تتواصل السياسية الإسرائيلية ضد أهل القدس من عقوبات وهذه الردود الإسرائيلية ستزيد من لهيب الانتفاضة فلا هدم البيوت و لا السجن سينقص من عزم المقدسيين وصمودهم بل إن معظم منفذي العمليات لم يكن لهم انتماء تنظيمي،قرار الانتفاضة هو قرار شعبي لذلك فهي ستتوسع بهدف القيام بانتزاع الحقوق لا يوجد من يستطيع إيقاف انتفاضة شعبية أبنائها مستعدين بان يضحوا بأرواحهم إيمانا منهم بعدالة قضيتهم الوطنية ولنيل جميع استحقاقاتهم .
إذا ما تم توظيف الانتفاضة بشكل صحيح فإن الساحة الفلسطينية ستشتعل في وجه التغول الإسرائيلي ،لن يكون هذا من منطلق الإرهاب بل هذا من منطلق الدفاع عن حقوقنا المغتصبة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وبسبب فشل العملية السلمية وانعدام الأفق لحل سياسي عادل .
العمليات التي تمت بالقدس من قبل مواطنين مدنيين ضد المستوطنين كانت واضحة من ناحية الدقة ورفعت معنويات الشعب الفلسطيني لأنهم يرونها دفاع مشروع عن النفس في ظل الاعتداءات المتكررة علي المسجد الأقصي و الأماكن المقدسة في القدس،من جهة أخري حملت هذه العمليات رمزية و حرفية عالية من الناحية الأمنية حيث أن هذه العمليات كانت تعد وتنظم في دائرة مغلقة بين الشخص و نفسه إذ لا يمكن اختراق هذه الدائرة المغلقة مما سيجعل من المستحيل علي الأجهزة الاستخباراتية و الأمنية الصهيونية منع هذا عمليات .
القدس توحد جميع أطياف العمل الوطني و الإسلامي وأيضا جميع تشكيلات المجتمع الفلسطيني لذلك من الضروري العمل علي تعزيز الروح الوطنية للانتفاضة ووضع آليات للارتقاء بها وزيادة فعاليتها علي الأرض لان ما يجري في القدس الآن هي"انتفاضة ثالثة" بكل معانيها باعتراف الاسرائيلين أنفسهم.
بسبب سياسة إسرائيل في القدس ليست هناك قيمة للهدوء في القدس بل إن اشتعال الانتفاضة سيكشف ويكسر الخداع الإسرائيلي و تهويده لمدينة القدس، ومن الحق أن نعترف أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يدرك حجم تأثير هذه العمليات علي الاسرائيلين لان تأثيرها كبير وعظيم ،كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من الصدمة من كم العمليات التي وجهت ضد المستوطنين مع العلم أن مستوي أداء الانتفاضة آخذ بالتصاعد شيئا فشيئا فنتنياهو ليس قويا بما فيه الكفاية لمواجهة انتفاضة شعبية في الداخل ولا الأجهزة الأمنية مستعدة لفتح جبهة كهذه عليهم في الوقت الراهن ،إذا ما استمر العمل المقاوم في الداخل في الصعود فان ذلك سيؤثر في الحالة السياسية الاسرائيلة وسيدفعهم لإعطاء مزيد من الحقوق الشرعية لشعبنا.
أداء انتفاضة السكاكين جعل العديد من الإسرائيليين يفكرون في ترك البلاد والسفر لان همهم الأول هو الأمن والأمان وهذه القاعدة الأساسية عندهم قد تزعزعت بفعل انتفاضة السكاكين فهم يعيشون حالة خوف وهوس في كل لحظة أصبح الإسرائيلي مستهدف إما بضربة سكين أو سيارة تدهسه أو شاب يصيبه بطلق ناري فيصرعه.
علينا الامتناع عن أخطاء الماضي وتطوير التعاون بين جميع ألوان الطيف الوطني الفلسطيني من أجل الارتقاء بأداء الانتفاضة ودعمها الوقوف إلي جانب أهالي شهدائها ، دعم الانتفاضة هو دعم للقضية الوطنية التي تصارع الهجمات الإسرائيلية ضد شعبنا ، الوحدة الوطنية أساس لنجاح انتفاضة ثالثة ننتزع من خلالها حقوقنا ونصنع دولتنا الفلسطينية0