلا كنائس ....أفضل من كنائس بلا وطن ...
ولا أعرف ان كان بالإمكان شرعا أن نقول كمسلمين ...
وطن بلا مساجد ..أفضل من مساجد بلا وطن ...
مع احترامنا وتقديرنا وتمسكنا بالمساجد والكنائس كأماكن عبادة وتقرب الي الله لعل وعسي أن يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر .
الوطن ....الاوطان ...التي نعيش بكنفها ..ونأكل من خيراتها ..ونستقر بداخلها ..ونعمل من أجل أنفسنا وأبنائنا وأجيالنا ...هذا الوطن بترابه ومائه وزرعه وتراثه وتاريخه وما تربينا عليه من خلال الاباء والاجداد ..ومن سبقونا عبر تاريخنا الاسلامي والذين وقفوا مدافعين عن الارض والعرض والكرامة والممتلكات ..ولم يرهبهم الغزاة بكافة أصنافهم ومشاربهم ...لقناعات راسخة وثابتة أن واجب الدفاع عن أرض المسلمين واجب مقدس .
منطقتنا العربية والتي صنع لها ما يمكن أن ينهك مقومات وجودها وقوتها ...ويجعل منها ساحة للاقتتال الطائفي والمذهبي ...وحتي القتال لمن امتلكهم فكر مريض ...وانحراف فكري تكفيري... تحت دواعي وأسباب واهية لا علاقة لها بالدين وتعاليمه وسنه رسوله الكريم ...لمحاولة ارباك الامة بمهام وأعباء اضافية تعيق حركة التقدم والتنمية والتطور ...ومحاولة العودة بنا الي قرون ماضية من التخلف والضعف ..وحتي لا نجد مفرا من الاستنجاد وطلب الاستغاثة بمن هم أكثر قوة ..حتي ولو سرقوا خيرات الاوطان ..ودفعونا ثمن وتكاليف وجودهم .
أي عقل ..وأي فكر ..وأي منطق ..وأي دين ..يحكم شياطين هذا الزمن وخوارجه من أصحاب الفكر المنحرف والتكفيري ...والذي أصاب الأمة بمرض خطير يجب معالجته من جذوره ..واجتثاث أسبابه ...حتي لا يتمادى ويتمدد داخل الجسم العربي والاسلامي ...هذه الصناعة الاسرائيلية الامريكية للجماعات التكفيرية والتي خرجت عن الملة والدين ووسطية الاسلام وتعاليمه تصب بأعمالها التخريبية لصالح أعداء الأمة ...فما يحدث في سوريا من تشكيلات تكفيرية ارهابية يقاتلون بعضهم البعض ...وما يحدث بالعراق واللعب علي الطائفية وما يحدث في ليبيا واليمن وحتي في شمال سيناء ...كلها جماعات تكفيرية ترتبط مصالحها بمن يمولها ويسلحها ويسهل عليها طريقها وتحركها من دولة لأخري وخاصة تركيا وقطر وبأوامر أمريكية اسرائيلية وفي اطار غطاء اعلامي تقوده قناة الجزيرة القطرية والتي تساهم في تضخيم هذه الجماعات ...بل أنها تصاحبهم وتجري الاحاديث معهم وبإمكان القارئ العربي أن يتابع برنامج الصندوق الاسود علي قناة الجزيرة والذي كان عبارة عن لقاءات بين محاورا مخفيا ...وضيفا مقنعا ..وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما كانت تجري الجزيرة لقاءاتها مع تنظيم القاعدة في جبال قندهار في أفغانستان وباكستان .
هؤلاء الارهابيين والتكفيريين وحتي يكون لهم حضورا يحتاجون الي قناة اعلامية لتجعل منهم حضورا دائما ..فالحضور الاجرامي والارهابي اما بفعل تخريبي ...واما بلقاءات متلفزة ..واما بمشاهد تلفزيونية مصورة لمجموعه من الملثمين يحملون أسلحتهم ويرفعون راياتهم ...لعبة اعلامية لا تخرج عن اطار ما استجد علي الساحة الاعلامية من ارهاب اعلامي وفكري... لإثارة المخاوف وزعزعة الاستقرار والمساس بأمن العديد من الدول .
ان المؤتمر الذي عقد بالقاهرة ضد الارهاب والتطرف... ذات أهمية وضرورة اسلامية بالمقام الاول ... ووطنية قومية لتبيان حقيقة هذه الجماعات التكفيرية وعدم صلتها بالإسلام والمسلمين وتضييق الخناق عليهم وعلي عقولهم وأفكارهم الهدامة وكشف مصادر تمويلهم وتسليحهم حتي يكونوا أداة قتل وتخريب لمصلحة أعداء الامة .
نحن نخاف الله ...ونخاف من يوم الحساب ...وندعو صباح مساء وعلي مدار اللحظة أن يتغمدنا الله برحمته ويسكننا فسيح جناته ...وأن يرحمنا يوم العرض عليه ...انه رحيم مجيب دعوة الداعيين المؤمنين الصادقين غير المنافقين .
يارب ..يا خالق الارض والسماء وكل شيء حي ارحمنا برحمتك ...واجعلنا من أهل اليمين الذين نخاف حسابك ...ولا تولي أمورنا الا خيارنا ...وأن لا تحكم فينا كل منحرف وظلامي من شياطين الدنيا .
يارب ..اجعل أوطاننا خير لنا ولأجيالنا ..واجعل حياتنا ممر صدق لأخرتنا ...ولا تجعل الدنيا اكبر همنا .
يارب ..اجعلنا أعزاء كرماء في أوطاننا... واهزم الشر بداخلنا ..وانصر الخير ..ودعاه الخير والتسامح والمحبة والعدل ...يارب اجعل الغلبة لعبادك المؤمنين الصالحين المتقين الذين يخافونك ..ولا يخافون من غيرك...واهزم كل شياطين الدنيا ..واجعل حياتنا حياة الصالحين ..اللهم أمين .

الكاتب : وفيق زنداح