يتسابق المتسابقون على مقاعد فارغة مفرغة من مضمونها تاه عناصرها بين الضياع الفلسطيني وتلعثمت الألسن بين التحزب للحزب أو التحزب للوطن فالوطن اصبح في نظر هؤلاء سلعة رابحة يتاجرون بها على مدار السنين وكأن مقعد التشريعي وسام على صدر رجالاته في الوقت الذي تناسى فيه هؤلاء أشباه البشر عناوين الصراع وتعودوا أساليب الضياع وتبعثرت الكلمات في الحلق غائرة في اعماق متشدقي الخطابة كلّ يغني على هواه وكل يقرأ الوطن بمعناه وكل ضاعت لديه علامات الانتماء .....
تعددت الكلمات وتغيرت العبر وتكاثرت الإقتراحات وتسربت عبر وسائل الاعلام الكثير من الأراء ولم نعد نعرف القَول من الفعل ولم نعد نعرف صدق ذاك القول ام صدق ذاك الفعل ولم نكن على دراية ان أهواء هؤلاء المتحدثين تسيّرها تحت ساتر الظلام الليلي وسائد الأحلام ليبزغ علينا النهار بمفاجأة هنا وتصريح هناك جميعها تصريحات خبيثة خبث بني صهيون في الأقوال والأفعال اكمن في بواطنها دوافع مبطنة ....
لست ادري ان كانت تصريحات رجالات المجلس التشريعي بفروعها المتعددة وانتماءاتها المتفرقة صادقة صادرة من الاعماق أم انها خزعبلات حزبية تهل علينا بين الفينة والاخرى عجائب الدهر على طبق من ذهب تتخللها سموم الكون بين ثناياها .. لذا اردت أن اقول لهؤلاء جميعهم .. نريد منكم سادتي صدق النوايا وليس قوانين الولايا او قوانين نساء المرايا يا سادة الوطن وعناوين عزتها هذا إن بقي لديكم بعض العزة فالوطن سليب وكل يوم تهل الينا تصريحاتكم بمختلف اتجاهاتها .. ربما تكون تلك التصريحات هي نفسها التي يقال عنها حق يراد به باطل .....
نتمنى من كل قلوبنا صدق الأفعال ولا نريد منكم الكثير من الأقوال نريد منكم صدق النوايا وليس تسريبات ووسوسات وسائد الولايا وهنا أقصد ما اقول وأعني كل حرف كتبته وأعني كل معنى بين سطوره ولا يهم ان كنتم تريدون الفهم أو لا تريدون .. فانا من يرسل الرسائل وانتم من وجب عليهم القراءة فبينها الكثير لمن يريد الفهم والإستيعاب ومن لا يريد فليأخذ مما اقول سطحية الكلام ومعسول الحديث وليبقى هؤلاء في مناصبهم وعلى خوازيق كراسيهم المغلقة ربما تتجذر سيقانهم وتتحول اجسادهم الى هياكل خشبية لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم .. مع احترامي لجميع الولايا ,, جمع وليّة ,, لمن لايريد ان الفهم ومن لايريد ان يصدق القول فالتكرار يعلم الشطّار .. ..
مجلسنا التشريعي اليوم اصبح كحمّام سوق الحميدية التاريخي في بلاد الشام مغلق على الزائرين مشرع لصناع الفتن وهم كثر فالفتنة أصبحت ومازالت متجذرة في العمق العربي قبل الفلسطيني وسوء النوايا أصبح شعار الإنتصار في يومنا هذا والدم أصبح مستباح والعزّة ضاعت تحت أقدام الجبابرة واصحاب محلّات الجزارة العربية ذات الاهداف الغربية ....
رواتب تصرف وعلاوات تعطى لمن تعوّد على الاخذ وتناسى معنى العطاء وضاعت من قاموسهم مشاعر الإنتماء للوطن وتناسى هؤلاء ان الوطن راحة للعقل والنفس والضمير واصبح رجالات مجلسنا الموقر غارقون في سبات عميق على وسائد ريش من النعام وجلود أبناء البشر فالشعب اصبح اليوم وقود مناصبكم ياسادة الوسادة المخملية ...
أفيقوا يا رجال الوطن أفيقوا يا ابناء الياسر أفيقوا قبل يذهب الوطن وتبقى وسائد الولايا .. اتركوا وسائدكم قليلاً وامتشقوا السلاح والكلمة وتعاضضدوا فيما بينكم ربّما يخرج مما تبقى لديكم من ضمير بعض علامات انتصار او علامات وحدة او علامات انتماء لهذا الوطن السليب أو علموا ابناءكم الانتماء للوطن قبل الحزب وهو أضعف الإيمان فالوطن باق والاحزاب زائلة .. لك الله ياوطن الأحرار لك الله يازمن الثوار لك الله يا ابن الختيار ...
يقولون ان المجلس التشريعي يلعب دورا سياسيا فعّالاً يقولون ان من واجباته الدفاع عن حقوق الشعب يقولون انه يدعم السلطة التنفيذية ويقولون انه يدعم المفاوض الفلسطيني في قضايا القدس واللاجئين والاستيطان واطلاق سراح الأسرى ... اين انتم من كل هذا اين انتم من مراقبة الحكومة ومؤسساتها اين انتم من اقرار الموازنة اين انتم من مراجعة المخططات والاتفاقات الدولية اين انتم من حقوق المواطن اين حقوق القضية عليكم اين حقوق الارض عليكم اين حقوق شجرة الزيتون عليكم اين حقوق المقدسات عليكم اين حقوق الزمن عليكم اين انتم .......
اراكم فقط تصارعون الموت قبل الحياة على حقوقكم الشخصية بمعناها الواضح والمعلوم ,, لا حق لكم علينا طالما انتم تصنعون الفتن خلف ابواب موصدة ...