اسرائيل تصارع من اجل البقاء وهي تفتعل الحروب وتعتمد سياسة العدوان من اجل توحيد الصف الاسرائيلي وصهر بوتقة المجتمع الاسرائيلي الذي تنخر في صفوفه الخلافات ، اسرائيل مجتمع من قوميات وجنسيات مختلفة لا يمكن لهذه القوميات والأجناس المختلفة العادات والتقاليد والتاريخ ان تنصهر في بوتقة مجتمع يهودي متجانس، فهم خليط من مختلف الجنسيات والقوميات استوطنوا في فلسطين طمعا في تحقيق حياة افضل ، الكثير من المحللين والساسة الاسرائيليين يشخصون ألازمه الراهنه في اسرائيل ويضعونها في سياق ما يعانيه المجتمع الاسرائيلي من ازمة الهوية ، التطرف والعنصرية والاتجاه نحو تجسيد الدوله اليهودية جميعها تسلب غالبية الاسرائيليين لهويتهم القوميه وتتجه بهم صوب ايجاد مجتمع يهودي متدين يخضع في احكامه وشروطه ووجوده لضرورة التدين والالتزام بتعاليم التوراة وفق ما يفرضه ويمليه اليهود التوراتيون ، وهذا يتعارض وغالبية التوجه للإسرائيليين العلمانيين ، تسيبي ليفني وزير القضاء المقاله اشارت الى ان الانتخابات المبكرة ما يعني ان هناك سبيلان مختلفان الصهيونيه مقابل التطرف وان الانتخابات ستجري على هذا الاساس وأشارت في تصريحاتها ان ليفني ونتنياهو بالأساس ينتميان لحزب الليكود المتطرف لكنها اشارت نحن الاثنان نسير الان في طريق مختلف ، هناك اصبح تغير في المفهوم الاسرائيلي غير الذي خطه مؤسس الكيان الاسرائيلي بن غوريون الذي سعى لضمان فضاء ديمقراطي يضفي على اسرائيل مقبوليه وشرعيه عالميه والاتجاه نحو الزاوية الضيقة عبر تحديد هوية إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي دون غيره مقدمين قيم اليهودية على قيم ألديمقراطية وهذا ما يفسر حدة الموقف المتفجر بين نتنياهو ونفتالي بينت وأقطاب اليمين الداعمين لقانون يهودية الدولة ووزيرة القضاء تسيفي ليفني بشكل أساسي و"لبيد"بشكل ما ،ويبقى السؤال هل تمنح الانتخابات المبكرة إسرائيل حلا لازمتها وصراعها وذلك ضمن مفهوم حسم الصراع على المصالح او الصراع على الهوية ؟ أم ان نتائج الانتخابات ستفضي إلى إعادة توزيع المقاعد بين قوى اليمين ذاتها التي تشكل الائتلاف ليعود نتنياهو بحكومة جديدة–قديمة مع بعض إضافات لا تغير في جوهر الأمور سوى الارتباط في الأحزاب الدينية تعويضا عن غياب محتمل لحزب "يش عتيد" وحزب ليفني. ان حقيقة ما تعانيه اسرائيل هو ازمه حكوميه تتعلق بتركيبة الائتلاف وتناقض مصالح مكوناته ألمختلفة وبهذا يمكن للانتخابات إن تعيد تشكيل ورسم الخريطة السياسية بما يسمح بتركيب حكومة أكثر تجانسا أو اقل تناقضا على اقل تقدير، ان ألازمه بين الاحزاب الاسرائيليه نفسها هي أزمة مصالح وليست أزمة حكم معارضين وهذا ما ذهب إليه "نتنياهو " في كلمته امام الكنيست حين أشار إلى وجود أزمة حكم حالت وستحول دون ممارسته لصلاحياته وقيام الحكومة بواجباتها المنصوص عليها ما لم يمنحه الناخب الإسرائيلي أغلبية مطلقة"تسمح له بتجاوز أزمة الحكم الناتجة في أساسها عن تفتت القوى الحزبية ضمن نظام انتخابي يمنح الأحزاب الصغيرة في كثير من الحالات حق النقض "الفيتو " ويترك القرارات الصعبة رهينة بيد حزب صغير هنا وهنا".اجراء انتخابات مبكره في اسرائيل هو صراع بين اليمين المتطرف الذي يسعى لتكريس اهدافه وبرنامجه السياسي وزرع دوله يهوديه اصوليه عنصريه متطرفه ، وبين قوى اصبحت صغيره في المجتمع الاسرائيلي تخشى على وجودها ومصالحها وتتخوف من تدمير الكيان الاسرائيلي نفسه بنفسه بفعل ما ترتئيه تلك الاحزاب من صراع على الهويه ، ووفقا لاستطلاع رأي موقع "والاه" العبري عشية حل الكنيست الإسرائيلي فإن اليمين الاسرائيلي يزداد قوة في هذه الانتخابات وسيحصل على 52 مقعدا ما يتيح لنتنياهو بولاية جديدة في رئاسة الوزراء.ويتضح من هذا الاستطلاع الذي أجراه مركز "TNS" لصالح الموقع الذي نشر تفاصيله اليوم الاربعاء، أن أحزاب اليمين "الليكود، البيت اليهودي، اسرائيل بيتنا" سيحصلون على 52 مقعدا في الكنيست حال جرت الانتخابات اليوم، في حين سيشهد حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد تراجعا كبيرا وسيحصل على 11 مقعدا.وسيحقق معسكر اليمين بزعامة نتنياهو وبينت وليبرمان فوزا واضحا في الانتخابات حال جرت اليوم بحيث ستحصل هذه الأحزاب على 9 مقاعد زيادة عن عدد مقاعدها في الكنيست الحالي، وسيحصل حزب "الليكود" على 22 مقعدا في حين سيحصل حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت على 17 مقعدا ويصبح الحزب الثاني في اسرائيل، وسيحصل حزب "اسرائيل بيتنا" على 12 مقعدا في حين سيحصل حزب "العمل" على 12 مقعدا متراجعا عن ما حققه في الكنيست الحالي.كما وسيحصل الحزب الجديد بزعامة موشيه كحلون على 10 مقاعد وحزب المتدينين الغربيين "يهوات هتوارة" على 8 مقاعد، في حين سيحصل حزب المتدينين الشرقيين "شاس" على 7 مقاعد، وسيحصل حزب "ميرتس" اليساري على 5 مقاعد وحزب الحركة "تنوعاه" بزعامة تسيفي ليفني على 5 مقاعد، وستحصل الأحزاب العربية وفقا لهذا الاستطلاع على 10 مقاعد.ووفقا لهذه النتائج وعلى ضوء ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية، فإن الخيار لدى نتنياهو بتشكيل حكومة من اليمين والمتدينين تصبح أكثر واقعية، وستجد هذه الحكومة دعم 67 عضو كنيست من هذه الاحزاب، وعلى صعيد من هو المناسب كي يشغل منصب رئيس الوزراء وفقا لهذا الاستطلاع، فإن نتنياهو هو الانسب بحصوله على 31% من أصوات الجمهور في حين حصل يتسحاق هيرتصوغ زعيم حزب "العمل" على 12,9%، نفتالي بينت حصل على 9,7% وموشيه كحلون على 9,3% ويائير لبيد على 6,9% وجاء ليبرمان في الترتيب الأخير بـ 6,4% . ، نتنياهو بخطوته هذه اقدم على لعبه سياسيه ليظهر نفسه ان زعيم لا يخضع للاملاءات من أي طرف ، وبشكل من الاشكال فان ابعاد لبيد وليفني عن الحكومه واجراء انتخابات مبكره يعني ان نتنياهو يوجه رساله للاداره الامريكيه بانه ليس لكم من تستندون اليه في الحكومه الاسرائيليه بعد اليوم ، . ومن الجائز أن هذا يعني أن ليبرمان بات عنوان الاعتدال في الحكومة الإسرائيلية التي سرعان ما ستكون حكومة تصريف أعمال فور اتخاذ وزراء حزبي "هناك مستقبل" و"حركة" تسيبي ليفني موقف تضامن مع زعيميهما وتقديم استقالاتهم.ويرى مقربون من نتنياهو أن خطوته هذه ما هي إلا عمل استباقي، خصوصاً أنه يعلم نيتهم بالاستقالة من حكومته. ويرون أن الفائدة من ذلك تتمثل في إظهار نفسه كزعيم مبادر وإظهار خصومه في موضع ضعف.وقال آخرون إن نتنياهو بإقالته لبيد وليفني أراد أن يحرمهما من إدارة حملتهما الانتخابية وهما على كرسي الوزارة. ويشير هؤلاء إلى أن نتنياهو يريد توزيع حقائب حزبي لبيد وليفني على أعضاء في "الليكود" وأحزاب أخرى ضمن ائتلاف جديد، ولو لحكومة أقلية بغرض كسب ولائهم في حملته الانتخابية الجديدة.مع ذلك لا تبدو علاقات نتنياهو في أفضل أحوالها لا مع الجمهور ولا مع الأحزاب اليمينية والدينية التي يعتبرها "تحالفه الطبيعي". ومعروف أن نتنياهو يواجه مشكلة داخل "الليكود" مع التيارات الأكثر تطرفاً منه، وعلى رأسها داني دانون وموشي فايغلين. كما أن علاقاته ليست على ما يرام لا مع "البيت اليهودي" ولا مع "إسرائيل بيتنا".ومعروف أن "البيت اليهودي" يزداد تطرفاً ويكسب أصوات المتطرفين، في حين يتجه ليبرمان بشكل متزايد نحو الوسط. وعلى الصعيد الشعبي تدهورت مكانة نتنياهو كثيراً حيث باتت غالبية الجمهور لا تستحسن أداءه. ومع ذلك تشير غالبية التوقعات إلى أن الرابح من انتخابات جديدة هو اليمين الإسرائيلي الذي، وبرغم "مقالب" نتنياهو، ليس هناك من يتغلّب عليه زعيماً لليمين.وتشير التوقعات إلى أن معسكر الوسط واليسار لن يحققا الإنجازات التي يتوقعانها، ما يعني أن إسرائيل ستدخل قريباً في دوامة عدم الاستقرار الداخلي وزعزعة العلاقات الخارجية. اسرائيل وهي تعيش صراع مصالح بين القوى والاحزاب اليمنيه والدينيه المتطرفه هي فعلا تعيش ازمة هويه ، وان محاولات تكريس اسرائيل كدوله يهوديه اصوليه تعني الخروج من عباءة الاعتدال والديموقراطيه حسب رؤيا بن غوريون للقبول بها عالميا الى عبائة التطرف والاصوليه واستعداء غالبية دول العالم لهذا الكيان الاصولي العنصري ، الكيان الاسرائيلي امام مفصل تاريخي لتحديد هويته في المنطقه وان الناخب الاسرائيلي سيحدد وجهة اسرائيل ومهما كانت عليه نتائج الانتخابات فان اية حكومة اسرائيليه قادمه لن يكون بمقدورها ان تصنع سلام مع الفلسطينيين وان اية حكومة قادمه لن تتوقف عن عدوانيتها ضد الشعب الفلسطيني ولن تتوقف على سلب الفلسطينيين لحقوقهم الوطنيه او ان تتوقف عن الاستيطان ولا يمكن المراهنة على ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات لان التاريخ علمنا ان الاسرائيليين في غالبيتهم يجنحون للتطرف وهم ضد تحقيق الامن والسلام ،وأخيرا وبغض النظر عن سيل التصريحات الصادرة عن قادة إسرائيل بمختلف مسمياتهم يتوجب على المراقبين والمنتفعين والمتضررين من انتخابات إسرائيل المبكرة الانتظار حتى يحين الموعد وعدم البناء على توقعات وحسابات قد تصيب وقد تخيب .